سورية

تدمير أوكار ومعسكر تدريب لإرهابيين في حلب وكتيبة «فاستقم كما أمرت» تغتال 4 مدنيين من «آل عجة»

حلب – الوطن – دمشق – وكالات : 

تتوالى الفضائح التي تتكشف تباعاً عن «المهنية» التي تتمتع بها وسائل إعلام المجموعات المسلحة بحلب وكيفية تعاطيها مع المواطنين في مناطق سيطرتها لخدمة أهدافها المرتبطة بشكل وثيق بأجندة القادة العسكريين الذين يخدعون داعميهم الإقليميين ببث الخدع وتلفيق الأكاذيب لإرضائهم، في وقت دمرت وحدات من الجيش العربي السوري أوكارا ومعسكر تدريب لإرهابيي ما يسمى «لواء السلطان مراد» بحلب.
وخلال الأسبوع المنصرم كشف اللثام على ثلاثة أحداث تحكي قصة عمل الإعلام المعارض وردود فعل السكان الرافضة لأضاليلهم. وأكد مصدر إعلامي معارض لـ«الوطن»، أن مراسل إحدى الفضائيات المعارضة التي تتخذ من دولة خليجية مقراً لبثها، طرد مع مصوره أثناء محاولتهم تغطية أحوال سكان حي الأنصاري الشرقي في أول أيام العيد بعد رفضه الامتثال لرغبة السكان بعدم تصوير أوضاع الأهالي التي لا تسر في ظل وجود المسلحين بين ظهرانيهم على الرغم من تهديداته بأنه محسوب على قائد مجموعة مسلحة مهم يعتقد أنه قائد «حركة نور الدين الزنكي» التي تهيمن على الحي.
وقبل ذلك بيومين احتجز مسلحو جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في سورية، شابين فرا إلى القسم الذي تسيطر عليه الجبهة في حي صلاح الدين وبالتنسيق مع أحد عملائها هرباً من الخدمة الإلزامية بعد مخاطرتهما باجتياز خط التماس من مناطق سيطرة الجيش العربي السوري في الحي بعد رفضهما الامتثال للأوامر التي تقضي بتصويرهما أمام الكاميرات على أنهما منشقان عن الجيش، وهي الطريقة التقليدية المتبعة مع كل شاب يتسلل إلى أحياء سيطرة المسلحين عبر خطوط التماس، بحسب مصادر أهلية تحدثت لـ«الوطن».
ومساء أول أمس جرى تصفية 4 مدنيين من عائلة «عجة» بالرصاص على يد عناصر من كتيبة «فاستقم كما أمرت» اقتحموا منزلهم في حي الكلاسة جنوب مركز المدينة بذريعة موالاتهم للحكومة السورية إثر رفضهم الظهور على إحدى القنوات الفضائية المعارضة.
وجاءت الحادثة على خلفية امتناع أهالي الحي عن استخدام أطفالهم في تظاهرة مفتعلة تهتف ضد النظام نظمتها «فاستقم كما أمرت»، التي تسيطر على الحي وتعد إحدى أهم المجموعات المسلحة المؤلفة لـ«غرفة عمليات فتح حلب»، ما خلق ردود فعل غاضبة في صفوف السكان أججها مقتل المدنيين الأربعة، ويتوقع أن تتطور لاعتصامات واشتباكات مع المسلحين وأن تمتد إلى أحياء أخرى تعيش حالاً من التذمر والاحتقان بسبب ممارسات وتعديات المسلحين.
في سياق متصل دعت «غرفة عمليات حلب» أمس الجميعَ إلى عدم التعرض للإعلاميين الذين يقومون بـ«واجبهم» في تغطية المعارك وما أسمته بفعاليات «الثورة السورية» بحسب موقع «الدرر الشامية» المعارض.
وقالت الغرفة في بيان لها: «نظراً للتعديات التي جرت في اليومين الماضيين بحق بعض الإعلاميين فإننا نود أن نبين للجميع أن الإعلامي هو جندي أساسي في المعركة، لا يقل دوره عن جندي مرابط على الثغور».
ولفت البيان إلى أن «الإعلام هو سلاح أساسي في أي معركة عبر التاريخ، وأنه لولا الإعلاميون الذين استشهد منهم الكثير في سبيل إيصال الحقيقة لانتهت ثورتنا». وطالبت الغرفة في ختام بيانها «المدنيين والعسكريين بعدم التعرض إلى أي إعلامي يقوم بعمله طالما كان ضمن الضوابط»، داعيةً الجميع إلى التعاون.
من جهة أخرى دمرت وحدات من الجيش أوكارا ومعسكر تدريب لإرهابيي ما يسمى «لواء السلطان مراد» بحلب. وكثفت وحدات الجيش والقوات المسلحة بمساندة سلاح الجو عملياتها ضد أوكار ومحاور تحرك التنظيمات الإرهابية وكبدتهم خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد في حلب. ونقلت وكالة «سانا» للأنباء عن مصدر عسكري: أن سلاح الجو شن عدة غارات «أسفرت عن تدمير أوكار وتجمعات للتنظيمات الإرهابية التكفيرية ومقتل عدد من أفرادها في محيط البحوث العلمية» غرب مدينة حلب. وذكر المصدر أن من بين الإرهابيين القتلى «يحيى أبو صبح وحسن صباغ ومحمد مالك أمين».
ولفت المصدر إلى أن «وحدة من الجيش والقوات المسلحة دمرت معسكر تدريب لإرهابيي ما يسمى لواء السلطان مراد في حي الهلك بمدينة حلب بما فيه من إرهابيين وأسلحة وذخيرة وعتاد».
وفي مدينة عين العرب فجر انتحاري نفسه أمس في سيارة مفخخة جنوب المدينة بعد دقائق على تفجير آخر مماثل في الجانب التركي تسبب بمقتل 27 شخصاً. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض في بريد إلكتروني: «فجر انتحاري نفسه بسيارة مفخخة على حاجز لوحدات حماية الشعب في جنوب كوباني (عين العرب)»، مشيراً إلى مقتل عنصرين من الوحدات. لكن متحدثاً باسم وحدات الحماية قال: إن «انفجارات» وقعت في عين العرب نتيجة انفجار عتاد أثناء عملية لإزالة عبوات ناسفة لم تنفجر زرعها تنظيم داعش.
إلى ذلك قال موقع «زمان الوصل» المعارض: إن مجهولين اغتالوا قيادياً في ميليشيا «الجيش الحر» وألقوا جثته قرب مدينة «عندان» بريف حلب الشمالي أول أمس.
وقال سكان من المدينة إنهم عثروا على جثة «الملازم حسين قنطار»، وأبلغوا فرق الدفاع المدني والشرطة الحرة لنقلها والتعرف عليها، بحسب الموقع. وكشف مصدر في غرفة عمليات «فتح حلب» في تصريح نقله «زمان الوصل»، أن التحقيقات جارية للكشف عن هوية الجهة التي نفذت عملية اغتيال القائد العسكري للفرقة (111) مشاة، إحدى الفصائل المنضوية تحت قيادة الغرفة، رافضاً توجيه الاتهام لأي طرف قبل الكشف عن نتائج التحقيقات.
وأشار المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، إلى أن قنطار، كان في طريق عودته من اجتماع مع قيادات في الغرفة في إحدى بلدات ريف حلب الشمالي، قبل أن يفقد الاتصال به.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن