نتنياهو يرقص كـ«المذبوح» على منبر الأمم المتحدة … طهران تفضح «الإغواء» الإسرائيلي للغرب
| الوطن – وكالات
بعدما تقطعت السبل بحكومة الاحتلال الإسرائيلي لجلب مد دولي يواجه نجاحات حلف المقاومة وعلى الأخص إيران في محاربة الإرهاب في سورية وإدراكها خطر هذه النجاحات على مطامعها في المنطقة لم يجد الاحتلال سوى منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة للصراخ متألماً من هذه النجاحات.
وبينما زعم كيان الاحتلال، بأن طهران تسعى لإقامة ستار في الشرق الأوسط وتسعى لوجود دائم في سورية، ردت طهران على «النفاق والخداع الإسرائيلي» وكشفت «سلاح الإغواء الشامل» الذي اعتمده الاحتلال، مؤكدة أنه «لم يعد يجدي نفعا في عصر المعلومات».
ورغم كل المخططات التي حيكت ضد سورية، إلا أن ما أثبتته الأزمة خلال سنواتها السبع هو أن محور المقاومة ثابت وصامد وغير قابل للتكسر على أمواج الأعداء على غرار أحلاف أخرى تفككت عند أول زوبعة ولنا في أزمة الخليج خير برهان حيث الأزمة القطرية تزيد شقاق البيت الخليجي.
في مقابل ذلك كان رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعول على انتصار الجماعات الإرهابية والمسلحة في سورية فدعمهم بالعتاد والأموال إلا أن صمود الجيش العربي السوري وانتصاراته المتلاحقة باتا يقضا مضاجع الكيان الصهيوني فهرع إلى واشنطن يدق بابها للتنبيه مما سماه «الخطر الإيراني على حدودنا»، إلا أنه لم يلق أذاناً مصغية فلجأ إلى حليف دمشق الروسي ليصطدم بإجابة مماثلة، وكان اتفاق تخفيف التوتر في جنوب غرب البلاد ضربة قاصمة له فعمل بكل قوته على تخريبة دون جدوى.
وبعد كل الضربات السابقة لم يجد رئيس وزراء كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو إلا منبر الأمم المتحدة ليمارس رقصة المذبوح محاولاً إثارة مخاوف الغرب من إيران.
وبحسب ما نقلت وكالة «أ ف ب»، قال نتنياهو أمام الجمعية العامة أول من أمس «من بحر قزوين إلى البحر الأبيض المتوسط ومن طهران إلى طرطوس، تهبط ستارة إيرانية فوق منطقة الشرق الأوسط»، في إشارة إلى إعلان رئيس وزراء بريطانيا الأسبق وينستون تشرشل عن «الستار الحديدي» خلال الحرب الباردة مع الشيوعية.
وأضاف نتنياهو محاولاً استجلاب العطف: «أولئك الذين يهددوننا بالإبادة يعرضون أنفسهم للموت» لينتفض ويصرخ «سنعمل على منع إيران من إقامة قواعد عسكرية دائمة في سورية لقواتها الجوية والبحرية والبرية»، وذلك على الرغم من أن إيران لم تعلن لا هي ولا سورية عن إقامة أي قواعد عسكرية إيرانية في سورية.
وفي محاولة لزيادة مخاوف الغرب قال نتنياهو: إن إيران أشبه «بنمر جائع مطلق العنان يلتهم الأمم»، وحاول مغازلة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فاعتبر أن خطاب الأخير في الأمم المتحدة «أكثر جرأة أو شجاعة وصراحة» من كل الخطابات التي ألقيت في المنظمة سابقاً.
وكان ترامب ذكر في خطابه أن الاتفاق النووي الإيراني «معيب»، ووصف إيران بـ«الدولة المارقة» و«الديكتاتورية الفاسدة»، وأكد أن «الاتفاق مع إيران هو من أسوأ الصفقات وأكثرها انحيازا التي دخلت فيها الولايات المتحدة على الإطلاق.
مستشار ممثلية إيران الدائمة بالأمم المتحدة حسين ملكي، اختار الرد على نتنياهو بخطاب منطقي، ليؤكد في تصريحات له، بحسب وكالة «إرانا»، أن نتنياهو يحاول التغطية على جرائم كيانه.
وقال ملكي: إن نتنياهو «حاول ومن خلال لغة المكر والخداع، إخفاء السياسات والسلوك الرهيب لكيانه، غير مدرك لطبيعة هذا الكيان المبنية على الاحتلال والقمع والعنف والاغتيال، وأنها لا تخفى بإلصاق التهم بالآخرين أبدا، لأن «سلاح الإغواء الشامل» لم يعد يجدي نفعا في عصر المعلومات».
وأضاف: يجب على نتنياهو أن يوضح للجمعية العامة، لماذا اعتدت إسرائيل على كل جيرانها على مدى عمرها القصير، وشنت أكثر من 15 حربا، كما شنت العدوان على دول في خارج المنطقة، كما ودعاه لتوضيح لماذا امتنعت إسرائيل عن تنفيذ «عشرات قرارات الأمم المتحدة، ونحو 100 قرار لمجلس الأمن، وكذلك عدد كبير آخر من قرارات منظمات الأمم المتحدة».
وأكد الدبلوماسي الإيراني أن على «إسرائيل»، توضيح امتلاكها «لجميع أنواع أسلحة الدمار الشامل، بما فيها الأسلحة الكيميائية والبيولوجية والنووية» رغم امتلاكها لأحدث أنواع الأسلحة التقليدية، وعدم استعدادها للانضمام إلي أي من معاهدات حظر أسلحة الدمار الشامل، ووضع نشاطاتها ومنشآتها النووية تحت مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.