كردستان العراق أمام الضغوط.. واستفتاء الاستقلال في موعده أم تأجل؟
مع تضارب الأنباء حول إبقاء إقليم كردستان العراق على موعد استفتاء استقلاله من عدمه، أكد المجلس الأعلى لاستفتاء إقليم كردستان العراق، أن الاستفتاء سيجرى في موعده المحدد.
وانتقد المجلس الأعلى التصريحات، التي صدرت عن رئيس جهاز مكافحة الإرهاب في الاتحاد الوطني الكردستاني ونجل رئيس الجمهورية السابق، بافل طالباني، والتي جاء فيها أنه تم تأجيل الاستفتاء.
وأكد بيان صدر عن المجلس، أمس ونشر في الموقع الرسمي لرئاسة الإقليم أن المدونة، التي صدرت عن طالباني وأفادت بأن الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني وافقا على مقترح الأمم المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا القاضي بتأجيل الاستفتاء، تضم معلومات غير صحيحة.
وتابع المجلس الأعلى: «نعلن للجميع أن هذا الخبر لا أساس له من الصحة وأن الاستفتاء سيجرى في موعده المحدد في الخامس والعشرين من الشهر الجاري».
ولكن هناك مؤشرات تلوح في الأفق عن تراجع قيادة الإقليم عن إجراء الاستفتاء في تاريخه المحدد نتيجة الضغوط العربية والإقليمية والدولية على قادة الإقليم، ما حدا برئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، إلى تأجيل مؤتمر صحفي كان يفترض أن يعقده صباح السبت بشأن الاستفتاء على الاستقلال، بحسب ما أشارت رئاسة وزراء الإقليم في أربيل، في وقت اعتبرت تركيا أن استفتاء الاستقلال «يهدد مباشرة أمنها القومي».
وقال المكتب الإعلامي لرئيس وزراء كردستان العراق: إن «المؤتمر الصحفي سيعقد الأحد، وسيتم الإعلان عن المكان والزمان لاحقاً». ومع أن القيادة الكردية تؤكد أن فوز معسكر الـ«نعم» في الاستفتاء، لا يعني إعلان الاستقلال، بل أنه سيكون بداية حوار مع بغداد حيال الخلافات النفطية والمالية، إلا أن دولا إقليمية على رأسها إيران وتركيا ترفض إجراء مثل هذا الاستفتاء بالمطلق.
وكانت الحكومة التركية وجهت الجمعة «نداء أخيراً» إلى سلطات إقليم كردستان العراق لإلغاء الاستفتاء على الاستقلال الذي تعتبره أنقرة «غير شرعي»، وشددت على أنها تنظر في «جميع الخيارات» إذا ما حصل الاستفتاء.
وأكد مجلس الأمن القومي التركي أن هذا الاستفتاء «غير قانوني وغير مقبول» و»يهدد مباشرة الأمن القومي التركي».
وقال مجلس الأمن القومي في بيان صدر في ختام اجتماع برئاسة رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان أنه يحض حكومة الإقليم الكردي الواقع في شمال العراق على «العدول عن هذا القرار ما دام الوقت متاحاً لذلك».
وأضاف المجلس أن المضي في هذا الاستفتاء «خطأ فادح» من شأنه أن «يهدد مباشرة الأمن القومي التركي».
كما حذر المجلس من «التداعيات الخطرة» للاستفتاء على المنطقة بأسرها.
وقال المتحدث باسم الحكومة التركية بكير بوزداغ إنه خلال اجتماع الحكومة «وضعنا كل الخيارات على الطاولة، ودرسناها واحدة تلو الأخرى» من دون أن يعطي تفاصيل إضافية.
وتابع خلال مؤتمر صحفي بأنقرة أن تركيا توجه «نداء نهائياً لحكومة إقليم كردستان العراق: اظهروا عقلانية والغوا هذا الاستفتاء».
هذا وكان عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني، رزكار علي، اعتبر أن كل الأطراف السياسية في كردستان تتوقع تأجيل الاستفتاء في كركوك وجميع المناطق المتنازع عليها.
وقال رزكار علي، في حديث لموقع «السومرية نيوز» العراقي الإخباري: «إن جميع الأطراف السياسية في كردستان اتفقت على أنه من المتوقع أن يؤجل الاستفتاء في المناطق المتنازع عليها ومنها كركوك وكل المناطق التي تشملها المادة 140 من الدستور». وأضاف علي إن «الاتحاد الوطني لن يخرج من الإجماع الكردستاني»، مؤكدا: «مستمرون في جهودنا في هذا الاتجاه».
بدورها دعت منظمة التعاون الإسلامي إلى إلغاء الاستفتاء المقرر في شمال العراق لـ”تعارضه مع الدستور العراقي» ولتأثيره السلبي على الجهود المبذولة لمحاربة الإرهاب.
ونقلت وكالات عن بيان صدر عن الأمانة العامة للمنظمة بعد اجتماع وزراء خارجية دولها الأعضاء في نيويورك تأكيده ضرورة التمسك بالدستور العراقي واحترامه وبذل كل الجهود للحفاظ على وحدة العراق وأمنه واستقراره وسلامة أراضيه وجددت التزامها التام بالعمل مع الحكومة العراقية ومع جميع الأطراف لتحقيق السلام والاستقرار في العراق.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف جدد خلال لقائه نظيره العراقي إبراهيم الجعفري في نيويورك دعم بلاده لوحدة أراضي العراق وسلامتها.
وأكد الجانب الروسي دعمه الدائم لوحدة العراق وسيادته وسلامة أراضيه مشدداً على ضرورة حل كل القضايا الداخلية من العراقيين أنفسهم.
وكالات