«النصرة» تجهز لاجتياح الأتارب رداً على الحشود التركية
| الوطن – وكالات
مع تزايد المؤشرات على استعداد تركيا لتنفيذ عملية عسكرية في ريف إدلب لإنهاء إمارة «جبهة النصرة» الإرهابية في «إدلب»، يبدو أن الأخيرة تجهز لاجتياح مدنية الأتارب في ريف حلب الغربي، لتعقيد خطط تركيا وميليشيا «الجيش الحر» في المنطقة.
ولأول مرة ترد «النصرة» فرع تنظيم القاعدة في سورية، على تصريحات لمسؤولي المعارضة في الخارج، حيث أدانت ترحيب المنسق العام لـ»الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة رياض حجاب، بهجوم يخطط الجيش التركي لتنفيذه في إدلب.
وارتفعت حدة التوتر في إدلب منذ قيام «النصرة» بعملية خاطفة على منافستها ميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية» أسفرت عن انهيار الحركة وخروجها من معادلات القوة في الريف الإدلبي خصوصاً والشمال الغربي عموماً.
وأدت العملية الخاطفة وما رافقها من ممارسات بحق «الأحرار» إلى تشقق داخل صفوف «النصرة» ووصلت التشققات قيادات الجبهة ذاتها.
لاحقاً، حشدت تركيا قوات جيشها على الحدود التركية السورية في محافظة إدلب، في حين كثفت من محادثاتها مع روسيا وإيران (الدول الضامنة لعملية أستانا) حول إنشاء منطقة تخفيف توتر في المحافظة، عبر عملية مشتركة تستهدف استئصال المارد القاعدي من المحافظة.
وجرى الإعلان عن الاتفاق ما بين الدول الثلاث في ختام الجولة السادسة من عملية أستانا قبل نحو أسبوعين.
وبدا أن «النصرة» ليست بصدد الانتظار من دون حراك تنفيذ حكم الإعدام بحقها، وأنها تجهز لردود فعل عنيفة تطول حلفاء تركيا في الشمال السوري، لإرباك تحركاتهم وتحسين مواقع الجبهة قبل جولة الحرب المقبلة.
وفي هذا الصدد وصلت أنباء عن حشد «النصرة» أعداداً كبيرة من مسلحيها وآلياتها على أطراف مدينة الأتارب في ريف حلب الغربي، وذلك بالترافق مع استنفار مسلحي ميليشيا «الحر» داخل المدينة، وسط حالة من الذعر والخوف بين الأهالي خوفاً من اقتحام المدينة.
وبالترافق استمرت التعزيزات التركية في الوصول إلى مناطق الحدود السورية التركية المشرفة على محافظة إدلب، حيث وصلت تعزيزات عسكرية تركية إضافية، أمس إلى لواء اسكندرون السليب.
وذكرت وكالة «الأناضول» التركية، أن قطار شحن محملاً بعربات وسيارات إسعاف عسكرية، وصل محطة القطارات في اسكندرون. وأوضحت الوكالة أن التعزيزات وصلت المنطقة وسط تدابير أمنية مشدّدة، وستعمل على دعم الوحدات المتمركزة على الحدود مع سورية.
وسبق أن وصلت أول من أمس قافلة تعزيزات عسكرية تركية إضافية تضم عربات مدرعة، ومعدات عسكرية، إلى قضاء ريحانلي بلواء اسكندرون السليب، حيث اجتازت معبر «جلوة غوزو» التركي المقابل لمعبر «باب الهوى» على الجانب السوري، وتمركزت في المنطقة الفاصلة بين المعبرين.
وعلى مدار الأيام الأخيرة، كثفت تركيا من تعزيزاتها العسكرية على حدودها المحاذية لسورية.
وسبق لـ«النصرة»، أن أدانت ترحيب المنسق العام لـ«الهيئة العليا للمفاوضات»، بأي عملية عسكرية تركية محتملة بمشاركة ميليشيا «الحر» ضدها في إدلب.
واعتبرت «النصرة» في بيان، لها أصدرته قبل أيام تصريحات حجاب بمثابة تحريض على «القوى الثورية، وتصب في مصلحة قوات النظام السوري، وهي لاسترضاء أجندة خارجية»، في إشارة إلى تركيا.
ووصل الأمر بـ«النصرة»، لحماية نفسها في إدلب، تأسيس ما يشبه الإمارة، من خلال عقد اجتماع لما يسمى «المؤتمر السوري العام»، الذي انبثق عنه تشكيل هيئة تأسيسية من مهامها تسمية رئيس حكومة المزمع الإعلان عنها في إدلب.
وفي هذا الصدد، نفى الناطق الإعلامي باسم «الهيئة التأسيسية» ياسر النجار تسمية حسن جبران، لتولي رئاسة هذه «الحكومة».
ونقلت وكالات معارضة عن النجار، قوله «من المبكر تسمية رئيس للحكومة، حيث لم تناقش الأسماء المرشحة للمنصب بعد».
وجاء المؤتمر بعد دعوة «النصرة» لتأسيس ما سمته «مشروعاً سنياً ثورياً يمثل أهداف الشعب السوري».