مظاهر خادعة
| خالد عرنوس
ما زالت كرة القدم تعطينا من دروسها الكثير فمع كل يوم ننهل من محاضراتها التي لا تنتهي فهاهو ريال مدريد يتوقف عند الرقم القياسي الخاص بالتسجيل المتواصل للأهداف في الزمان والمكان الخطأ تماماً فقد أخفق بدك حصن حارسه السابق أدان على أرضية معقل الفريق الملكي (برنابيه) وعملاً بالمبدأ الكروي القائل: إن لم تسجل فلابد أن تقبل الأهداف جاء الرد الأندلسي بهدف متأخر جداً كان كافياً لوقوع أول خسارة لريال زيدان هذا الموسم وهي الخسارة الأولى له منذ 10 مباريات بالليغا وقد أعادت حسابات أهل الميرينغي وهبطت بأحلام البداية الصاروخية (الوردية) إلى أرض واقع مرّ ربما سيعيشه المدرب الفرنسي ونجومه محلياً على الأقل.
الخسارة شيء عادي فليس هناك فريق يفوز على طول الخط ولا بد لكل من سلسلة أن تنتهي مهما بلغت قوة أي فريق وهويته ونجومية وتألق لاعبيه لكن هناك بعض الهزائم التي يكون وقعها أثقل على أنصار فريق ما وهذا بالضبط ما حدث مع أنصار الريال وحتى الذين يتوقعون عدم استمرار انتصاراته، ونحن ممن توقعنا سقوطه بنسبة كبيرة أمام سوسيداد في الجولة السابقة وخاصة أن الفريق الباسكي بدا شجاعاً مع انطلاق الموسم وبالتالي امتلك الحافز للإيقاع بضيفه لكن هذا لم يحدث فالقدر خبأ مفاجآته إلى حيث لم يجرؤ أحد على توقع السقوط.
منذ الفوز على المانشستر في السوبر الأوروبية ثم الظفر بالسوبر المحلية بانتصار مزدوج على الغريم برشلونة جذب (ريال زيدان) الأنظار كفريق لا يقهر جاء وقته ليكون أيقونة اللعب الجميل ولينسي العالم فريق (دريم تيم تو) الذي بهر عالم المدورة في العقد المنصرم، الكل توقع ذلك ونحن منهم، فالميرينغي أظهر صورة ناصعة لكرة قدم عصرية ملؤها الحيوية والأهداف، إلا أننا لم نتورع عن القول إن ما قدمه الريال أمام البرشا لم يكن لقوته فقط بل جاء على حساب ارتباك الكاتالوني وسوء أدائه.
في الحياة هناك مظاهر خادعة في بعض الأحيان ومنها الصورة الباهرة التي قدمها الملكي ثم انقلبت إلى الوجه السلبي ودليلنا أن الفريق حتى عندما فاز بالثلاثة على لاكورونيا وسوسيداد لم يقدم تلك اللوحات الجميلة التي أتحفنا بها أمام ألمانيو والبرشا ولذلك لم يكن غريباً أن يتعادل في ملعبه مع فالنسيا وليفانتي أما خسارته من بيتيس بعد قرابة عقدين فتلك حكاية أخرى، قد ينهض الريال من جديد وهو المتوقع وقد ينهي الموسم بطلاً لكن الفارق الحالي قد يكون عاملاً محبطاً وإن كانت الفرق الكبيرة (تمرض ولا تموت).