عربي ودولي

ميركل فازت بأسوأ نتيجة في الانتخابات الألمانية و«البديل» يحقق «زلزالاً سياسياً»!

| الوطن – وكالات

رغم فوز حزب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في النتائج الأولية للانتخابات التشريعية أمس، إلا أن حصيلة حزبها كانت من أسوأ النتائج التاريخية له، وسط تقدم لافت لحزب «البديل من أجل ألمانيا» القومي اليميني الذي حقق نتائج اعتبرها الرئيس المشارك لهذا الحزب فراوكيه بيتري، «زلزالاً سياسياً».
وأدلى الناخبون الألمان أمس بأصواتهم وبلغ عدد أصحاب الحق بالتصويت 61,5 مليوناً من أصل 82,6 مليون نسمة، يمثل المسلمون بينهم نحو 5 ملايين.
وأشارت النتائج الأولية إلى فوز حزب ميركل «الاتحاد الديمقراطي المسيحي» بنسبة 32 بالمئة من أصوات الناخبين على حين حقق منافسها حزب «الاشتراكي الديمقراطي» بزعامة مارتن شولتز 20 بالمئة وحزب الخضر» 9,5 بالمئة، وحزب اليسار 9 بالمئة.
أبرز النتائج كانت حصول حزب «البديل من أجل ألمانيا» القومي اليميني المعادي للهجرة على 13,5 بالمئة حيث توعد مرشحه ألكسندر غولاند ميركل، وقال في خطاب ألقاه أمام مناصريه أمس عقب إعلان النتائج الأولية للانتخابات: «نصبح، كما يبدو، ثالث أكبر قوة في البرلمان، ويجب على الحكومة، مهما كانت، التهيؤ لذلك، لأننا سنقوم باصطياد الحكومة، ونبدأ باصطياد ميركل! وسوف نستعيد دعم الشعب».
من جانبه، وصف الرئيس المشارك لهذا الحزب اليميني المتطرف، فراوكيه بيتري، نجاح حزبه بأنه «الزلزال السياسي»، مضيفاً إن «المستحيل أصبح ممكنا».
واعتبرت مصادر تعمل في قناة الألمانية «دوتشي فيلا» أنه وفي ضوء النتائج السابقة ومع تصريحات شولتز بأنه لن يذهب إلى تحالف جديد مع ميركل، فإن الحل الوحيد لتشكيل حكومة جديدة إذا صدقت النتائج، عبر تحالف بين حزب ميركل والحزبين الليبرالي والخضر، لكن إذا رفض الجناح اليساري بحزب الخضر هذا الائتلاف، ستعاد الانتخابات في ألمانيا وهو أمر مستبعد حالياً.
وكانت المستشارة ركزت حملتها الانتخابية على موضوع الاستمرارية لبلد مزدهر، في رسالة تهدف إلى الطمأنة في وجه الأزمات التي تهز العالم ولاسيما مع وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وكانت استطلاعات الرأي منحت «البديل» بين 11 و13 بالمئة من نيات الأصوات، ما يضعه في المرتبة الثالثة متقدماً على اليسار الراديكالي والليبراليين والخضر، بعدما أخفق في 2013 في بلوغ عتبة 5 بالمئة المطلوبة للفوز بمقاعد نيابية.
واستمر «البديل لألمانيا» المعادي للإسلام والنخب والهجرة وأوروبا طوال الحملة الانتخابية في تشديد خطابه، ويتهم القوميون ميركل بـ«الخيانة» لفتحها أبواب البلاد عام 2015 أمام مئات الآلاف من طالبي اللجوء وأغلبيتهم من المسلمين، وتواجه المستشارة البالغة من العمر 62 عاماً بانتظام بلبلة من هؤلاء خلال تجمعاتها الانتخابية.
وعلاوة على تأثير «البديل من أجل ألمانيا» على النقاشات البرلمانية، فإن وجود نواب لهذا الحزب في البرلمان قد يعقد حسابات ميركل في تشكيل الأغلبية الحكومية.
والخيار الأبسط نظرياً يقوم على الاستمرار في «الائتلاف الكبير» مع الاشتراكيين الديمقراطيين، ما يضمن الاستمرارية في السياسة الألمانية. غير أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي يشهد أزمة وجودية قد يختار هذه المرة الانتقال إلى المعارضة لاستعادة زخمه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن