«قسد» اتهمت موسكو بضربها في دير الزور … روسيا: نقصف كل من يستهدف القوات السورية
| الوطن – وكالات
أعلنت موسكو أن الغارات التي يشنها الطيران الروسي تستهدف «كل نقاط إطلاق النار، التي تقصف مواقع القوات السورية»، بعد اتهام «قوات سورية الديمقراطية – قسد» الطائرات الروسية وقوات الجيش العربي السوري بمهاجمة مواقعها في محافظة دير الزور.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان صدر عن المتحدث الرسمي باسمها، اللواء إيغور كوناشينكوف: «يوجه طيران القوات الجوية الفضائية في إطار عملية القوات السورية الخاصة بتدمير الملاذ الأخير لداعش في دير الزور وذلك بضربات دقيقة على مواقع الإرهابيين، التي تم رصدها وتأكيد وجودها عبر قنوات عدة». وأوضح كوناشينكوف أن «الغارات يتم شنها على كل نقاط إطلاق النار، التي تقصف مواقع القوات السورية، والقوات الإضافية للإرهابيين المتقدمة من المناطق الخلفية»، في إشارة مبطنة إلى تكرار الهجوم من قبل مسلحي «قوات سورية الديمقراطية – قسد» على تلك المواقع.
واتهمت الوزارة الروسية بشكل مبطن «قوات سورية الديمقراطية – قسد» بعدم قتال مسلحي داعش في المنطقة، خصوصاً في ضوء تقدم تلك القوات في مناطق حقول النفط والغاز.
وقال اللواء الروسي على إن «طائرات مسيّرة روسية وقوات الاستطلاع، العاملة في منطقة دير الزور 24 ساعة يومياً، لا تسجل أي أعمال قتالية بين مسلحي قوات سورية الديمقراطية والوحدات الخلفية لإرهابيي داعش».
وبيّن المتحدث باسم وزارة الدفاع أن هذه الحقيقة واضحة بشكل خاص «في مناطق حقول النفط والغاز بالمحافظة، حيث يخوض مسلحو داعش حالياً مقاومة شرسة في مواجهة القوات السورية المتقدمة».
وذكرت وزارة الدفاع الروسية، على لسان كوناشينكوف، أن روسيا لم تحصل حتى الآن على أي توضيحات من وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» حول الصور، التي نشرتها الوزارة مؤخراً حول التنقلات الحرة لمقاتلين من «قوات سورية الديمقراطية – قسد» وعناصر من القوات الخاصة الأميركية في المناطق الخاضعة لسيطرة الإرهابيين.
وفي وقت سابق من يوم أمس، ذكرت «قوات سورية الديمقراطية – قسد» في بيان لها، أنها تعرضت للهجوم قرب حقل رئيسي للغاز انتزعت السيطرة عليه من تنظيم داعش في الأيام القليلة الماضية. وقالت «قسد» في البيان: «لن نقف مكتوفي الأيدي وسنستخدم حقنا في الدفاع المشروع بالمثل».
وبدا أن «قوات سورية الديمقراطية – قسد» تسعى إلى تعزيز السيطرة على شرق دير الزور لحماية الممر الأميركي في المنطقة ما بين الخليج والأردن وشمال العراق وسورية.
وتسابق «قسد» الجيش العربي السوري من أجل السيطرة على حقول الغاز والنفط، في شرق الفرات من أجل تعزيز قبضتها على شرق سورية وتنفيذ مشروعها في الفدرالية.
وقبل يومين نشرت وزارة الدفاع الروسية صورا تدل على تواجد آليات تابعة للقوات الأميركية الخاصة في المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش في ريف دير الزور الشمالي.
وسيطرت «قوات سورية الديمقراطية – قسد» قبل يومين على غاز «كونوكو» في محافظة دير الزور.
ويعد معمل غاز «كونوكو»، واحداً من أهم وأبرز المعامل الحديثة في الشرق الأوسط، تأسس عام 2001، وقامت باستثمار غازه شركة «كونوكو» الأميركية.
وقبل الحرب التي تشن على سورية كان كمية الغاز المصدر من الحقل إلى محطة جندر تبلغ 145 مليون قدم يومياً، وكمية الغاز الذي يعاد حقنه في الطبقة المنتجة 50 مليون قدم مكعب يومياً، على حين تبلغ كمية الغاز المنزلي LPG المنتجة يومياً 450 طناً يوزع عبر صهاريج خاصة وقطار خاص بنقل الغاز المنزلي إلى المحافظات السورية.
وكان الغاز المصدر إلى محطة جندر يساهم بإنتاج 400 ميغا/واط من الكهرباء، بما يقارب 40 بالمئة من الكهرباء المنتجة.
وتقع معظم حقول الغاز والنفط في شرق نهر الفرات ومن أبرزها حقول كونوكو والعزبة والجفرة والعمر والتنك، ومعظم المنشآت لتصنيع الغاز تقع في هذه المناطق بالذات.
في المقابل يسيطر الجيش العربي السوري على حقل التيم، والذي يمثل الحقل النفطي الوحيد الذي يسيطر عليها في دير الزور. ودمر مسلحو داعش، عمدا، معظم البنية التحتية في حقول الغاز الكبيرة في دير الزور.
وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أكد أن روسيا أبلغت بشكل واضح الولايات المتحدة بأن محاولات عرقلة العملية ضد الإرهابيين في سورية، لن تبقى من دون رد.
وكانت وزارة الدفاع الروسية، وجهت الأسبوع الماضي تحذيراً حازماً وشديد اللهجة، للقوات الأميركية، طالبتها فيه بوقف عمليات قصف مواقع الجيش العربي السوري في محيط نهر الفرات بالقرب من دير الزور.
وقبل أيام قليلة أكدت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية بثنية شعبان أن سورية ستقاتل أي قوة، بما في ذلك «قوات سورية الديمقراطية – قسد» المدعومة من الولايات المتحدة الأميركية، من أجل استعادة السيطرة على كامل البلاد، مشددة على أن سورية لن تقبل إلا بِوَحدتها واستقلالِها الكامِل.
وقالت شعبان حينها في مقابلة مع قناة «المنار» التابع لحزب اللـه اللبناني، بحسب وكالة «رويترز» للأنباء: «سواء كانت قوات سورية الديمقراطية أو داعش أو أي قوة أجنبية غير شرعية موجودة في البلد تدعم هؤلاء فنحن سوف نناضل ونعمل ضد هؤلاء إلى أن تتحرر أرضنا كاملة من أي معتد».
وأضافت: «قوات سورية الديمقراطية أو محاولاتها أن تسيطر على أراض في الأيام الأخيرة لاحظنا أنها حلت محل داعش في كثير من الأماكن من دون أي قتال» في اتهام لهم بالتواطؤ مع التنظيم.
وقالت: إن قوات سورية الديمقراطية تحاول السيطرة على مناطق تضم حقولاً نفطية». وأضافت: إنها لن تتمكن من نيل ما تريده. وقالت أيضاً: إن خطط تقسيم سورية فشلت، من دون أن تفصح عن المزيد، وسيطرت «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تعتبر العمود الفقري لـ«قسد» على مساحات واسعة من شمال البلاد، مستغلة الظروف التي تمر بها البلاد.