«مجالس» أنقرة في الشمال تصر على «التتريك»
| الوطن
فيما يرجح أنها أوامر تركية لما يسمى «المجلس المحلي» لمدينة إعزاز، أصدر الأخير قراراً يمنع منظمات المجتمع المدني من تقديم الدعم للمؤسسات التعليمية، وذلك من أجل ترسيخ تعليم اللغة التركية التي فرضها في مدارس المنطقة.
وتناقلت مواقع معارضة أمس: أن القرار صدر، أول من أمس ووقع عليه رئيس «المجلس»، ورئيس ما يسمى «مكتب التعليم» ويمنع منظمات المجتمع المدني العاملة في المنطقة مما أسماه «التدخل بشؤون المؤسسات التعليمية، والمدارس، والمعاهد في مدينة إعزاز»، متوعداً بمحاسبة المخالفين، لاسيما وأن المكاتب التعليمية التابعة للمجالس المحلية شمال شرق حلب، أقرت مطلع هذا العام إدراج اللغة التركية ضمن المناهج، وشمل قرارها المناطق الممتدة من إعزاز إلى جرابلس والباب، وذلك من الصف الأول إلى الثالث الثانوي.
وجاء في نص قرار «مجلس إعزاز»: أنه «يمنع منعاً باتاً ويحظر على جميع منظمات المجتمع المدني دون استثناء العمل، والتدخل في جميع المؤسسات التعليمية العامة، والخاصة في منطقة إعزاز من دعم مادي ومعنوي ورواتب، وإعلان وتسويق وجمع بيانات وصيانة وإصلاح…».
ويحظر القرار على جميع العاملين في القطاع التربوي، والتعليمي العام والخاص في المدينة العمل مع المنظمات تحت طائلة المحاسبة والمساءلة.
ويتلقى المكتب التعليمي دعماً تركياً، عن طريق وزارة التربية التركية، ومديرية التربية في مدينة غازي عنتاب وفق ما أقرت المواقع المعارضة، التي أوضحت أن الدعم يتركز على تقديم المستلزمات، والتجهيزات الدراسية، من كتب وقرطاسية ومقاعد، إضافة إلى تجهيز البناء الخارجي والداخلي للمدارس.
ويرى مراقبون أن القرارات الصادرة من «المجالس المحلية» جاءت من تركيا لاسيما وأن مناطق في شمالي البلاد يتواجد فيها مقاتلون أكراد إضافة إلى وجود ميليشيات مسلحة تحاول أنقرة إعادة هيكلتها لتتناسب والمصالح التركية مع التطورات الحاصلة في الأزمة السورية، ولاسيما بعد أفول نجم عمليتها المسماة «درع الفرات» والتي أطلقتها في أب من العام 2016 الماضي، دعماً لعدد من الميليشيات لإقصاء تنظيم داعش الإرهابي من المنطقة الواقعة ما بين مدن جرابلس وإعزاز والباب شمال البلاد، وحققت هدفاً أكبر تمثل في منع «وحدات حماية الشعب» الكردية من وصل مناطق سيطرتها في منبج وعين العرب بريف حلب الشرقي والجزيرة وعفرين بريف حلب الغربي.
وربما تحاول أنقرة من التعليمات الجديدة أيضاً قطع الطريق أمام السعي الكردي إلى إقرار «إدارة ذاتية» في الشمال والسعي الكردي إلى فرض اللغة الكردية في المناطق الخاضعة لسيطرة «قوات سورية الديمقراطية- قسد» المدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية التي لا تربطها علاقات مع أنقرة بمستوى ما تأمله الأخيرة حالياً، وبالتالي، ثمة تسابق في الشمال، تركي كردي يستهدف النيل من وحدة سورية.
واعتبر المراقبون، أن التشديد على اللغة التركية في مدارس تلك المناطق هو إعادة تجديد لسياسة «التتريك» التي اتبعها العثمانيون خلال احتلالهم البلاد العربية.