سورية

موسكو بانتظار الرد الأميركي والتنظيم يخطف 5 عائلات … الجيش يقترب من الإطباق على داعش بمدينة دير الزور

| الوطن- وكالات

قلب الجيش العربي السوري، أمس، المعادلة في مدينة دير الزور فبعد حصار تنظيم داعش لها على مدى ثلاث سنوات، اقترب الجيش من الإطباق على التنظيم في داخل الأحياء التي يسيطر عليها، في وقت لا تزال موسكو تنتظر توضيحات واشنطن حول تواجد قوات أميركية داخل مناطق سيطرة التنظيم.
وذكرت وكالة «سانا» للأنباء، أن وحدات من الجيش أوقعت قتلى ومصابين بين صفوف تنظيم داعش خلال اشتباكات عنيفة مع إرهابييه في حويجة صكر على المحور الجنوبي الشرقي لمدينة دير الزور ودمرت لهم تحصينات وآليتين مزودتين برشاشين ثقيلين، لافتة إلى أن الاشتباكات ترافقت مع رمايات مدفعية وغارات للطيران الحربي على أوكار ومقرات داعش في حويجة صكر وقرية الحسينية شمال شرق المدينة على أطراف حويجة كاطع وأحياء الحويقة والعرضي وخسارات وكنامات أدت إلى تكبيد الإرهابيين خسائر بالأفراد والعتاد.
من جانبها، ذكرت مصادر إعلامية معارضة، أن الاشتباكات لا تزال متفاوتة العنف ومستمرة بين الجيش وحلفائه من جهة، ومسلحي التنظيم من جهة أخرى، على محاور في الضفاف الشرقية لنهر الفرات، حيث تمكّن الجيش من تحقيق تقدم في المنطقة وفرض سيطرته على قرى مراط وحطلة ومظلوم وخشام الواقعة قبالة مدينة دير الزور ومطارها العسكري، على الضفة الشرقية لنهر الفرات.
ونقلت المصادر عما سمتها «مصادر موثوقة»: أن التقدم جاء بعد استقدام تعزيزات عسكرية كبيرة من عتاد وآليات وعناصر، عبرت نهر الفرات، عبر الجسور المتحركة التي أقامتها روسيا على نهر الفرات منذ يومين.
ولفتت المصادر إلى أن الجيش يسعى من خلال هذا التقدم لإطباق الحصار على التنظيم داخل مدينة دير الزور، حيث يحاول الجيش إجبار الدواعش على الانسحاب قبيل إطباق الحصار عليه، وذلك من خلال تنفيذ عملية التفاف على المدينة ومحاصرتها من شرق الفرات، وإغلاق كافة المنافذ المؤدية إلى خارج المدينة، وفي حال رفض التنظيم الانسحاب فإنه سيبقى أمام خيار المواجهة حتى النهاية، حيث لا تزال قرية واحدة تفصل قوات الجيش عن إطباق هذا الحصار.
وبالعودة إلى وكالة «سانا»، فقد ذكرت أن داعش واصل سلسلة اعتداءاته على المدنيين حيث اختطف 5 عائلات وأحرق سياراتهم وأوراقهم الثبوتية قرب بلدة الكسرة في ريف دير الزور الشمالي الغربي لدى محاولتهم الخروج من مناطق انتشار التنظيم هرباً من جرائمه بحق المدنيين.
في غضون، ذلك أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن «التساؤلات التي استدعت نشر وزارة الدفاع الروسية صورا تظهر وجود آليات أميركية في المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش في محافظة دير الزور تبقى حتى الآن من دون رد، مضيفاً: إن ذلك يدفع موسكو إلى استنتاجات معينة.
ووفق موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني، عبر ريابكوف أثناء مؤتمر صحفي عقده أمس عن أهمية أن ذلك لم يسفر عن نسف وتجميد الاتصالات بين موسكو وواشنطن بشأن سورية، موضحاً أن هذه الاتصالات لا تزال مستمرة مع التركيز على الوضع في محافظة دير الزور.
بدورها نقلت «سانا» عن ريابكوف، أسفه لمواصلة الولايات المتحدة اتباع سياسة ازدواجية المعايير في تصنيف الإرهابيين إلى «إرهابيين طيبين وسيئين» في سورية، مضيفاً: إن «اللعبة الأميركية» في ظل الإدارة الأميركية السابقة تتواصل حتى الآن لسوء الحظ وهي «لعبة الإرهابيين السيئين والجيدين»، محذراً من «المآسي التي ستنتج عن مثل هذه اللعبة».
في المقابل كانت واشنطن تصر على جرائمها إذ جدد طيران «التحالف الدولي» الذي تقوده، اعتداءاته بقنابل محرمة دوليا على المناطق المأهولة بالسكان في ريف دير الزور ما تسبب بارتقاء عدد من الشهداء ووقوع دمار كبير في المنازل.
وأفادت مصادر أهلية وإعلامية متطابقة، بأن طائرات «التحالف الدولي» قصفت بقنابل مزودة بالفوسفور الأبيض المحرم دوليا أطراف بلدة الصور في ريف دير الزور الشمالي الشرقي.
وأشارت المصادر إلى أن العدوان أدى إلى استشهاد 3 مدنيين وإصابة 5 آخرين بجروح ووقوع أضرار مادية كبيرة بالممتلكات العامة والخاصة.
على خط مواز، أعلن «المركز الإعلامي» لـ«قوات سورية الديمقراطية-قسد» استمرار حملة «عاصفة الجزيرة» التي أطلقتها الأخيرة في الـ9 من أيلول الجاري ضد داعش ووصولها إلى المدخل الغربي لبلدة الصور الواقعة شمال شرق مدينة دير الزور بعد أن استعادوا صوامع البلدة، على حين نقل عن مصادر في «قسد» أن بلدة الصور ستتحرر بشكل كامل من مرتزقة داعش خلال الساعات القادمة.
بدورها ذكرت مصادر إعلامية معارضة، أن الاشتباكات العنيفة بين «قوات مجلس دير الزور العسكري» التابع لـ«قسد» و«وحدات حماية الشعب» الكردية المدعمة بالقوات الخاصة الأميركية والعمود الفقري لـ«قسد» وطائرات «التحالف الدولي» من جهة، ومسلحي داعش من جهة أخرى، في بلدة الصور التي كان يسيطر عليها التنظيم، والواقعة على طريق الحسكة – دير الزور.
ويرى مراقبون أن «قسد» تهدف من وراء سعيها للسيطرة على صور الوصول إلى حقل العمر أكبر حقول النفط في سورية والذي يقع على بعد 70 كلم جنوب شرق البلد، في حين الجيش العربي السوري سيطر على قرية خشام التي يقع الحقل إلى الشرق منها وتبعد عنه حولي 37 كلم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن