بكين تجدد تأييدها لسورية في حربها على الإرهاب … مصطفى: نسعى لتشكيل رؤية إستراتيجية مشتركة ولن تنتظر نهاية الحرب
| وكالات
جددت بكين، أمس، تأييدها لسورية في حربها على الإرهاب ووقوفها إلى جانب حماية سيادة واستقلال ووحدة أراضيها ورفض أي محاولة لتقسيمها، وأكدت أن الشعب الصيني يقف إلى جانب الشعب السوري في محنته ويقدر تضحياته، مشيرة إلى أنها تتطلع لانتهاء الأزمة السورية لتشارك في إعادة الإعمار سورية وإقامة المشروعات فيها عبر الاستثمار أو عن طريق المشروعات التي تعتمد مبدأ المقايضة.
وصادف أمس الذكرى الثامنة والستين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، على حين يأتي العام الحالي متمماً لإحدى وستين سنة على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الصين وسورية.
وأكد السفير الصيني في دمشق تشي تشيانجين، في تصريح نقلته وكالة «سانا»، «أن العلاقات الثنائية بين البلدين استمرت خلال سنوات الأزمة في سورية دون توقف وشهدت تطوراً ملحوظاً ولا سيما خلال العام الجاري».
ولفت تشيانجين إلى تزايد الثقة بين البلدين وخاصة أن الصين أعربت عن بالغ اهتمامها بالعمل على تطوير العلاقات مع سورية التي شاركت بدورها ضمن مبادرة طريق الحرير أو منتدى «الحزام والطريق» للتعاون الدولي.
وأعرب عن تقديره الكبير للسياسة التي تتبعها الحكومة السورية في التوجه شرقاً، مؤكداً أن حكومة بلاده ستتعاون مع سورية لتطوير العلاقات معها في المجالات السياسية والاقتصادية والتربوية والإستراتيجية.
كما جدد تشيانجين تأكيد تأييد بلاده لسورية في حربها على الإرهاب ووقوفها إلى جانب حماية سيادة واستقلال ووحدة أراضيها ورفض أي محاولة لتقسيمها، لافتاً إلى أن الشعب السوري وحده من يحق له تقرير مستقبله بنفسه وليس الدول الأخرى.
وعي العلاقات الاقتصادية والتجارية بين سورية والصين، أكد تشيانجين أن سورية شريك تجاري مهم لبلاده لكونها تستورد معظم بضائعها منها، لافتاً إلى «استمرار التبادل التجاري بين البلدين حتى خلال سنوات الأزمة، حيث تشير التقديرات إلى أن قيمة التبادل التجاري بين البلدين تزيد على مليار دولار.
ولفت إلى مشاركة شركات صينية في الدورة التاسعة والخمسين لمعرض دمشق الدولي في آب الماضي وتعمل في مجالات الطاقة والكهرباء ومواد البناء والأجهزة الطبية، مؤكداً أن البدء بخطوط إنتاج سيارات صينية في سورية يعد مؤشراً مهماً على التعاون التجاري والاقتصادي الكبير بين البلدين.
وأوضح السفير الصيني أن الشعب الصيني يقف إلى جانب الشعب السوري في محنته ويقدر تضحياته لذا قدمت الصين خلال السنوات الماضية مساعدات إنسانية وتم التوصل لاتفاقية جديدة هذا العام لتقديم مساعدات إنسانية واقتصادية جديدة إلى الشعب السوري تشمل «الأرز وبعض الأجهزة الكهربائية».
ومع الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري تدخل سورية مرحلة جديدة وتتجه في مسيرة إعادة الإعمار إذ رأى تشيانجين أن «التنمية الاقتصادية في سورية تحتاج إلى وضع مستقر»، مبيناً أن بلاده تتطلع لانتهاء الأزمة لتشارك في إعادة الإعمار وإقامة المشروعات سواء عبر الاستثمار أم عن طريق المشروعات التي تعتمد مبدأ المقايضة.
وسبق للناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الصينية لو كان، أن قال أمام الصحفيين قبل أيام: «نشهد في الآونة الأخيرة تغيرات إيجابية للوضع في سورية، وبخصوص إعادة إعمار سورية ما بعد الحرب، فإن الجانب الصيني جاهز للمشاركة الفعالة بالتعاون مع المجتمع الدولي في تلك العملية».
ولفت تشيانجين إلى وجود بعض المسائل التي يجري العمل بين البلدين الصديقين على معالجتها من خلال القوانين والتشريعات، ولا سيما فيما يتعلق بالتمويل والمصارف ووسائل الدفع، معرباً عن أمله في تعزيز الحوار المشترك بين رجال الأعمال الصينيين والسوريين لإيجاد حلول لهذه المسائل.
وفي السياق أكد سفير سورية في الصين عماد مصطفى في ندوة بعنوان «إعادة إعمار سورية» أقيمت في جامعة بكين، وفق «سانا»، أن سورية تسعى إلى تشكيل رؤية إستراتيجية مشتركة مع الصين «ولن تنتظر نهاية الحرب للبدء بإعادة البناء والإعمار والأولوية ستكون للشركات في الدول الصديقة».
وأوضح مصطفى، أن سورية شهدت تطورات «دراماتيكية» مهمة بعد التقدم الكبير الذي يحرزه الجيش العربي السوري في مواجهة التنظيمات الإرهابية وأن الحياة الطبيعية بدأت تعود إلى سياقها الطبيعي، داعياً الصين إلى «الانخراط بشكل كبير في عملية إعادة إعمار سورية».