حلبيون ندموا بعد أن كسروا «الجرة» بوجه «الأمبرجية»!
| حلب- خالد زنكلو
مع مضي نحو شهر على وصول الكهرباء الحكومية بشكل شبه منتظم إلى حلب، ألغى الكثير من أبناء المدينة اشتراكاتهم لدى مزودي خدمة الأمبيرات وكسروا «الجرة» في وجه أصحاب المولدات لفقدانهم الثقة بهم بعدما خضعوا وأذعنوا مضطرين لتجاوزاتهم بحقهم لأكثر من 4 سنوات، لكن الكثير منهم ندموا على فعلتهم وعادوا إلى ترميم الثقة معهم، على الرغم من استغلالهم، جراء انقطاع الكهرباء بشكل مستمر و«مدروس».
واتهمت مواقع التواصل الاجتماعي، ومن خلفها الرأي العام الحلبي، «الأمبرجية» بأنهم وراء العديد من الانقطاعات المتكررة في الخط الكهربائي البديل الذي يغذي حلب عبر أثريا وخناصر من خلال تواطئهم مع «محسوبين» عليهم لإقناع المستخدمين بأن لا غنى عنهم في ظل غياب الكهرباء الحكومية عبر أعطال بعضها مفتعل يقارب توقيتها 10 ليلاً في معظم الأحيان، كي يخيم الظلام على المدينة في وقت مبكر من الليل تتكفل الأمبيرات بتبديده وتتواصل الحاجة إليها.
كما استشهد مشتركون لدى الأمبيرات تحدثوا لـ«الوطن» عن توقيت مشبوه يدل على ما يتعرضون له من ضغوطات من كهرباء حلب أيضاً لاستمرار علاقتهم «الودية» مع أصحاب المولدات الذين اتفقوا جميعاً على بدء تزويد المدينة بكهرباء الأمبيرات الساعة 4 مساء وقت وصل الكهرباء الحكومية التي تستمر 3 ساعات ومثلها انقطاع بالتناوب، ما يعني أن «الأمبرجية» يشغلون مولداتهم 3 ساعات فقط لأنهم يمتنعون عن التعويض بعد 1 ليلاً أو في نهار اليوم التالي، ما يعني أنهم لا يلتزمون بتشغيل 5 ساعات كما نص عليه قرار المكتب التنفيذي لمجلس محافظة حلب لكنهم يتقاضون المبلغ كاملاً «واللي ما عجبو يبلط البحر»، وفق قول أحدهم لمشتركيه في حي الفرقان.
وعلى الرغم من ذلك، سارعت ورش الكهرباء إلى إصلاح الأعطال بحيث لم يتجاوز وقتها أكثر من 12 ساعة لتعود ثقة الحلبيين «بالمسؤولين والحكومة التي وفت بوعودها تجاهنا وحالت دون استمرار استغلالنا من مزودي خدمة الأمبيرات من القطاع الخاص الذين استنزفوا مدخراتنا ودخولنا ولا يزالون على نهجهم هذا إلى الآن»، كما يقول مدرس في المرحلة الثانوية لـ«الوطن».
ولفت صاحب محل لبيع الألبسة في حي الموكامبو لـ«الوطن» أنه اضطر إلى إعادة اشتراكه لدى صاحب مولدة الأمبير بعد إلغائه إثر وصول الكهرباء الحكومية «وقدمت اعتذاري لصاحب المولدة، الذي لا يلتزم بالسعر وساعات التشغيل، لأن الكهرباء تنقطع باستمرار بشكل مدروس»، على حد قوله.
وكانت محافظة حلب رفعت الدعم عن سعر مازوت مولدات الأمبير واحتسبت نصف احتياجاتهم بالسعر التجاري من المادة أي 290 ليرة، وخفضت ساعات التشغيل بمقدار النصف مقابل احتساب سعر الساعة بـ20 ليرة للأمبير الواحد.