للإرهاب فقهاؤه ورعاته
ميسون يوسف :
ويتحدثون عن المعارضة وعن سعيها لما يدعون أنه حرية وحياة كريمة للشعب السوري، كما يدعون أن من يدعمون هم «الثوار» و«المجاهدون» الساعون إلى تحقيق ذلك، أما الحقيقة التي ينطق بها الميدان وتؤكدها مجريات الأحداث فإنها تأتي على نقيض ما يدعون وخلافاً لما يتخرصون.
والأدهى من ذلك أن تجد من ينظر للإجرام والمجرمين ويبرر أفعالهم تحت تسميات شتى تجد من وصف يوماً بأنه درس الإسلام أو تفقه فيه أو ادعى مرتبة علمية في سلم الفقهاء ودرجاتهم تجده يبرر الإرهاب وينظر له ويصف المجازر التي ترتكب بحق المدنيين بالقذائف العشوائية بأنها حماية للشعب، أو يصف الإرهابيين أنفسهم بأنهم أبناؤه وإخوانه.
وهكذا وبكل وقاحة وتزوير للحقائق وتحريف للوقائع تجد من يدعي أنه شيخ أو عالم ديني، وتربع يوماً على الكرسي الوهمي المسمى رئاسة الائتلاف السوري المعارض، تجده وهو الذي يحمل اسم معاذ الخطيب يصف الإرهابيين من جبهة النصرة بأنهم «أبناؤنا الذين يجب أن نتواصل معهم»، وهو يعلم أن هؤلاء قتلة سفاحون امتهنوا سفك الدماء وهدم البناء ثم يبرر معاذ لهم فعلهم وينحو باللائمة على الظروف الداخلية التي حملتهم على ارتكاب جرائمهم بعد الانتساب إلى داعش أو النصرة الإرهابيتين.
أما الرئيس التركي الذي ظن أنه برع في النفاق والتزوير وأنه قادر على خداع العالم والتغطية على شنيع فعله في دعم الإرهاب لسفك الدم السوري والتخريب والهدم في سورية، فإن دوره انكشف وكل يوم جديد يأتي يحمل جزئية جديدة لإكمال مشهد الدور التركي العدواني المستثمر للإرهاب والداعم له في كل الوجوه.
لقد تفنن التركي أردوغان السفاح في الإساءة إلى سورية وشعبها وأمعن في دعم الإرهاب حتى إنه جند ابنته سمية على حد ما نقل موقع غلوبال ريسيرتش الأميركي لتكون رئيسة فريق طبي يقدم المساعدة ويوفر الخدمات الطبية للإرهابيين العاملين في سورية دونما تمييز فالمهم لديها أن يكون مجرماً مارس الإجرام في سورية حتى يستحق المساعدة والخدمة التركية.
أردوغان كلف ابنته بأن تنزل إلى الميدان لتكون شاهداً حياً يثبت عمق دعمه للإرهابيين بشكل فعلي، لذا أرسلها لترأس الطواقم الطبية في مشفى أنشئ في شالني أورفا القريبة من الحدود مع سورية جنوب شرق تركيا ليؤكد أن أسرته كلها في خدمة الإرهاب، وليضرب عرض الحائط بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمحاربة الإرهاب، كيف لا وهو يعلم أن لديه التغطية الكافية من أميركا التي تمنع محاسبته؟
إننا على يقين أن كل ادعاءات منظومة العدوان على سورية ومجاهرتها الكاذبة لمحاربة الإرهاب إنما هي رياء ونفاق، فهم مبتدعو الإرهاب ويستثمرون فيه، فالإرهاب جيش العدوان السري الذي أضحى له وللأسف منظرون وفقهاء يدعون أنهم ينطقون باسم الدين.