12 شاباً مصابين بمتلازمة داون يدخلون سوق العمل
| سارة سلامة
بحماسة شديدة ملأتهم أقبل اثنا عشر شاباً من المصابين بمتلازمة داون على سوق العمل، محتفلين باختتام مشروع «Happy Active Syndrome»، الذين شاركوا فيه على مدى الأشهر الخمسة الماضية، وبرعاية وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ريما القادري وحضور عدد من الشخصيات الاعتبارية وممثلي المنظمات الدولية والمحلية أهّلت «الغرفة الفتية الدولية» في دمشق عبر مشروع «متلازمة السعادة» 12 شاباً وشابة للدخول إلى سوق العمل.
وركز المشروع على بناء قدرات المستفيدين عبر سلسلة من التدريبات تنوعت بين المسرح التفاعلي، مهارات التواصل والأتيكيت، التأهيل النفسي، تعديل السلوك، الدمج المجتمعي، مهارات الحاسوب، وصولاً للتأهيل المهني بمحاولة لدمجهم بسوق العمل وتأمين وظائف دائمة لهم، والخروج من المشروع بمنهاج مختص بتدريب شباب متلازمة داون وذلك برعاية مشروع تمكين وحفظ النعمة، وتخلل الحفل عرض مسرحي يؤديه الشباب المستفيدون من المشروع، وقام اثنان منهم بالعزف على البيانو وذلك في دار الأسد للثقافة والفنون.
الإيمان بالشباب
ووجهت مديرة المشروع روعة أبو الشامات رسالة دعت فيها «الجميع إلى الإيمان بالشباب المصابين بمتلازمة داون، تماماً كما يؤمنون هم بأنفسهم، وبأنهم ذوو قدرات خاصة، أردفت: أوجه الشكر لكل من آمن، ودعم الغرفة في تنفيذ هذا المشروع.. فلا بد للمجتمع من أن يحتوي أمثال هؤلاء الشباب ويعمل على دمجهم بسوق العمل لأنهم قادرون ويستحقون».
أصحاب مهارات خاصة
وأكد نضال بيطار مدير المعهد الأوروبي الذي ساهم من خلال المنظمة بتوظيف اثنين من المستفيدين وهم: «مهند الرفاعي، وسليمان ظواهرة» أنه: «من الجميل أن تجد ضمن فريق العمل شخصاً بشوشاً، يضحك لك، ينظر للأشياء بتأمل ليس بحاسد ولا نمام ولا مضمر سوء، هم أصحاب مهارات خاصة وليس كما يطلق الآخرون من مسميات، ما علينا سوى أن نفتح لهم أبوابنا ليفاجئونا بإنجازاتهم»، مضيفاً إن «الفريق العامل في المنظمة سعيد جداً أن يكون مهند وسليمان ضمن كادره الوظيفي، إنهما ينجزان مهامهما بفعالية وغيابهما عن المنظمة يترك مكاناً فارغاً، وأتمنى شخصياً أن نكون نحن على قدر توقعاتهم».
العمل على تطوير مهاراتهم
وبدورها قالت ربا الأطرش أحد المدربين الذين عملوا مع المستفيدين: «ساعدت التدريبات على تطوير مهاراتهم في حل المشكلات بطريقة إيجابية والتفكير الإبداعي والنقدي والتواصل مع الآخرين بشكل مناسب وفعال، والتعبير عن أفكارهم ومشاعرهم واكتساب أصدقاء والتعامل مع المواقف الاجتماعية، كما ساعدتهم التدريبات على تخفيف القلق والتوتر وضبط انفعالاتهم حيال المواقف التي من الممكن مواجهتها في المجتمع».
دعم ذوي الإمكانات الخاصة
ومن جانبه ذكر الرئيس المحلي لغرفة دمشق أكرم زيدان أن «مشاريع الغرفة تستهدف العديد من الفئات المجتمعية وتركز بشكل خاص على دعم ذوي الإمكانات الخاصة، ويعتبر هذا المشروع من أهم المشاريع التي قامت بها الغرفة خلال العام 2017 ليكون مثالاً يحتذى به من جمعيات أخرى تعمل على خدمة الفئة ذاتها ولزيادة الوعي بقدرة هؤلاء الأشخاص على الإنجاز والإنتاج في المجتمع».
ويذكر أن «متلازمة داون» تنتج عن تغير في الكروموسومات حيث هناك نسخة إضافية من كروموسوم 21 أو جزء منه في الخلايا، وهو ما يسبب تغيراً في المورّثات، وتتسم الحالة بوجود تغييرات كبيرة أو صغيرة في بنية الجسم، ويصاحب المتلازمة غالباً ضعف في القدرات الذهنية والنمو البدني ومظاهر وجهية مميزة.