عثرات وأخطاء الموسم الماضي هل ستتكرر؟ … المجاملات والحكام وضرورة الاهتمام بالقواعد ومنتخباتها
| ناصر النجار
الموسم الماضي لاتحاد كرة القدم كان متميزاً مقارنة بما سبقه من مواسم سابقة في اتحاد صلاح رمضان الذي استلم مهامه في ظل الأزمة.
التميز الذي حصل نعتبره خطوة أولى في الاتجاه الصحيح وخصوصاً ناحية تنظيم الدوري وما انتهى إليه من إقرار الهبوط من دون الخضوع إلى أي ضغوط مهما كان مصدرها.
والتميز كان أيضاً بنتائج منتخبنا الوطني في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال روسيا 2018، التي كانت علامة فارقة في تاريخ الكرة السورية على كل الصعد، فجعلت منتخبنا مهاباً وله شخصية وبصمة كروية ورفعت كرتنا إلى أفضل تصنيف كروي بتاريخها، وولدت المنتخب الذهبي الذي بات حديث العالم في كل القارات، ورفعت مستوى لاعبينا الذين باتوا مطلوبين لأهم الدوريات العربية.
وهذا التميز نحسبه لمن عمل فيه سواء كان في مجلس إدارة اتحاد كرة القدم أم من كبار الموظفين، الذين حملوا كل شيء على عاتقهم، وللأسف نرسم إشارات استفهام عديدة حول أغلب أعضاء اتحاد كرة القدم الذين لم يكن يهمهم من عضويتهم هذه إلا شرف المنافع من سفر ومراقبة مباريات، وغيرها من أمور لا نود ذكرها.
ومع ذلك لابد من التذكير بالكثير من الأخطاء والعثرات التي إن لم يتم تفاديها فستقصم ظهر الاتحاد عاجلاً أم آجلاً.
أخطاء كارثية
التحكيم هو قنبلة موقوتة في عالم كرتنا، وسبق أن تحدثنا أكثر من مرة عن التحكيم وشرحنا وفسرنا من قريب ومن بعيد، لكن لا حياة لمن تنادي، لأن القائمين على التحكيم على ما يبدو (ظهرهم مسنود) والموسم الماضي دلّ على أن العملية التحكيمية بأسرها خاطئة لأنها تقوم على المنافع، والمشكلة ليست في حكامنا وهم ضحايا الفاسدين، إنما المشكلة بالذي أوكل إليه هذه المهمة منذ سنوات، وكأنه سعى في عمله سراً وجهاراً إلى تدمير التحكيم.
ونقف فقط عند القرار الأخير الذي أبعدت فيه لجنة الحكام عدداً من الدوليين عن الشارة الدولية (ساحة- خط) لنجد أن فيه من الغلظة وسوء الوفاء الكثير للحكام الذين ضحوا بكل شيء من أجل إنجاح المسيرة التحكيمية، وقد نكون مؤيدين لعملية تجديد الدماء وضخ جيل من الشباب ليكون لنا حظوة بين طواقم النخبة لكن ليس بالآلية المتبعة، وهي آلية ابتعدت عن الوفاء وأدب التعامل، وكان على لجنة الحكام بالاتفاق مع اتحاد كرة القدم ألا تزج هؤلاء بالاختبارات، وأن تصارحهم بما تنوي فعله، وأن تقوم بتكريمهم على جهودهم وفاء لما قدموه هذا الموسم وفي المواسم السابقة.
اتحاد كرة القدم يجب ألا تمر عليه هذه الحالة مرور الكرام وعليه أن يصلح ما أفسدته لجنة الحكام حتى لا تنقلب الأمور عليه سوءاً.
السؤال الذي يطرح نفسه: من يقيم لجنة الحكام؟ وهل أدت دورها المفترض في الموسم بكل نزاهة وكفاءة؟ أعتقد أن الجواب الصحيح هو إقالة لجنة الحكام واستبدالها بآخرين، فلدينا الكثير من الكفاءات الذين يتمتعون بحسن السيرة والسلوك والنزاهة أيضاً.
مجاملات
تأجيل مباريات فريقي الجيش والوحدة كانت نقطة ضعف في مسيرة الاتحاد والدوري، ساهمت بإرباك عمل الاتحاد وكربجت الموسم بأكمله، وما يحدث في مسابقة كأس الجمهورية الذي لم ينته حتى الآن ودخل في عالم التأويلات والاجتهادات بين موسمين إلا نتيجة طبيعية لهذه التأجيلات التي كانت أغلبها بلا مبرر.
من جهة أخرى فقد أضعفت التأجيلات المنافسة على الدوري، فالفرق جميعها أنهت مبارياتها بالذهاب باستثناء الجيش والوحدة اللذين لعبت مبارياتهما المؤجلة على ضوء ما انتهت إليه المباريات والترتيب وهذا ما أضر بفريقي تشرين والاتحاد المنافسين على الصدارة تحديداً.
نحن نتساءل لماذا تتم هذه التأجيلات، وهذا ما لا يحدث في كل الدوريات العربية والآسيوية والعالمية، ولأن فرقنا المشاركة في البطولات الآسيوية تعتبر محترفة، فهذا يعني أنها قادرة على الجمع بين البطولتين، ولا يجوز تفريغ هذه الفرق لمصلحة المشاركة الآسيوية وتخريب النشاط الداخلي، ومن هنا من المفترض أن يأخذ اتحاد الكرة تعهداً من الفرق المشاركة ببطولة الاتحاد الآسيوي أو الأندية العربية بألا تطلب أي تأجيل وأن تلتزم بالنشاط الداخلي كما هو.
الناحية الأخرى أن اتحاد كرة القدم جامل الكثير من الأندية وكوادرها ولاعبيها بتطبيق مواد العقوبات على المخالفات المرتكبة، واتجه إلى تطبيق اللائحة المالية بصرامة، ووقتها حاول اتحاد كرة القدم التعامل في هذا الموضوع بروح القانون، لأن الدوري الممتاز في موسمه الأول، ولأن أنديتنا لم تعتد على الحزم بالقانون، ونعتبر أن الموسم الماضي كان تعريفاً بسلطة القانون، وهذا الموسم يجب أن يكون التطبيق حازماً منذ صافرة البداية منعاً للشطط والهزال وسوء الخاتمة.
تقرير المصير
كلنا يعرف أن التجمعات النهائية لدوري الدرجات الأولى والثانية والثالثة وكذلك الفئات هي بمنزلة تقرير المصير للفرق المشاركة.
لكن اتحاد كرة القدم يعمد إلى سلق هذه التجمعات وكأنه يريد ختام الموسم بأسرع وقت، فليس من المنطق أن يخسر فريق آماله بعد موسم طويل وشاق لمجرد خسارته لمباراة واحدة وهو ما يحدث في هذه التجمعات، وتوخياً للعدالة فإننا نقترح التالي:
أولاً: عدم ضغط المباريات، ثانياً: عدم إقامتها وقت الظهيرة بحرارة شديدة كما حدث لتجمع دوري الدرجة الثالثة، ثالثاً: إجراء المباريات من مرحلتين ذهاباً وإياباً في سبيل منح كل الفرق الفرص الكاملة وصولاً إلى متأهل يستحق ذلك ميدانياً وليس بالحظ.
القواعد والمنتخبات
ازدهار المنتخب الأول لا يعني أن كرتنا بخير، فالمنتخبات الأخرى يجب أن تكون على المستوى ذاته من الاهتمام والدعم، للحق نقول: إن اتحاد كرة القدم لم يقصر بدعم أي من منتخباته وها هو منتخب الشباب خير مثال على ذلك.
لكن الخطأ قد يكون في اختيار طاقم المنتخب وهذا ما دفعنا ضريبته بمنتخب الناشئين ونخشى أن ندفعها بالمنتخب الأولمبي، وإذا كنا انتهينا من الناشئين فإن الأولمبي أمامه نهائيات آسيوية وحتى الآن لم يثبت لنا مدربه صلاحيته، ويكفي أن نستدل على صحة كلامنا بنتائج المنتخب، وصحيح أننا كسبنا التصفيات إلا أن الحظ كان له دور أكبر من الجهد والتعب لذلك يجب مراعاة هذه المسألة تماماً.
أما على صعيد دوري الفئات العمرية، فالضريبة التي تدفعها كرتنا اليوم كبيرة وباهظة نتيجة الإهمال الذي وقع في السنوات السبع الماضية، اتحاد كرة القدم دفع هذا الموسم بدوري الشباب وجعله ملزماً وهذه خطوة إيجابية، ويجب أن يدفع بالناشئين ولو على مستوى المحافظات على أن ينظم الدور النهائي، ما نلاحظه أن صغارنا يمارسون الكرة ولدينا الكثير من المواهب والخامات لكنها بلا دوزان لأنها تلعب كرة القدم على الفطرة، والدوزان هذا لن يتحقق إلا بوجود اهتمام ودعم، وهذا لن يتحقق إلا بوجود دوري له أهميته.