الأمم المتحدة «مصدومة».. وسورية تطالب بوقف الجرائم.. وبروجردي وصل دمشق … أوروبا تدين هجمات التحالف الدولي على المدنيين
| الوطن – وكالات
في تحول يعتبر الأول من نوعه منذ اندلاع الحرب في سورية، أدان الاتحاد الأوروبي جميع «الهجمات الجوية المكثفة التي استهدفت المدنيين والبنية التحتية المدنية، ولاسيما المشافي والمرافق الطبية شمالي البلاد»، في اتهام مباشر لغارات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة على المدنيين في الرقة وغيرها من المدن السورية من دون تسميتها.
الموقف الأوروبي تزامن مع وصول رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي في وقت متأخر من مساء أمس إلى دمشق في زيارة يلتقي خلالها صباح اليوم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم ثم رئيس مجلس الشعب حمودة الصباغ. وذلك بحسب ما كشفه مصادر إيرانية في دمشق لـ«الوطن».
وأمس أصدرت الممثلة العليا ونائب رئيس المفوضية الأوروبية فديريكا موغيريني بياناً مشتركاً مع المفوّض كريستوس ستليانيدس، أمس، وتلقت «الوطن» نسخة منه، جاء فيه، أنه «خلال الأسبوعين المنصرمين، شهدت سورية أكبر عدد من الإصابات خلال عام 2017، نتيجة للهجمات الجوية المكثفة التي استهدفت المدنيين والبنية التحتية المدنية، ولاسيما المشافي والمرافق الطبية شمالي سورية».
وأضاف البيان: «منذ التاسع عشر من أيلول، شهدت محافظات (سورية) قصفاً جوياً متزايداً خلّف مئات القتلى المدنيين وعدداً أكبر بكثير من الجرحى»، معتبراً ذلك «انتهاكاً واضح للقوانين والمواثيق الدولية».
وأكد البيان أن الاتحاد «مستمر في المساعدة الرّامية إلى التوصل إلى حلّ سياسي للأزمة السورية بصفته السبيل الوحيد القابل للتطبيق لإنهاء المعاناة»، ومتوقعاً من «مناطق تخفيف التوتر» أن تكون خطوة نحو تحسين الوضع على الأرض، وخلق الظروف الملائمة لنجاح المحادثات السورية السورية في جنيف.
الإدانة الأوروبية تزامنت مع تصريحات أممية على لسان نائب المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة فرحان حق، ونقلها موقع «روسيا اليوم» أعرب فيها عن صدمة منظمة الأمم المتحدة إزاء استهداف المدنيين والمنشآت العامة في محافظة الرقة وغيرها من مناطق سورية، وحث جميع الأطراف المعنية بالحرب على الالتزام بحماية المدنيين والبنية التحتية في البلاد.
بموازاة ذلك طالبت سورية مجلس الأمن الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين، ووقف جرائم التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية بحق الشعب السوري، وإلزام كل الدول بتطبيق القرارات الخاصة بمكافحة الإرهاب، وذلك في رسالتين موجهتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن.
الإدانات الدولية المتلاحقة لجرائم التحالف الدولي بحق المدنيين السوريين، ترافقت مع دعوة روسية وجهها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لجميع الدول، للمشاركة في العمل على زيادة إيصال المساعدات الإنسانية للشعب السوري، وإزالة الألغام من المناطق السورية المحررة من الإرهاب كمهمة عاجلة.
بوتين الذي كان يتحدث خلال مراسم تسلمه أوراق اعتماد عدد من السفراء الجدد، أكد حسبما نقلت وكالة «سانا» الرسمية، أن هدف محادثات أستانا حول سورية هو تهيئة الظروف المناسبة من أجل الحوار السوري في جنيف والتوصل إلى حل للأزمة في سورية، معربا عن عدم ارتياح بلاده للمستوى الحالي للعلاقات الروسية الأميركية، داعيا واشنطن إلى تعاون «بناء ومتبادل النفع».
إلى ذلك وخلال لقائه في العاصمة سوخومي، وفداً من مجلس الشعب السوري، أكد وزير خارجية أبخازيا داور كوفي أن «شعب أبخازيا متعاطف مع الشعب السوري ونحن نعلم أن هذا الشعب أخذ على عاتقه توجيه الضربة الأولى في الحرب ضد الإرهاب الدولي»، مشيراً في بيان نقلته «سانا»، إلى أن «الدول الغربية تحاول عرقلة جهود روسيا الاتحادية التي وقفت إلى جانب الشعب السوري الشقيق، كما أنها تعارض بقوة نشاطها على الساحة الدولية».