سورية

مأزق أردوغان يزداد بعد تفجير سوروج…تحذيرات استخباراتية من عبور انتحاريين إلى تركيا.. وسياسيون أتراك يعتبرون ما يجري نتاج السياسات الخاطئة تجاه سورية

الوطن – وكالات : 

تتفاعل نتائج التفجير الإرهابي الذي نفذه انتحاري ينتمي غالباً لتنظيم داعش الإرهابي في مدينة سوروج التركية بالقرب من الحدود السورية الإثنين وراح ضحيته 32 قتيلاً وحوالي 100 جريح.
فعلى المستوى الأمني وعدت حكومة حزب العدالة والتنمية بتعزيز الإجراءات الأمنية وذلك بعد كلام عن تحذير الاستخبارات التركية لقوات الأمن من عبور 7 انتحاريين من عناصر تنظيم داعش إلى داخل تركيا، في حين ذهبت الأمور سياسياً باتجاه محاولة حزب العدالة والتنمية التملص من مسؤوليته عن ارتداد الإرهاب الذي دعمه في سورية على بلاده، عبر دعوة وجهها رئيسه رئيس الحكومة التركية أحمد داود أوغلو لجميع الأحزاب السياسية التركية الأخرى لإدانة الإرهاب والعمل على محاربتها، فيما أخذ الأمر منحى آخر بالنسبة لحزب الشعوب الديمقراطية الكردي الذي دعا رئيسه صلاح الدين دميرطاش، كرد تركيا إلى التسلح لحماية أنفسهم بشكل ذاتي، وبالتالي فالإشارة إلى أن التفجير نفذه داعش ضد أكراد تركيا، مأزق جديد يضاف لمشاكل أردوغان المستعصية بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة.
وبالأمس، أعلن داود أوغلو أن عناصر من الشرطة التركية قاموا بتحديد هوية مشتبه فيه مرتبط بالهجوم. وصرح أمام صحفيين في شانلي أورفة وفق ما نقلت وكالة «الأناضول» للأنباء: «لقد تم تحديد هوية مشتبه فيه ويتم التحقق من روابطه المحتملة مع الخارج أو داخل تركيا. الاحتمال الأكبر هو أن يكون الأمر هجوماً انتحارياً على علاقة بداعش، ولكن من غير الصائب التحدث بشكل قطعي قبل ظهور نتائج التحقيقات النهائية»، وتحدث عن اجتماع حكومي لبحث وتعزيز الإجراءات الأمنية.
وأوضح أن حصيلة الهجوم الذي ضرب المركز الثقافي في سوروج ظهر الإثنين واستهدف شباناً يرغبون في المشاركة في إعادة إعمار مدينة عين العرب السورية، ارتفعت من 31 إلى 32 قتيلاً، وحوالي 100 جريح، وفق وكالة «فرانس برس» للأنباء.
وهرباً من المسؤولية ادعى داود أوغلو، أن تركيا وحكومات العدالة والتنمية لم ترتبط بأي علاقة مباشرة أو غير مباشرة مع أي منظمة إرهابية في أي وقت، كما أنها لم تبد أي تسامح حيالها.
ورداً على سؤال حول مدى تجاوب الأحزاب السياسية مع دعوته للتوقيع على بيان مشترك لإدانة العمل الإرهابي، قال داود أوغلو إنه تلقى رسالة إيجابية الإثنين من حزب الشعب الجمهوري، معرباً عن أمله في أن يبدي حزبا «الحركة القومية» و«الشعوب الديمقراطي» الموقف ذاته، منوهاً بأن المرحلة تتطلب من الجميع إظهار مواقف مبدئية، وفق موقع «ترك برس». ونشرت الصحف التركية أمس على صفحاتها الأولى صور جثث الضحايا تغطيها الدماء والأشلاء وقد غطي بعضها بالكاد بأوراق صحف.
وشككت أصوات بسياسة أنقرة «المتساهلة» مع المنظمات المتطرفة في سورية واتهمت الحكومة بأنها لم تقدر خطر التهديد الجهادي.
وأكد نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي ولي اغبابا أن التفجير هو نتاج سياسات نظام رجب أردوغان والعدالة والتنمية وتصرفات جهاز المخابرات التركي الخطرة في سورية.
وقال اغبابا خلال مؤتمر صحفي مع نائب رئيس الحزب سازكين تانري كولو بعد أن تفقدا مكان التفجير الإرهابي: إن «جهاز المخابرات لم يستطع أن يمنع الانفجار الإرهابي في مدينة الريحانية في نيسان الذي أدى لمقتل شخص، ولم يفعل أي شيء أيضاً لمنع وقوع انفجار اليوم (الإثنين) الذي جاء تأكيداً لمخاطر السياسة الخارجية لحكومات العدالة والتنمية وجهاز المخابرات التي لم تعد مخابرات وطنية بل هي شخصية تخدم أردوغان»، وفق وكالة «سانا» للأنباء.
بدوره أكد وزير الخارجية التركي الأسبق في حكومة العدالة والتنمية يشار ياكيش أن «التدخل التركي السافر» في الشأن السوري هو أهم أسباب العمل الإرهابي في مدينة سروج.
وأشار ياكيش في حديث لقناة «سي إن إن» التركية إلى الدعم الذي قدمه النظام في تركيا للتنظيمات الإرهابية في سورية منذ بداية الأزمة فيها، مؤكداً أن هذا الدعم ودخول الإرهابيين الأجانب إلى سورية عبر الحدود التركية هو أيضاً عامل مهم في ميلاد تنظيم داعش الإرهابي وامتداده في المنطقة.
بدوره أكد النائب السابق عن حزب الشعب الجمهوري التركي محمد علي أديب أوغلو أن تدفق الإرهابيين الأتراك والأجانب مازال مستمراً عبر الحدود التركية إلى سورية.
ولفت أديب أوغلو إلى التورط التركي المباشر بالأزمة في سورية عبر دعم نظام أردوغان لكل التنظيمات الإرهابية بما فيها داعش من أجل حساباته الخطرة ضدها، كاشفاً عن إقدام مسؤولي نظام حزب العدالة والتنمية بإقناع مواطني سورية التركمان بتشكيل مجموعات إرهابية مسلحة «لمقاتلة الدولة السورية».
وشهد عدد من المحافظات التركية تظاهرات احتجاجية مساء الإثنين تنديداً بالتفجير الإرهابي، بينما استخدمت شرطة أردوغان الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين.
وحمل المتظاهرون نظام رجب طيب أردوغان مسؤولية التفجير الانتحاري الذي استهدف الشباب ببلدة سروج لكون هذا النظام يقدم الدعم لتنظيم داعش الإرهابي ويزوده بالسلاح والمتفجرات والمعدات العسكرية ويفتح الحدود أمامه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن