رياضة

جدار الخوف

| ناصر النجار

أذكر تماماً أننا قبل خوض التصفيات الآسيوية النهائية المؤهلة إلى المونديال كنا محملين بالخسارتين الثقيلتين أمام اليابان صفر/5 وصفر/3، وكنّا نصطدم بجدار الخوف من خسارات مماثلة ونحن نواجه كبار القارة الصفراء، وخصوصاً أن كل الفرق التي سنواجهها تفوقنا مستوى وتاريخاً وتصنيفاً وحشدت لهذه التصفيات كل إمكانياتها المالية والفنية والتقنية.
وفوق كل ذلك لم تحرم من نعمة الأرض والجمهور التي منحتها دفعاً معنوياً ومؤازرة جماهيرية واسعة كان لها الأثر بتحقيق انتصاراتها.
الموقف بكل أحواله كان مضطرباً، وكان الناس بين متفائل وهم قلة ومتشائم وهم الأغلبية العظمى، ودخلنا التصفيات من دون استعداد موازٍ لاستعدادات بقية المنتخبات، ولم يكن لنا سلاح فيها إلا رضا اللـه والتصميم والإرادة.
النتيجة التي خرجنا بها من هذه التصفيات أننا قتلنا طموح قطر وأبعدنا الصين وأوزبكستان عن بلوغ المونديال، ووضعنا كوريا الجنوبية على الانتظار حتى صافرة الحكم النهائية، وفرضنا الاحترام على إيران المتصدر الذي سقط على أرضه بالتعادل متلقياً هدفين هما الوحيدان اللذان دخلا مرماه في عشر مباريات.
دخلنا التصفيات كرقم ضعيف في المجموعة، وخرجنا منها كرقم صعب وتسلقنا على جدار التصنيف الدولي لنحقق المركز الأفضل لكرتنا منذ تأسيسها.
كسرنا حاجز الخوف والرهبة وبات منتخبنا يقارع أكبر منتخبات آسيا وهو جاهز لمقارعة أي منتخب من أي قارة، لا نبالغ في هذا الكلام، لكنها الحقيقة التي فرضتها نتائج المنتخب وشخصيته وهويته الاحترافية، وبالمقابل لا يعني هذا الكلام أننا وصلنا إلى السقف أو إننا قدمنا الأداء الأفضل، بل كل ما نعتقده أننا بنينا منتخباً قوياً كبيراً قادراً على فرض احترامه على كل المنتخبات بأساسييه واحتياطييه.
لذلك علينا ألا نخشى مواجهة استراليا مهما كانت قوتها وتاريخها ومهما زخرت بالنجوم والأسماء، فلا مستحيل مع كرة القدم، ومن استطاع أن يوقف المنتخبات الكبيرة التي واجهناها قادر أن يوقف المنتخب الاسترالي مهما كان النقص الذي سيفتقده منتخبنا في المباراتين القادمتين معها.
لن نتحدث عن المباراة فنياً وخططياً وعن التشكيلة الأمثل فأهل مكة أدرى بشعابها، إنما نتحدث عن الروح المعنوية التي يجب أن تكون في أوجها عند منتخبنا الوطني، فبلوغه الملحق الآسيوي كان الحلم، وتخطيه كبار القارة كان إعجازاً، واليوم الرهان، ولن يكون رهاننا خاسراً، ويكفينا شرف الوصول إلى هذا الدور وشرف المحاولة, فشرف الوثبة أن ترضي العلا.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن