المعلم يلتقي لافروف الأربعاء … اجتماعات «اللجنة السورية الروسية للتعاون الاقتصادي» تنطلق اليوم
| الوطن
تبدأ اليوم في مدينة سوتشي الروسية اجتماعات «اللجنة السورية الروسية للتعاون الاقتصادي» والمتوقع لها أن تشهد توقيع اتفاقيات بقيمة تصل إلى ثلاثة مليارات دولار من شأنها تحقيق شراكة اقتصادية إستراتيجية بين البلدين تصل إلى مستوى تحالفهما السياسي والعسكري.
ووصل نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم الذي سيترأس الجانب السوري في الاجتماعات أمس إلى روسيا على رأس وفد حكومي رفيع المستوى، على حين يرأس عن الجانب الروسي في الاجتماعات التي تستمر يومين نائب رئيس الوزراء ديمتري راغوزين.
وغادر وفد الجمهورية العربية السورية دمشق عبر مطار دمشق الدولي على متن الخطوط الجوية السورية متجهاً إلى سوتشي.
ويرافق المعلم في الزيارة وفد يضم وزير النقل علي حمود، وزير النفط والثروة المعدنية علي غانم، وزير الكهرباء محمد زهير خربوطلي، وزير المالية مأمون حمدان، وزير الصناعة أحمد الحمو، أمين عام مجلس الوزراء قيس خضر وعدد من مديري الشركات المعنية في النفط والنقل والكهرباء والتخطيط.
ونقلت وكالة «نوفوستي» الروسية عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أنه من المقرر أن يجتمع المعلم ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعد غد الأربعاء.
وأوضح بوغدانوف أن لقاء لافروف والمعلم، سيأتي عقب اجتماع اللجنة الحكومية الروسية السورية المشتركة.
وتوقع مصدر في وزارة الخارجية والمغتربين في تصريح لـ«الوطن» قبل يومين، أن يتم خلال اجتماعات اللجنة التوقيع على عدد من الاتفاقيات تركز حول أمور بحثها وفد اقتصادي روسي زار سورية مؤخراً ووضع محددات سيجري استكمالها في سوتشي.
وعن أهمية عقد اجتماعات اللجنة المشتركة خلال هذه الفترة، قال المصدر حينها: «إن تطور الوضع الميداني وإنجازات الجيش العربي السوري بمساعدة الحلفاء وبشكل خاص روسيا، فتح المجال نحو انطلاقة واثقة في عملية إعادة الإعمار»، موضحاً أن المباحثات «تهدف نحو المضي بتعزيز وتطوير التعاون وصولاً إلى تحقيق شراكة إستراتيجية على المستوى الاقتصادي ترقى إلى مستوى التحالف السياسي والعسكري بين البلدين».
وشدد المصدر على أن هذه الاجتماعات «تأتي انطلاقاً من توجهات الحكومة بأن إعادة الإعمار ستكون الأولوية والأفضلية فيها لمن ساند ودعم سورية، ولا مكان فيها أبداً لمن تآمر على سورية وساهم في الحرب عليها».
وكانت وكالة «إنترفاكس» نقلت عن مصدر دبلوماسي: إن جدول أعمال اللجنة المشتركة «لا يشمل التعاون العسكري التقني».
وزار وفد حكومي روسي برئاسة نائب وزير الطاقة في روسيا الاتحادية كيريل مولودتسوف سورية منذ أيام والتقى الرئيس بشار الأسد، على حين كشف مصدر حكومي لـ«الوطن» حينها أن هدف الزيارة هو التهيئة لاجتماع سوتشي.
تأتي زيارة المعلم إلى روسيا بالترافق مع إنجازات مهمة للغاية يحققها الجيش العربي السوري وحلفاؤه بدعم من سلاح الجو الروسي في الميدان ضد التنظيمات الإرهابية وخصوصاً في مدينة محافظة دير الزور والبادية الشامية.
كما تأتي زيارة المعلم بعد استقبال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للحاكم السعودي سلمان بن عبد العزيز آل سعود، الخميس وركز اللقاء على النزاعات في المنطقة، وفي ظل الحديث عن رغبة سعودية في توحيد وفود المعارضات السورية المشاركة في مباحثات جنيف.
حملت زيارة ملك السعودية لروسيا ضمن طياتها اعترافاً سعودياً بانتصار وجهة النظر الروسية في سورية والمنطقة، حيث تحول وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى داعية لـ«مبدأ عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، ولـضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية والمؤسسات السورية»، بعد أقل من عام من مناداة الرجل بإسقاط النظام في سورية، ورحيل الرئيس بشار الأسد!
وجاء الملك السعودي إلى الكرملين، على حين بلاده في أضعف حالة لها منذ توليه السلطة في شباط من العام 2015، فالمملكة غارقة في مستنقع اليمن لا يبدو أنها قادرة على الخروج منه في الأفق المنظور؛ أما في سورية فقد خسرت الرياض رهانها على إسقاط «النظام» والإتيان بحلفائها في «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة، ولولا تدخل روسيا لإقامة منطقة «تخفيف توتر» في غوطة دمشق الشرقية، لانهارت ميليشيا «جيش الإسلام» سواء تحت ضربات الجيش العربي السوري وحلفائه، أم صديقتها اللدودة ميليشيا «فيلق الرحمن»، المدعومة من قطر.