توفر تحكماً بمناطق جنوب عفرين وتحول دون تمدد الأكراد باتجاه ريفي حلب وإدلب … تركيا «تتفاهم» مع «النصرة» على إقامة قاعدة عسكرية غرب حلب!
| حلب – إدلب – الوطن
وصل عسكريون أتراك أمس إلى جبل «الشيخ بركات» المطل على مدينة دارة عزة، على متن سيارات تابعة لـجبهة النصرة، وبرفقة عناصرها، لتفقد المكان المزمع إقامة منطقة عسكرية تركية فيه، بعد «تفاهم» بين الطرفين تلا حملة تصعيد بدا أنها مفتعلة استبقت دخول ميليشيا «درع الفرات» مدعومة من الجيش التركي إلى محافظة إدلب.
وأكدت مصادر أهلية وأخرى معارضة مقربة من إحدى ميليشيات «الجيش الحر» في حلب وإدلب لـ«الوطن» إتمام مهمة الوفد العسكري التركي في دارة عزة أمس، حيث تفقد النقاط المحيطة بمناطق سيطرة «وحدات حماية الشعب»، ذات الأغلبية الكردية، في محيط عفرين، واستطلع خلالها طبيعة المكان الملائم لتأسيس القاعدة العسكرية قرب قلعة سمعان، وبحراسة مشددة من كتائب «ابن تيمية» التي سيطرت على المدينة الأسبوع الفائت من «هيئة تحرير الشام»، واجهة جبهة النصرة راهناً.
وتوفر القاعدة العسكرية المرتقبة تحكماً تركياً بمرور القوافل العسكرية والتجارية في منطقة شاسعة الأطراف تصل إلى المناطق الكردية وسهول عفرين وتحول دون تمدد «وحدات حماية الشعب»، باتجاه ريف حلب الغربي وريف إدلب المجاور.
وأوضحت المصادر أن الوفد العسكري التركي غادر عبر منطقة الطويلة إلى قرية أطمة من المعبر الذي دخل منه، وشهد استهداف السيارة العسكرية التي تقل بعض عناصره من دون وقوع إصابات وبطريق الخطأ من مسلح مصري في «النصرة» جرى اعتقاله والتحقيق معه.
وعقد اجتماع بين العسكريين الأتراك وقياديين من «النصرة» قرب أطمة «تفاهم» خلاله الطرفان على آلية مرور المسؤولين الأتراك نحو ريف حلب الغربي ودارة عزة، ما أدى إلى تخفيف التوتر الذي تصاعد بينهما أول من أمس على خلفية عزم «درع الفرات» التوغل داخل الحدود الإدارية لإدلب بدعم بري وجوي من الجيش التركي، الذي حشد أعداداً كبيرة من جنوده في المنطقة الحدودية المتاخمة وهدمت جرافاته أجزاء محددة من جدار الفصل قرب معبر «باب الهوى» وقرى أطمة وعقربات وكفر لوسين بعد إخفاق اجتماع مماثل داخل مدينة أنطاكيا التركية مطلع الأسبوع الجاري، بحسب المصادر.
وتوقعت المصادر توسيع بنود التفاهم بين تركيا و«النصرة» لتشمل النقاط التي ستنسحب منها «النصرة» في المنطقة الحدودية ما يحول دون الصدام بينهما، بعد أن هدد فرع تنظيم القاعدة بالرد والحؤول من دون دخول مسلحي «درع الفرات» والمراقبين الأتراك إلى إدلب بموجب اتفاق «الأستانا» في جولته السادسة التي عقدت منتصف الشهر الماضي.
وأمس أعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، أن أنقرة تنسق مع موسكو أعمالها في إدلب السورية بهدف ضمان الأمن، بينما كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان صرح أول من أمس، أن أنقرة وحلفاءها شرعوا في تطبيق مخرجات أستانا بخصوص إعلان إدلب منطقة خفض توتر، وحذر من وجود محاولات جادة لإقامة دولة على طول الحدود الشمالية لسورية وبأن تركيا لن تسمح لأحد بمحاصرتها، مشيراً إلى أن تنفيذ هذا الاتفاق يجري بالتنسيق مع روسيا وإيران.