الإرادة..
| د. اسكندر لوقــا
الإرادة كلمة قد لا تعني أحداً وقد تعني الكثير لدى آخرين، إنها، في تقديري، نتاج موقف وقناعة. وفي الأوقات الصعبة، تتخذ بعدا خاصا لأنها تحدد مسار المؤمن بها كموقف وقناعة. وفي سورية الآن، تتجسد هذه الإرادة فعلا على الأرض لا مجرد قول.
ولفعل الإرادة على أرض الواقع تبعات مهمة للغاية، وذلك حين تعبر عن موقف وطني. ومن جملة التبعات التي برهن عليها شعبنا وجيشنا في أوقاتنا الصعبة هذه هزيمة مخططات أعدائنا التي كانت تتخطى مجرد التدمير والتهجير والتي كانت مبنية على هدم كيان الدولة بكل أبعاده. إن صمود شعبنا على مدى سبع سنوات منذ العام 2011 كان البرهان على أن الإرادة موقف وقناعة، ومن التبعات أيضاً التفاف الشعب حول قيادته، والحرص على وحدة الوطن أرضا وشعبا.
إن سورية لم تكن يوماً في منأى عن خطر التآمر عليها، منذ أن أزاحت عن كتفها الاحتلال عثمانيا وفرنسيا، وفي سياق المواجهة مع مفرزات هذا الاحتلال دفعت الكثير حتى تبقى حامية لتاريخها ولحضارتها، وبقيت أنموذجا للدول التي تحررت من الاستعمار بعد أربعينيات القرن الماضي.
ولهذا الاعتبار تكتسب الإرادة، على مستوى الوطن بكامل فئاته وشرائحه، قيمتها الوطنية، ولا يفوتها اقتناص فرص الإعداد لمواجهة ما مهما كانت شرسة من أعداء الوطن كلما أتيحت لها الفرصة لهزمها. ومن تداعيات هذه المعادلة، تتحقق المكاسب على الأرض، حيث القناعة بأن الصمود أمام العدوان، أيا كان حجمه ومصدره، هو الخط الفاصل بين الاستسلام والتغلب عليه. وفي سورية اليوم، تأخذ هذه المعادلة أبعادها ليس أمام أهلها فحسب بل أمام العالم أجمع ولهذا الاعتبار تقف الدول المؤمنة برسالتها معها، وفي مقدمة هذه الدول، كما هو معروف، روسيا الاتحادية وإيران وباقي الأصدقاء كالصين ودول البريكس.
إن صمود سورية في وجه الإرهاب، محطة أمام الدول التي بدأت تعاني منه في الوقت الراهن، حتى تتجنب ما لحق بسورية، نتيجة صمتها عن تبعات الإرهاب الذي بات عنوانا كبيراً يؤرق العديد من دول العالم، كما اتضح سواء في عدد من دول أوروبا أم أميركا الشمالية في الأشهر والأيام القليلة الماضية.
ويبقى صمود سورية شعباً وجيشاً وقيادة، درب خلاص من تداعيات الإرهاب في داخل الوطن وخارجه.