همي إيصال صورة الفن الجميل والراقي بطريقة صحيحة … شهد برمدا لـ«الوطن»: لا أملك شركة إنتاج تسوّق لي وأعتمد على محبة الناس الذين يحبونني ويدعمونني
| سارة سلامة- «ت: طارق السعدوني»
بعد غيابها لأكثر من سبع سنوات تعود شهد برمدا هذا العام محملة بالكثير من العزيمة والإصرار في إيصال رسالتها الفنية الراقية بصوتها العذب وروحها الجميلة، وهي التي اشتهرت بوصولها إلى نهائيات برنامج «سوبر ستار» في الموسم الثالث وحصلت على المركز الثاني بنسبة 47% من مجموع الأصوات ضد المتسابق السعودي إبراهيم الحكمي.
نراها في سنوات الحرب انطوت تترقب في ما يمكن أن تفعله حمامة سلام بأرض مهددة بالدمار هذه الحرب التي أرخت بظلالها على كل القطاعات ولعل الموسيقا والفن كانا الأكثر ضرراً لتأثرهم بالمحيط وحساسيتهم المرتفعة.
وكانت عودتها إلى الساحة الفنية بعمل جديد حمل عنوان «شو فيّي قلّك»، كما أطلقت منذ أيام أغنية خاصة بالمنتخب السوري وهي «مشكلتي سوري» حملت فيها الكثير من علامات السلام والأمن والدعوة للتآخي والتوحد من جديد، لعل عودتها هذه تحمل لها المزيد من النجاح والتألق.
وعلى هامش الحفل الذي أقامته جمعية «تموز» بعنوان «النصر ساعة صبر» على مسرح الأوبرا في دار الأسد للثقافة والفنون التقينا برمدا التي شاركت في العرض وقدمت بصوتها تحية لأبطال الجيش العربي السوري..
«شوفيي قلك» أطلقتها بعد غياب 7 سنوات عن ألبومك الأول، لماذا هذا الغياب؟
السبب الرئيسي هو وضع الحرب في سورية فهو أثر في جميع الشرائح وعلى الصناعات والقطاعات كافة فما بالك القطاع الموسيقي، والسبب الآخر كان عند محاولتي الخروج من حالة الكآبة التي نعيشها اعترضتني مشكلات الجهات الإنتاجية ومن بعدها عملت مع ميشال حايك صاحب شركة «دبل ايت برودكشن» الذي أنتج أغنيتي الجديدة.
هل ما زلت في عقد احتكار مع «نينار» وهل له علاقة بغيابك عن الساحة؟
علاقتي بـ«نينار» ليست علاقة عمل بل هي علاقة عائلة وعندما توقفوا عن الإنتاج أصبحت حرة في العمل مع من أريد ولكن ما زلت على اتصال بهم وأستشيرهم بأي شيء أريد عمله لأنني اعتبرهم عائلتي الأخرى.
هل نستطيع القول إن عام 2017 يشكل عودة فعلية لشهد برمدا؟
من الممكن أن نقول ذلك أو ربما تمهيد للعودة، وقبل يومين انتهيت من تقديم أغنية للمنتخب السوري وهي كفكرة ليست لدعم الفريق فقط، إنما أردنا من خلالها إيصال رسالة وهي أن المنتخب السوري وحدنا وجمعنا مرة أخرى رغم اختلاف آرائنا السياسية كمجتمع سوري ورجوع هؤلاء الأبطال إلى البلد بعد غياب طويل ومنهم من قضى 7 سنوات خارجاً عادوا وفرحونا وكانت الفرحة واحدة وقلوبنا واحدة وذلك بسبب جهودهم وإصرارهم الذي أعطانا حماساً كبيراً، كما أن الطاقة المجتمعة بالشعب السوري هي التي أعطتهم القوة.
ما المعوقات التي تقف أمام المطرب السوري ليختلف عن الآخرين؟
في البداية تقف أمامنا شركات الإنتاج وخصوصاً أن الفنانين السوريين ورغم قلة عددهم تبقى اختياراتهم صعبة ويرغبون دائماً في الظهور بأجمل صورة وبطبعهم انتقائيون في العمل ولا يقدمون أي شيء وهذا الأمر ليس عنصرية ولكن حقيقة أراها عند أغلبية السوريين.
هل يستطيع الفنان السوري الاعتماد على الأغنية السورية واللهجة السورية للوصول إلى مرتبة عربية؟
طبعاً بالتأكيد واللهجة السورية لا تختلف عن اللهجة اللبنانية والأردنية والفلسطينية ولهجة بلاد الشام ربما الاختلاف بلفظ بعض الكلمات وتاريخنا كفن غنائي حافل مثل الفلكلور والتراث الذي نمتاز به قوي جداً وشكل عاملاً كبيراً في انتشارنا كما ساهم بانتشارنا عربياً منذ البداية الفنان الكبير صباح فخري والقدود الحلبية وهذه الألوان السورية هي التي دفعتنا للوصول وباعتقادي أن اللهجة تأتي بالمرتبة الثانية.
مَنْ مِنَ الملحنين السوريين الذين تتعاونين معهم، ومن تودين العمل معه؟
أغنية المنتخب تعاملت فيها مع الملحن السوري فضل سليمان ومستقبلاً في ذهني العديد من الأسماء ولكن عادة ما أحاول سماع الأغنية الجميلة قبل أن أختار اسم الملحن.
ما العلاقة التي تجمعك مع الموسيقي طاهر مامللي، وهل هو تبنٍّ؟
لا يوجد أي حالة من التبني وعملنا مع بعض ثلاث أو أربع مرات أغنيتان للبلد من خلال الجمعيات الخيرية، كما عملت معه شارة مسلسلي «طريق النحل»، و«جبران خليل جبران» وتجمعنا علاقة صداقة قوية.
هل تعاني شهد التسويق في سورية؟
نعاني جميعاً التسويق في سورية وأقولها بكل صراحة: إن الدعم ليس جيداً واختلف عن السابق، كما أن الصحافة لا تهتم بالشكل المطلوب حتى عند وجود عمل جديد.
لماذا لا نلاحظ وجود خطة منهجية تسويقية لظهورك الإعلامي؟
لأنني لا أملك شركة إنتاج تسوق لي وأعتمد على محبة الناس الذين يحبونني ويدعمونني فقط بسبب محبتهم وأعتمد على الأساس الذي أسسته قبل أن أعتمد على الفترة التي عدت فيها.
عندما بدأت خطواتك في «سوبر ستار» رأى الجميع أنك طاقة غير محدودة، هل بدأ استثمار هذه الطاقة كما يجب؟
بالبداية بكل تأكيد ولكن ظروف البلد هي التي تسببت بما نحن عليه.
ماذا يعني لك اليوم أن تغني للشهداء؟
كل منّا يقدم للبلد في مجاله وبما يستطيع وفنياً يهمني جداً أن أكون حاضرة معنوياً عند إقامة فعاليات ضخمة كهذه، وهذه المسألة مهمة لكي نكون يداً واحدة ونشعر ببعضنا، فاليوم لايكاد يخلو بيت سوري من الشهداء والمفقودين ومن واجبنا أن نكون روحاً واحدة لندعمهم ونقف إلى جانبهم.
اليوم من يقف إلى جانب شهد ويساندها؟
الذين يحبون شهد كلهم وأهلي وأصدقائي والمعجبون.
ما الطموح الذي يؤلم شهد برمدا أنها لم تحققه بعد؟
ما يهمني أن أوصل صورة الفن بشكل عام وصورة الفن السوري بشكل خاص لأن الفن اليوم يذهب بطريق لا يحمد آخره، وهمي اليوم هو إيصال الفن الجميل والراقي بطريقة صحيحة.
ماذا تحضر شهد من جديد؟
هناك الكثير من الأغاني التي سجلتها وأغانٍ أخرى سأسجلها والقريب سيكون حافلاً بكل جديد.
من يهتم بإطلالتك ومظهرك؟
مايا حداد وفي أكثر الأوقات أنا من أعمل مكياجي بيدي.
ما رأيك بالتجميل وهل تفكرين بالخضوع لعملية ما؟
أنا دائماً متهمة أنني قمت بالتجميل ودائماً ما أدافع عن نفسي وأقول: إن وزني ازداد قليلاً لذلك امتلأ وجهي وخداي، وأنا لست ضد التجميل عندما نصل لمرحلة نكون بحاجة له وكل منا سيصل لمرحلة يشعر فيها أنه بحاجة للتجميل ولكن في العمر المناسب والوقت المناسب.