البرغوث ورفاقه
| خالد عرنوس
تصوروا لو أن بيليه غاب عن مونديال 1970، أو أن مونديال 1986 أقيم من دون مارادونا، أو أن بيكنباور لم يشهد النهائيات العالمية 1974، وبعد كل هذه الافتراضات هل كنا سنشهد السيليساو والألبيسيليستي والمانشافت أبطالاً لهذه النسخ.
اليوم علينا أن نتصور أن نجم نجوم العالم ليونيل ميسي ساحر اللعبة في الألفية الثالثة ربما لن يحضر النسخة القادمة من المونديال وذلك ليس بسبب الاعتزال وتقدم السن وليس بسبب المرض، بل لأنه ببساطة أخفق بقيادة راقصي التانغو في التصفيات اللاتينية وحجز أحد المقاعد الأربعة والنصف المخصصة لاتحاد الكونيمبول.
قبل قرابة خمسة أسابيع لم يكن من المتخيل أن راقصي التانغو سيلاحقهم الفشل، فلم يحققوا أي فوز في الجولات الثلاث الأخيرة مكتفين بالتعادل ليجدوا أنفسهم على كف عفريت وباتوا مع موعد من الحسابات المعقدة ليحجزوا مكانهم في روسيا أو في الملحق المكمل للتصفيات أي بمواجهة بطل أوقيانوسيا (النيوزيلندي).
في كويتو عاصمة الإكوادور سيتعين على لاعبي المدرب سامباولي حصد النقاط الثلاث أمام صاحب الأرض فاقد الأمل والباحث عن نتيجة معنوية، والفوز وحده لن يكفي فالمطلوب عدم فوز تشيلي على البرازيل وكذلك فوز كولومبيا أو البيرو في مواجهتهما وعندها فقط يمكن القول إن الأرجنتين ستكون حاضرة في المونديال مباشرة.
المنتخب الأرجنتيني حامل اللقب 1978 و1986 ووصيف البطل في ثلاث نسخ لم يغب عن البطولة منذ أن أبعده المنتخب البيروفي في تصفيات نسخة 1970، وغاب وصيف البطل عن العرس أكثر من مرة، فالمجر وصيف 1938 لم يشارك بتصفيات 1950 وغاب السويدي عن مونديال 1962 ثم لحق به التشيكوسلوفاكي 1966، على حين أخفق الهولندي وصيف 1978 بتجاوز تصفيات 1982. ويحكى أن الآتزوري ثاني بطولة 1994 احتاج إلى الملحق ليتأهل إلى فرنسا 1998، وبدوره الأزرق الفرنسي احتاج للأمر ذاته وخطأ تحكيمي ليحضر نهائيات 2010، ولا ننسى العذاب الكبير الذي واجه السيليساو ليضمن مقعده في 2002 وقبلها كان الأرجنتيني اضطر لخوض ملحق مع أستراليا ليصل إلى مونديال 1994.
بصراحة شديدة المونديال سيفقد الكثير من بريقه في حال غاب ميسي ورفاقه، والأمر سيتحول إلى مأتم حقيقي في حال أكمل رونالدو وفريقه بطل أوروبا الحكاية وهو المعرض للإقصاء نحو الملحق مبدئياً ولهذا قصة أخرى.