تقارير إسرائيلية: الرياض غيّرت موقفها عقب تسليمها بانتصار الجيش السوري
| وكالات
أكدت تقارير صحفية إسرائيلية أن الأحداث التي تشهدها سورية جعلت السعودية تغير موقفها إزاء الأزمة السورية، وأشارت إلى أن الرياض وبعد أن أدركت أن الرئيس بشار الأسد سيبقى في سدة الرئاسة، اندفعت إلى تقديم تنازلات لتقليص الخسائر من خلال الزيارة التي قام بها الملك عبد العزيز بن سلمان إلى موسكو.
وأشارت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية في تقرير نشرته أمس، ونقله الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» إلى الفوائد التي قد تجلبها إلى تل أبيب زيارة سلمان التاريخية إلى موسكو، في ظل آخر تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط.
ولفت التقرير إلى أن أول زيارة لملك سعودي إلى روسيا جاءت في وقت تشهد فيه المنطقة تغيرات جذرية في توازن القوى، إذ وجهت بوصلة السياسة الخارجية للمملكة كأحد أكبر اللاعبين الإقليميين من واشنطن نحو موسكو، بعد عقود من التعاون الاستراتيجي المميز مع الولايات المتحدة.
وذكر التقرير، أن الأحداث التي تشهدها سورية وليبيا والتي تهدد المنطقة بالفوضى جعلت الرياض تغير موقفها، لا سيما إزاء الأزمة السورية، مضيفاً في الوقت ذاته أن السعودية تشاطر القلق الإسرائيلي إزاء ما سماه توسيع إيران نفوذها في المنطقة. وأكد التقرير، أن السعودية تدرك أن الرئيس بشار الأسد المدعوم من روسيا وإيران يبدو الآن اليد العليا في الحرب الدائرة داخل سورية وسيبقى في سدة الرئاسة، ما قد يدفع الرياض إلى تقديم تنازلات من أجل تخفيف المخاطر وتقليص الخسائر.
وافترض التقرير، أن السعودية قد تتخلى عن دعم العديد من الميليشيات المسلحة في سورية واستئناف العلاقات التجارية مع دمشق، حتى مع بقاء الرئيس الأسد في السلطة، بحسب تعبير التقرير، مقابل انحسار نفوذ طهران في سورية إلى ما كان عليه من قبل، ما يخدم أيضاً مصالح «إسرائيل» التي ترى في إيران أكبر خصومها الإقليميين. واعتبر كبير الباحثين في معهد الدراسات الأمنية الوطنية، يويل غوزانسكي، أن الرياض، مقابل الحد من النفوذ الإيراني في سورية، جاهزة للاستثمارات في روسيا، وكذلك في إعادة إعمار سورية.
من جانبه، قال السفير الإسرائيلي السابق لدى روسيا وكبير الباحثين في معهد دراسات الأمن القومي، تسفي ماغن: «إن زيارة الملك سلمان أكثر من خطوة رمزية، وهي مؤشر على تغير صورة موسكو في المنطقة»، مشيراً إلى أهمية الملف السوري في هذه المسألة.
واعتبر، أن موسكو ليست معنية في تسوية الأزمة السورية وحدها بل تريد أن تكون اللاعب المؤثر إلى جانب الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، واصفاً زيارة سلمان بأنها «بمنزلة اجتياز النهر» بالنسبة لموسكو. وأشار التقرير إلى أن الولايات المتحدة تحاول إعادة السعودية إلى صفوف حلفائها المميزين في المنطقة، وذلك يفسر إعلان واشنطن، أثناء زيارة سلمان إلى موسكو، عن موافقتها على بيع دفعة من منظومات «ثاد» للدفاع الجوي للمملكة بمبلغ 15 مليار دولار.
وذكر ماغن، أن «إسرائيل» ليست أهم اللاعبين في الرقعة التي تضم روسيا وسورية وإيران والسعودية، بل هي بين أهم العوامل هناك، واستنتج: «لا نعرف الآن نتائج هذه الزيارة، غير أن «إسرائيل» عموماً في موقف جيد».
وكان سلمان زار روسيا الأربعاء الماضي في سابقة هي الأولى من نوعها، وحملت الزيارة ضمن طياتها اعترافاً سعودياً بانتصار وجهة النظر الروسية في سورية والمنطقة.
وتحول وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى داعية لـ«مبدأ عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، ولـضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية والمؤسسات السورية»، بعد أقل من عام من مناداة الرجل بــ«إسقاط النظام في سورية، ورحيل الرئيس بشار الأسد!».