في زمن الانتصار«العلمانية» وطن- إخاء- محبة … د. حسون: مشكلتنا ليست في العلمانية.. إنما في تحويلنا القيم والأفكار السياسية لمقاسات على أحجامنا
| سوسن صيداوي- «ت: طارق السعدوني»
التاريخ9/10/2017. هذا التاريخ لن يكون مشابهاً لغيره من التواريخ المتتالية في الأجندة، لأنه يوم يشهد إشهار محبة وإخاء في وطن ساع بكل ما فيه إلى نفض غبار الحرب والابتعاد عما هو مسبب للدمار سواء أكان بفكر أم بفعل، والتمسك بمفهوم جديد على مجتمعنا هو «العلمانية»، الأخيرة التي لا يمكننا الاختلاف على نقطة، بأن مجتمعاتنا لا تحمل حولها بنية معرفية، وهي ليست نتاجا لعمل تراكمي اجتماعي، بل هي تقليد لعلمانيات في بلاد أخرى. ولكن ولأن ما يشوهها من أفكار تبعثها مؤسسات دينية غرضها السيطرة على العقول والأفكار، وصورتها بنظر أبناء الأوطان، بأن «العلمانية» غول يكفر بالأديان، جاء التاريخ المذكور ليكون يوماً تشهر فيه جمعية منتدى سورية الوطني. وتحت عنوان(في زمن الانتصار «العلمانية» وطن- إخاء- محبة) نظمت الجمعية حفل إشهارها بدمشق، بحضور سماحة المفتي العام للجمهورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون، والإعلامي غسان الشامي، وعدد من أعضاء مجلس الشعب وفعاليات حزبية ودينية وثقافية، حيث قدمت جوقة قوس قزح عدة لوحات فنية من لغة الأجداد السوريين «لآرامية السريانية» التي تكلم بها السيد المسيح.
من الروح… كلمة
أكد سماحة المفتي حسون، أن المشكلة ليست في الدين ولا في النظم العالمية المتعددة، إنما المشكلة تقع في الإنسان الذي يفسّر الدين وفق أهوائه ورغباته قائلاً: المشكلة ليست في الدين، وليس المشكلة في العلمانية والاشتراكية والديمقراطية والقومية، إنما المشكلة في الإنسان الذي يريد أن يُخضع الدين لهواه، ويُخضع الدنيا لهواه، فقط ليكون فيها هو الأقوى، وحتى ولو كان المختلف معه، هو أخاً من رحم أمه. ماذا فعل هابيل لقابيل ليقتله، هل كان بينهما علماني وديني؟. لا… كانوا أبناء أم واحدة وأب واحد، ولكنّ واحداً منهما، أراد أن يسيطر على الآخر من أجل الاستعلاء. فيوم يأتي الديني ليحكمنا بالقهر، ويأتي العلماني ليحكمنا بالفكر، ويأتي الاشتراكي ليضعنا تحت السوط، فنرفض الدين والعلمانية والاشتراكية، إن لم يُقنعنا بها قلبا، ويُفهمنا بها عقلا، ويسمو بنا روحا. المشكلة في من حملوا الرسالات، لذلك قرأت الدين قبل أن أقرأ رجال الدين، وقرأت الرسل قبل أن أقرأ الدين، فكانت النتيجة أنني لم أر فرقا أبدا، أو أي صدام بين القومية والدين، وبين الاشتراكية والدين، وبين الديمقراطية والدين، وبين العلمانية والدين، حتى لم أر صداما بين الإلحاد والإيمان، لأن الدين أمرني أن أعطي الحرية للآخر، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، لذلك لا سلطة لي على ذلك الملحد».
كما تطرق سماحة المفتي في حديثه إلى الصراعات التي تشهدها أمتنا العربية وإلى النكسات التي تتعرض لها، مستغربا حدوثها رغم أنها أرض ومهبط للديانات السماوية التي نشرت النور إلى كل العالم، وللأسف هي تعيش في ظلام عقول البشر، متحدثاً: «منذ ولدت في الخمسينيات وحتى اليوم، أرى الصراع قائما في أمتنا العربية، فتحت عيوني وأنا أسمع صوت العرب (أمجاد يا عرب أمجاد)، نعم سنلقي الصهاينة في البحر، سنفعل كذا. وأنا أنظر إلى نكسة وراء نكسة، ولا أسمع من الإعلام إلا نفخاً في البوق، هل حقيقة نحن أمة مهزومة؟. ترفض ما يأتيها؟. والله لو كنا كذلك لما كانت أرضنا أرض الرسالات».
كما تابع: «أنا أؤمن بالأرض التي اختارها الله، ليرسل فيها جميع الرسالات، لماذا لم يرسل اللـه إبراهيم في باريس؟ وموسى في بكين؟ ومحمد في الهند؟ وعيسى في إيطاليا؟ لماذا كلّهم في مسافات لا تتجاوز ألفي كيلومتر مربع؟، اقرؤوا بقوة لتعرفوا ما معنى العلمانية وما معنى الدين. لماذا في أرضنا، ولماذا نشرنا هذا النور إلى العالم؟ فبطرس من أرضنا وبولس من أرضنا والغزالي من أرضنا، وابن عربي من أرضنا، والفارابي من أرضنا، وابن سينا من أرضنا. لماذا لم يرسلوا لنا من يخرجنا من الظلمات إلى النور، وهم اليوم أكرم من يكون بإرسال الأسلحة إلى الذين يريدون تدمير وطننا. نعم تعالوا لنعيد النظر، فمنذ أن أُنقذنا من الاستعمار العثماني- وهذه قد ينتقدني بعض رجال الدين عليها- فلو كان العثمانيون حقا يؤمنون بالإسلام لعرّبوا أنفسهم وكانت لغتهم لغة العربية، أما أن يفرضوا علينا التتريك، فأين الدين منهم؟ فهؤلاء بنو إسرائيل، لا يتجاوزون خمسة وعشرين مليوناً في العالم، فهل يصلي أحدهم بغير اللغة العبرية؟ هل يعرف طفل منهم أي لغات العالم من دون أن يعرف العبرية أولاً؟ نعم إنها اللغة التي كلّم اللـه بها موسى، والآرامية هي التي كلّم اللـه فيها عيسى، والعربية التي كلّم اللـه فيها محمداً، وكلّها جذر شرقي، وكلّها أمة واحدة. لذلك حينما خرج العثماني من عندنا بعد مئات السنين بنى المساجد ونسي الساجد، صارت مساجدنا مذهلة، وظن أنه بذلك يجذبنا، وما عرف أن مسجد الرسول الكريم كان من سعف النخل ورمل الصحراء…. والمسيح عليه السلام ما بنى كنيسة، بنى الإنسان، والإنسان هو بيت اللـه الأقدس….. نعم مئات من السنين مرت علينا في ظل حكم يقال له أمير المؤمنين، فهل كان أمير المؤمنين؟. هنا المشكلة، والإيمان شيء سري لا يعرفه إلا صاحبه وربه، لذلك اختيار هذه الجملة اختياراً خلّبياً. أنا أسميهم ملوكاً، وما كان أحد منهم بعد الأربعة أمراء مؤمنين، إنما كانوا كلّهم ملوكاً يلبسون ثياب الدين ليُخضعوا لهم باسم رب العالمين، كما كان ملوك فرنسا وكانوا السبب في العلمانية».
وتحدث سماحة المفتي بدر الدين عن الفرق بين الدين والقانون، وبين ما هو أمر ديني وأمر دنيوي، متابعا بأنه لم يمر بين صفحات التاريخ شيء اسمه دولة دينية «اقرؤوا التاريخ بدقة يوم تسلّط رجال الدين على منصب السياسة، فكان منصب الملك يُباع، ومنصب الخليفة يُشرى، وشيخ الإسلام يدفع، والبابا يدفع ليكون في المنصب، فهذا يرضي هذا وهذا يرضي هذا، ولذلك من اللحظة الأولى قال المسيح عليه السلام(ما لقيصر لقيصر وما لله لله) وليس معناها بأن هناك عداء بينهما. لا الفارق بين قانون قيصر وقانون الله، أن اللـه تعيش في ظلاله حباً بينك وبينه، وبين قيصر تخضع لقانونه، اللـه إذا خالفته انتظرك، وقيصر إذا خالفته أعدمك، فالقانون لا جهل فيه. أما الدين فلا يكلّف اللـه نفساً إلا وسعها، تقف أمام القاضي وتقول ما كان قصدي ذالك، يقول لك أنا أعاملك على فعلك لا على نيتك، فيحكم عليك بالإعدام أو بالجريمة، وفي الإيمان أن اللـه لا ينظر إلى صوركم، وإنما ينظر إلى قلوبكم، لذلك إنما الأعمال بالنيات. من هنا جاءت بريطانيا وفرنسا إلى سورية ومصر والهند، والأخيرة التي قسّموها، حيث حكمها ملوك مسلمون وملوك هندوسيون وملوك بوذيون وتركوا أعظم الآثار، فلما جاء أبناء الحضارة الغربية إلى الهند ماذا فعلوا؟. قسموها تقسيماً لئيماً… غاندي قال لمحمد علي جناح: (إياك أن تقبل هذا التقسيم، فكن رئيساً للهند ولا تقبل أن تكون رئيساً لدولة دينية). أجابه محمد علي جناح (لا… أريد أن أكون رئيساً لدولة إسلامية). هنا السؤال أوجهه: هل أقام المسيح دولة، هل بنى إبراهيم دولة، هل بنى موسى دولة، هل بنى محمد دولة؟ لم يبنوا دولة بل بنوا أمة والأمة تصنع دولة، وهنا مشكلتنا مع الدينيين والعلمانيين، والاشتراكيين، أنهم ما قرؤوا مهمة الأنبياء، ليست بناء الدولة بل بناء الأمة، فالأمة تبني الدول لذلك تنسب الدول لبُناتها وليس للدين، فلا نقول دولة مسيحية ولا إسلامية ولا بوذية بل نقول سورية، الهند الأردن وفلسطين، نقول اسم البلد ولا نعطيه اسماً دينياً، الإنسان الذي يأخذ الاسم فهو من بناه الله، فأنا أبني دولة تُنسب لي، والله بناني فأُنسب له، فإما أن أكون مؤمناً به أو ملحدا، وإما أن تكون جنسيتك في هذا الوطن أو تخلع عنك الجنسية، لذلك قضية الدول الدينية والأحزاب الدينية هي أخطر ما يمر في مرحلتنا الراهنة».
مضيفاً حول التقسيمات التي تحاول دول الغرب فرضها على المنطقة «الخريطة التي عرضتها قناة العربية والتي قسّمت سورية إلى دويلات دينية: العلوية ودولة جبل الدروز ودولة السنة ودولة الشيعة. هذه الخريطة نفسها عرضها الفرنسيون على أجدادنا ولكنهم رفضوها وداسوا عليها بأرجلهم، فهم لم يكونوا يحملون شهادات دكتوراه، بل كانوا يحملون قيماً سورية، سورية التي هي من غزة إلى إنطاكية ومن قبرص إلى معان، هذه هي سورية، وهذه الأرض قبل أنطون سعادة وقبل آلاف السنين، هي الأرض نفسها التي باركتها السماء، لذلك أراد أنطون سعادة أن يعيد هذه الصورة فأُعدم لخطورة فكره، كما يعدم اليوم الداعشيون علماء الدين لخطورة أفكارهم، كما أعدموا واغتالوا الشيخ البوطي، وحاولوا معي عشرات المرات، لأن فكري أخطر من علمانيتكم على فكرهم، فعلمانيتكم يقولون عنها إلحاد، أما أن أحمل أنا هذا الفكر، بألا يوجد هناك ما يسمى دولة إسلامية ودولة مسيحية ودولة دينية، فهذا خطر، لهذا أعدموا عبد الرحمن الكواكبي ومحمد عبده وغيره من العلماء، إذاً مشكلتنا ليست في العلمانية وليست في الدين، وليست في الاشتراكية أو القومية، إنما المشكلة فينا نحن الأشخاص، حينما نحول القيم والأفكار السياسية إلى مقاسات على أحجامنا الشخصية، وهذا ما فعله السنة والشيعة عندما خلطوا بين الخلافة والإمامة. الخلافة منصب سياسي، نحن نضع الخليفة ونحن نعزله، أما الإمامة فهي نص لا يستطيع الإمام أن يتنازل عنه، ولذلك كان علي إماما لأبي بكر وعمر وعثمان، وكان عمر وعثمان وأبو بكر خليفة عند علي، فما كان بينهم صدام بين الإمامة والخلافة، كما أنه ليس هناك صدام ما بين الاشتراكية والإسلام، وبين العلمانية والمسيحية والإسلام، لأن هذا شأن دنيوي سياسي، مهمته أن يحافظ عليك فكريا وثقافيا ودينيا واقتصاديا بإعطائك الحرية، فعندما تأتي العلمانية، لتوجّهني دينيا أقول لها لا، ولذلك لما فشلوا في تقسيم سورية سياسيا، فشلوا في تقسيم سورية دينيا، قسّمونا سياسيا ووضعوا لنا أول دولة دينية في التاريخ. أتحدى أن تقرؤوا في كتب التاريخ أن هناك دولة دينية، افتحوا كتب التاريخ لتروا الخلافة الأموية، الخلافة العباسية، الخلافة العثمانية، لم نقل عنها الخلافة الإسلامية، هكذا فعل أجدادنا، وأيضاً في أوروبا تلك الممالك لم تكن مسيحية، بل أُلبست ثوب المسيح عليه السلام، فكان التقسيم لوضع دولة دينية (إسرائيل)».
وحدة فكرية تتطلب وقتا
أوضح رئيس مجلس إدارة المنتدى الوطني السوري د. إلياس لحام أن المنتدى أسس للعمل على نشر الفكر والوعي الجمعي السوري من أجل تعزيز بناء المجتمع ومقاومة الغزو الفكري الضلالي والتكفيري، بسعيهم الجاد إلى تجذير المكونات السورية قائلاً: «تأسس المنتدى منذ نحو ثلاث سنين، وكان أخذ التأسيس منا وقتا طويلا، لكوننا مجموعة من المثقفين ونعمل على خلق فكر موّحد. بالطبع الأمور الفكرية دائماً تأخذ حيزا كبيراً من النقاشات والاتفاقات وبالتالي ترسيخ المفاهيم يأخذ زمنا طويلاً. نحن من مختلف المشارب والتوجهات، سواء سياسية أم ثقافية أو اجتماعية، والوصول إلى قاعدة فكرية مشتركة-كما قلت-تتطلب منا وقتا طويلا، ولكن نحجنا في النهاية، وشكلّنا المنتدى الوطني السوري الذي يقوم على دعامتين: بنية اجتماعية فاعلة، وتجذير الإنسان السوري في بلده سورية. وأريد الإشارة إلى أن انعدام الأفق والأمل، وعدم وجود رؤية واضحة للأمام، وخاصة أن الفترة الماضية لم نر إلا القتل والتدمير والتكفير، هذه الأمور أحبطت الشباب، ومع تقدم الأزمة زادت الدنيا ظلاما، ولكن بالمقابل اليوم ومع التقدم نحو الأفضل بجهود وإنجازات الجيش العربي السوري المحققة والمباركة، ومع الخطوات على المستوى السياسي المبشرة، نحن كمنتدى نسعى لنشر الفكر العلماني بين أطياف المجتمع السوري، ونركز على العلمانية التي لا تنفي الدين، بل على العكس تحترمه وتقدره وتجله، وكنا بدأنا وسنستمر من خلال الندوات والمحاضرات والتواصل والحوارات والفعاليات الاجتماعية وتشكيل مجموعة مجتمعية نافذة متميزة فكريا وقادرة على نشر الفكر الواعي».
علمانيتنا تقليد لأخرى
رأى الإعلامي غسان الشامي أن الأزمة يجب أن تكون نقطة انطلاق قوية لبناء وحدة وطنية متينة، تدعم التقدم الإنساني على الصعد كافة، مؤكداً أهمية أن يكون الموقف من العلمانية واضحاً وصريحا، وخاصة أنها ليست متأصلة في فكرنا المحلي بل هي مستوردة من المجتمعات الأخرى، متحدثاً «أن تاريخ هذه المنطقة جامع لكل الجامعات المتواطنة فيه، ولا تقتصر ابتدائيته على الفتح العربي أو الحضور العربي، بل تعود إلى عشرة آلاف عام، وما يجمع المسلمين بالمسيحيين، قاعدة واحدة أحد، هي كلمة سواء، وأن ننفي الذميّة ونقصي مصطلح التسامح، لأنه يستبطن ذميّة مقدسة. يجب أن نجرؤ على القول: إنه جرى استهداف بنية المجتمع، دينيا داخل الإسلام، بين السنة والشيعة، بين أكثرية الإسلام السني، وبقية المكونات أيضاً عبر الأذرع التكفيرية، من خلال دعم دول إقليمية، ما قبل حداثية وإدارات غربية، هذه الإدارات، تسعى لتأبيد صراعات كهذه، فاستهدف كل من لا يتفق مع التكفير، وها قد وصلنا إلى ذروة مقتلة لم يشهد لها التاريخ الإنساني حتى اليوم». متابعا في مكان آخر «علينا أخذ العلمانية كموقف واضح وإيجابي من الدين والعقل والسياسة. أثبت التاريخ أن الشعوب لم تتحضر إلا عندما تتعلم، فالمجتمعات الغربية لم تتحرر إلا بعد تخلصها من سطوة المؤسسات الدينية، كما أثبت التاريخ أن المؤسسات الدينية المتسلطة وتجار الدين أوصلوا مجتمعاتهم إلى المآسي، وإذا أخذنا العلمانية في المشرق، يجب أن نقر بأنها لا تحمل بنية معرفية محلية، وليست نتاج عمل تراكمي اجتماعي، نعم هي تقليد لعلمانيات في بلاد أخرى، وهذه هي الثغرة التي مكّنت القوى الدينية من وضع سيفها على عنق العلمانية والعلمانيين وشيطنتهما لا بل تكفيرهما».
وطن، إخاء، محبة
تحدث رئيس لجنة العلاقات العامة في المنتدى غسان شاهين عن شعار حفل إشهار الجمعية وبأهمية شعور المواطنة التي يجب أن يحملها أي مواطن سواء من أعضاء المنتدى أو غيره قائلاً: «نحن في لقاء له هوية خاصة بإشهار جمعية المنتدى الوطني السوري، والعنوان الرئيسي الذي نعمل عليه، هو «في زمن الانتصار «العلمانية» وطن إخاء محبة». العلمانية هذا العنوان الكبير والواسع والعريض واللامتناهي، لن نستطيع الوصول إلى العلمانية إلا بحسن انتمائنا إلى وطننا ولن نستطيع الوصول إلى حسن انتمائنا إلى وطننا إن لم يكن لدينا حسن شعور بالإخاء وإحساس بالمحبة مع الآخرين، ولن نستطيع أن نتوصل إلى إحساس المحبة مع الآخرين إن لم يكن لدينا إحساس المحبة، إذا هي شروط رئيسة ثلاثة تدعم وتؤكد حالة الانتصار التي أحياها الوطن، من هذه الروح ومن هذه الأفكار التي يراها المجتمع الآن، والتي استطاع المنتدى أن يحييها في روح أعضائه وروح المنتسبين. الخطوات الأولى في عمل المنتدى واسعة جداً لأنها توجهت إلى المجتمع بكل أطيافه، ولأن المنتدى يسعى إلى تجذير كل إنسان سوري في وطنه سورية، وبالطبع لن يكون هناك تجذير ما لم يكن هناك إحساس بالمواطنة العالية، والعمل على تنمية إحساس المواطنة مسؤولية تقع على عاتق كل إنسان سواء أكان عضواً في المنتدى أو غيره لأن فيه مسؤولية وطنية عالية».