هل تم إفشال زيارة رئيس مجلس الوزراء إلى السويداء بفعل فاعل؟ … الهيئة الروحية لطائفة الموحدين: تربينا على أن الوطن فوق جميع الاعتبارات

| السويداء- عبير صيموعة

أكد شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين يوسف جربوع أن الأحداث التي بدأت تظهر في المحافظة من تسريب المخدرات إلى المدارس والتهريب هي عمل ممنهج لإفساد الجيل وإفساد المرجعية وإفساد التعليم وبالتالي إفساد المجتمع بشكل كامل، مشيراً إلى أنه تم العمل على إيجاد المرجعيات المستقلة التي لا تمتلك جذورا لها والتي سقطت تباعا إلا أنها تركت أثراً سلبياً وخللاً في المجتمع للأسف.
وبيّن جربوع أن السويداء كانت مقصدا للمستثمرين ولمشاريع تنموية جديدة إلا أن إلغاء زيارة رئيس مجلس الوزراء المنتظرة والتي تم تفشيلها بفعل فاعل، حرم المحافظة من تلك المشاريع وجاء قرار إلغاء الزيارة أعطى المخربين والعصاة مجالاً أوسع للتمرد على الدولة وما جرى كان مسرحية تم إخراجها لتعطيل زيارة الوفد الحكومي إلى المحافظة وللأسف نجحت وخسرت المحافظة فرصة دعم المشاريع التنموية والاستثمارية والتي لو تم استثمارها بنجاح لكانت استطاعت تقديم فرص عمل كثيرة للعاطلين عن العمل ممن توجهوا إلى أعمال التهريب بكل أشكاله، لأنه لو تم إيجاد فرص استثمارية كنا أوجدنا فرص عمل للشباب وزدنا من فرص التنمية للمجتمع ولتلك الأسر.
وأكد الجربوع على أنه لا يضع المبررات للأفراد الذين امتهنوا تلك الأعمال التي أصبحت واقعاً إلا أن ارتفاع نسبة البطالة كان السبب بالتوجه إلى تلك الأعمال من سرقة سيارات وتهريب للمازوت والسلاح والمخدرات وحتى الخطف والابتزاز بهدف الحصول على المال، مشيراً إلى أن المحافظة وبعيدة عن المشاريع الاستثمارية والتنموية التي تقدمها، مؤكداً أن ما وصلنا إليه في المحافظة كان جراء غياب الدولة عن المجتمع وعدم وجودها إلا في المؤسسات الحكومية بحدها الأدنى الأمر الذي أدى إلى خلل كبير.
بدوره أكد شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين حمود الحناوي أن أي وزير هو وزير لكل أبناء القطر وان عملية الخطف التي جرت لعرقلة زيارة رئاسة مجلس الوزراء كانت بفعل فاعل لعرقلة أي مشروع تنموي واستثماري في المحافظة مضيفاً إنه حتى لو كان تفسيرنا خاطئا فهناك تساؤلات لماذا لم تتم الدولة بدراسة الأسباب وحقائق الأمور بدقة.
وأضاف قائلاً: نحن نريد من الدولة ومن الآخرين ألا يتم تقييم المحافظة من خلال فئة أو حالات فردية تقوم بأعمال منافية لعاداتنا وأخلاقنا لأنها لا تشكل نسبتها جزءاً بالألف ولنا عتب كبير على من يقوم بذلك التقييم ونعتبر نظرته قاصرة ولا يحسن قراءة الناس وبنفس الوقت من يقم بالتقييم فلينظر حوله هل النظرة هذه خالصة من الحالات الشاذة فالخطأ موجود أينما كان لأننا بشر.
وتابع الحناوي قائلاً: الفساد موجود في الدولة قبل الأزمة وعندما طرحت الحداثة في بلادنا طرحت على الخلخلة فكانت خلخلة الدين والعادات والتقاليد والأخلاق والملكية وحتى التعليم تم تهميش جميع الثوابت الوطنية نحن جميعاً كمرجعية دينية والهيئات التعليمية والجهات الأمنية جميعاً ساهمنا في خلخلة المواطن السوري، مضيفاً: لقد عملت في التدريس 40 عاماً وفي جميع المراحل ولكي نبني الجيل الصحيح يجب أن نختار المنهج التربوي الصحيح.
وأكدت الهيئة الروحية لطائفة الموحدين الدروز في لقاء خصت به «الوطن» أن أهالي السويداء مع الوطن ومع كرامة الوطن وضد أي تهديد يمس سيادة الوطن وكان موقف السويداء من الأحداث التي ضربت البلاد مبنياً على ثوابت وطنية وثقافية حرصنا عليها كل الحرص لأنها تؤكد أصالتنا كما اعتاد أجدادنا وتربينا على أن الوطن فوق جميع الاعتبارات وأعلناه قبل الأزمة وأثناءها وبعدها ومن هنا انطلقنا في محافظة السويداء وأخذنا نعاني من تحملنا لنظرية الوطن فوق جميع الاعتبارات وهي لم تأت من فراغ فعندما أعلن سلطان باشا الثورة السورية قال: (الدين لله والوطن للجميع).