العيسى: فصل 45 طبيباً من النقابة لثبوت عملهم مع المجموعات الإرهابية .. 500 طبيب «رقاوي» بين مهاجر وشهيد ومجهول المصير
| محمود الصالح
كشف نقيب أطباء الرقة جمال العيسى أن 500 طبيب من الرقة لا تعرف النقابة عن وضعهم أي شيء لأنهم لم يتمكنوا من مراجعة النقابة خلال السنوات الماضية إما بسبب سفرهم خارج القطر وإما منع داعش لهم الخروج أو تعاون البعض منهم مع داعش.
وأوضح العيسى لـــ«الوطن» أن عدد الأطباء الذين كانوا مسجلين في نقابة الأطباء في الرقة بحدود 600 طبيب من مختلف الاختصاصات، قبل دخول المجموعات الإرهابية في مطلع عام 2013 إلى مدينة الرقة، مشيراً إلى استيلاء هذه المجموعات على مقر النقابة ومركز فحص الزواج وجميع المؤسسات الصحية وقامت بنهبها ثم تم تدمير أغلب المؤسسات الصحية.
وأكد العيسى أن عدد الأطباء الذين راجعوا النقابة خلال السنوات الماضية في مقرها المؤقت في دمشق بلغ 100 طبيب تقريباً وكانت مراجعتهم بسبب حاجتهم إلى بعض الوثائق، وهناك أكثر من 100 طبيب غادروا القطر ومعظمهم من ذوي الاختصاصات الطبية المهمة، وأصبحت الرقة اليوم خالية من أي طبيب في الجراحية الصدرية وجراحة الأوعية والعناية المشددة حتى طبيب التخدير الوحيد الذي كان في الرقة توفي خلال الأزمة.
وأشار العيسى إلى انتساب 60 طبيباً جديداً إلى النقابة خلال السنوات الثلاث الماضية من خريجي كليات الطب، لافتاً إلى فصل 45 طبيباً من النقابة لثبوت عملهم مع المجموعات الإرهابية والعمل في المشافي الميدانية وكذلك بسبب عملهم مع منظمات دولية ذات أهداف عدوانية على البلاد وتمويل مشبوه.
وبيّن العيسى أنه ونتيجة الأعمال الإرهابية استشهد 10 أطباء خلال الحرب الإجرامية التي تتعرض لها البلاد وهؤلاء ممن لم يتمكنوا من الخروج من المدينة بسبب الحصار الخانق عليهم من المجموعات الإرهابية وفي مقدمتها تنظيم داعش الإرهابي، ونتيجة إدراك النقابة لوضع معظم الأطباء لم تتخذ قراراً بفصل أي طبيب بسبب تأخره في سداد الالتزامات المالية وذلك تقديراً من النقابة لوضع الأطباء لأن أي طبيب يسدد رسوماً للنقابة يتعرض للقتل من داعش.
وعن واقع المؤسسات الصحية في الرقة خلال هذه الحرب بين العيسى أن هناك 5 مشاف حكومية في الرقة متطورة جداً إضافة إلى 10 مشاف خاصة و60 مركزاً صحياً تقدم هذه المؤسسات الصحية كل الخدمات الصحية المجانية لأبناء المحافظة، ومنذ اليوم الأول لدخول المجموعات الإرهابية إلى الرقة قامت بنهب محتويات هذه المؤسسات الصحية من أدوية وتجهيزات متطورة، ثم تم تدمير أغلب هذه المؤسسات ومنها منظومة الإسعاف السريع التي كانت تحوي 28 سيارة إسعاف مجهزة بمستلزمات الإسعاف كافّة، إضافة إلى مركز العيادات الشاملة الذي يضم جميع الاختصاصات ومركز الرعاية الصحية الأولية ومركز التلاسيميا واللاشمانيا والسل وغيرها من المراكز الخدمية المتطورة، جميع هذه المراكز نهبت وتم تدمير الأبنية من طيران التحالف الأميركي.
وأكد نقيب الأطباء أن جميع العاملين في القطاع الصحي في الرقة ما زالوا يقبضون رواتبهم من الحكومة، معلناً عن استعداد فرع النقابة لإقامة ندوة علمية حول كيفية التعرف على الجثث مجهولة الهوية أو التي تعرضت للتمثيل فيها، استعداداً لما سيواجهه الأطباء بعد تحرير الرقة وعودتهم إليها من حالات كثيرة من الجثث مجهولة الهوية ما يستوجب تأهيل الأطباء للتعامل مع جميع هذه الحالات.