كارتر أقر بتخاذل دول الخليج وتركيا بمحاربته … زاسبيكين: مكافحة الإرهاب أولوية في سورية
| الوطن- وكالات
على حين شددت موسكو على أولوية مكافحة الإرهاب في سورية، كانت التقارير في واشنطن تؤكد زيف ادعاءات دول الخليج وتركيا بمحاربة الإرهاب في سورية والعراق، وأن هذه المحاربة كانت «كلامية فقط»!.
وقال السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسبيكين وفي تصريح له أمس: إن «عملية مكافحة الإرهاب لها الأولوية حالياً في سورية إلى جانب عمل الأطراف الثلاثة الضامنة لاتفاق وقف الأعمال القتالية بالتنسيق مع الحكومة السورية وعدد من المجموعات المسلحة التي انضمت إلى هذا الاتفاق» معتبرا أن «العمل على تحقيق الحل السياسي للأزمة في سورية أمر مهم ويجب أن يكون تتويجا لكل ما يحصل حالياً علماً أن محاولات إحراز تقدم بمسار جنيف مستمرة»، وذلك وفق وكالة «سانا» للأنباء.
وشدد زاسبيكين على أهمية تعزيز الحوار السوري السوري بمشاركة كل مكونات المجتمع لحل الأزمة في سورية، واعتبر أن موقف بلاده «واضح وإستراتيجي مما يحدث في سورية ونعتقد أن القرار الذي اتخذته الجامعة العربية قبل سنوات بتجميد عضوية سورية كان القرار السلبي الأبرز الذي أثر بعدها سلباً على الأوضاع بشكل عام». وحول موضوع اللاجئين السوريين في لبنان، قال زاسبيكين: إن هذا «الملف إنساني بامتياز ولا يجوز تسييسه بأي حال من الأحوال»، وأكد أن «التنسيق والتعاون مع الحكومة السورية لإعادة هؤلاء المهجرين أمر ضروري ولا بد منه»، لافتا إلى أن الحكومة السورية مهتمة بعودة كل اللاجئين إلى مدنهم وقراهم.
وردا على سؤال عن العلاقات الأميركية الروسية، أشار زاسبيكين إلى أن «تدهور هذه العلاقات مستمر ولاسيما أن واشنطن تتعامل بشكل عدائي في مختلف المجالات والقضايا المطروحة حالياً على الصعيد الدولي»، ولفت إلى أن موسكو جاهزة دائماً للتعاون مع الأميركيين طبقا لجهوزيتهم سواء حول الأزمة في سورية أو غيرها من القضايا.
بالترافق مع ذلك، اتهم وزير الدفاع الأميركي السابق أشتون كارتر دول الخليج بعدم ترجمة أقوالها إلى أفعال في ما يتعلق بقتال داعش في سورية والعراق، وقال: إن «هذه الدول لطالما ساقت الأسباب والذرائع من أجل عدم إرسال قواتها البرية التي تفتقر للقدرة القتالية مقارنة بسلاح الجو».
وفي تقرير عرض فيه جانباً من مذكراته خلال توليه منصب وزارة الدفاع في عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، نشره موقع «مركز بلفر للشؤون الدولية» الذي يترأسه كارتر والتابع لكلية كينيدي في جامعة هارفرد، قال كارتر: إن «دول الخليج كانت متحمسة لمساعدة الحملة العسكرية لكنها لم تساهم نسبياً بما هو أكثر من مجرد الكلام»، وأضاف: إن «دول الخليج كانت نشطة في الضغط وحملات العلاقات العامة التي لم تترجم بعمل ميداني».
ووفقاً لموقع «الميادين. نت» استذكر كارتر محادثة بينه وبين أحد أعضاء الكونغرس «الذي كان وصل للتو من اجتماع مع دبلوماسي خليجي ادعى فيه الأخير أن هناك جيشاً سنياً من 70 ألف جندي وهؤلاء مستعدون للعبور نحو العراق وسورية وهزيمة داعش»، وقال كارتر: «سألني عضو الكونغرس لما لم أقبل العرض؟ فأجبته «هل قال لك أن 60 ألفاً من هؤلاء هم سودانيون؟».
وتابع كارتر: إن «طرح الدول العربية فكرة الاعتماد على جيش من المرتزقة من السودان من أجل هزيمة داعش لم تكن بالفكرة النموذجية للتعبير عن مستوى التزامها»، مضيفاً: «في اجتماع تلو الآخر حاولت إقناع زعماء دول الخليج بالمشاركة في القتال. لكن دائماً كان يتم وضع شروط، ودائماً كانت الذريعة بأن الوقت ليس مناسباً. لدينا الكثير من التداخلات الأمنية البنّاءة مع دول الخليج لكن الحملة ضدّ داعش لم تكن من بينها.
كما اتهم كارتر تركيا أيضاً بعرقلة العملية العسكرية ضد داعش، وقال: «تسيطر عليها هواجس قمع الكرد أكثر من اهتمامها بقتال داعش»، وأشار إلى أن «تركيا كانت بمثابة مشكلة في العراق أيضاً حيث أقامت قاعدة في شمال الموصل ونفذت غارات ضدّ معارضيها الكرد مما أثار غضب الحكومة العراقية».
ولفت كارتر في تقريره إلى أن عدداً كبيراً من دول المنطقة وقف متفرجاً فيما كان داعش ينمو، وأن كثيراً منها بقي كذلك فيما كان يتشكل التحالف الدولي للقضاء على تهديد داعش.