«آلهة الياسمين».. عرض أسطوري لتاريخ سيدات سوريات عظيمات … منال عجاج: الجيش العربي السوري مصدر الأمان والحرية والكرامة والكبرياء
| وائل العدس – بيروت – تصوير: خاص – الوطن
أطلقت المصممة السورية العالمية منال عجاج عرضها الجديد خلال أسبوع الموضة في العاصمة اللبنانية بيروت في فندق الفورسيزن، مازجة آخر صيحات الموضة والفن والجمال والتاريخ والمجد والدراما في عرض واحد.
ولأنها تركز على الرمزية في أسماء عروضها، فإنها اختارت اسماً غريباً ومشوقاً وغامضاً جمع بين الحداثة والعراقة، ومفعماً بعبق الياسمين الدمشقي ومعتقاً بتاريخ سورية الأصيل.
«آلهة الياسمين» هو العرض الجديد الذي نسجت عجاج من خلاله ملحمة جديدة من خيوط الياسمين الذهبية، لتحكي قصصاً ملأى بالأحلام والسحر والخيال والرومانسية، ومستمدة من الواقع المعاصر والقديم، ولا تخلو من المفاجآت التي اعتدنا عليها في عروضها التي وصلت للعالمية.
عجاج التي لا تحب الحديث عن تصميماتها، فاجأت الجميع بطرح ما هو مواكب للذوق الراقي والرفيع، تاركة الحكم للجمهور الذي خرج مندهشاً ومذهولاً وشغوفاً بالأزياء المبتكرة كلياً، عندما قصت لهم حكايا ملكات سطرن التاريخ وطرزن لوحة بديعة اسمها «سورية».
ولم تتردد عجاج في أن يكون الجيش العربي السوري الرسالة الأهم في عرضها لتخبر العالم أجمع أن هذا الجيش البطل هو مصدر الأمان والحرية والكرامة، وكان وما زال يضحي لنستمر في هذه الحياة، وهو أقل واجب تقدمه مصممة عرفها الناس بوطنيتها وولائها لشعبها.
ورافق العرض الذي أخرجه الفنان عبد المنعم عمايري موسيقا من تأليف الموسيقار إياد الريماوي، وتخلله عدد من الرقصات التعبيرية، ورافقه لوحات غرافيكية وشرح بسيط باللغتين العربية والإنكليزية، وحضره عدد من الوجوه الفنية والدبلوماسية والإعلامية.
وحضر الحفل من الفنانين فاديا خطاب وميرنا شلفون وروعة ياسين ونادين قدور ورهام عزيز وأيمن عبد السلام وملكة جمال أوكرانيا وملكة جمال المغرب والإعلامي ميشيل قزي، والنجمة المصرية شيري عادل وقدمت الحفل الإعلامية اللبنانية ساشا دحدوح.
محطات سوريّة
خلال المشهد الأول وبعد الرقصة الافتتاحية، روت عجاج قصة ثماني ملكات كتبن تاريخ الشرق قبل الميلاد وبعده، فبدأت مع «الآلهة عشيرة» لتمتزج بالمجد والقوة مع «الآلهة أترعتا» آلهة الساحل، ولتمضي إلى فن وإبداع «أورنينا» أول مغنية في التاريخ، إلى بطولات وحكمة كل من الملكات «سميراميس» و«أليسار» و«أوروبا» و«جوليا دومنا» إلى «زنوبيا».
وفي المشهد الثاني، انتقلت عجاج من مراحل ما قبل التاريخ والعهود الرومانية وما قبل الإسلام، لتحط بنا في الحضارة الإسلامية، لوحة تنسج على ألحان الحضارة الإسلامية لتعبر بنا بين العهود الإسلامي والخلافة الأموية والعباسية والفاطمية والأندلسية، نساء عظيمات حكمن وكتبن التاريخ المشرق.
والبداية من «الملكة زبيدة» ثم «ست الملك الفاطمية» أتبعتها بـ«صفوة الملك زمرد خاتون – ملكة دمشق»، و«ست الشام زمرد خاتون – أخت صلاح الدين»، و«فاطمة المجريطية الأندلسية».
وتحدث عجاج في المشهد الثالث عن نساء سطرن البطولات وكتبن تاريخ سورية الحديث بإنجازاتهن وبطولاتهن، أولاهن الصحفية والأديبة والشاعرة ماري العجمي التي أسست أول مجلة نسائية في سورية وأسست النوادي والجمعيات النسائية، وثانيتهن نازك العابد أول سيدة ضابط في الجيش العربي السوري والتي حاربت وناضلت ضد الاحتلال الفرنسي.
بعد ذلك، تتالى 19 تصميماً من آخر صيحات الموضة، والكوليكشن الجديد لعجاج.
أما المشهد الأخير فكان الأكثر تأثيراً، وهو عبارة عن لوحة تحكي قصة شاب وفتاة ضمن المرحلة الحالية التي تعيشها سورية، تعكس المعاناة والحرب الكونية التي انعكست على كل أفراد المجتمع السوري، بما في ذلك الشاب والشابة حيث قضت الحرب التي عاشها السوريون على أحلامهم ومستقبلهم وأرواحهم التي لم يحمها إلا أفراد الجيش العربي السوري الذين بذلوا دماءهم وأجسادهم ليدافعوا عن الحياة الكريمة، ليكمل السوريون حياتهم.
ويفتتح المشهد بظهور 12 فرداً من الجيش العربي السوري، تتوسطهم المصممة عجاج بزي خاص، ليرسموا الأمل بعد ذلك مع خروج فساتين أعراس، ليقولوا إن حياة السوريين مستمرة رغم كل ما مروا به، ويرسموا فجراً جديداً للغد السوري، رافق ذلك موسيقا عسكرية خاصة مستوحاة من النشيد العربي السوري والألحان العسكرية مع زفة العروس.
نساء سورية
قالت عجاج إن العرض يحكي عن سورية التي تعني السيدة في اللغة الآرامية، وهي الأولى في التاريخ والعالم، هي «عشيرة» ملكة السماء، و«أورنينا» أول مغنية في التاريخ، و«سميراميس» المحاربة الأميرة، و«جوليا دومنا» التي حمت روما، وهي «زنوبيا» حكاية المجد والجمال.
وأضافت: «هؤلاء ملكات سوريات خلد التاريخ أسماءهن، ودوّن مسيراتهن النضالية، ليكتبن حكاية اسمها سورية، بعد أن سطرن بطولات حفظن فيها الكرامة والأرض والعرض».
وتابعت: «عرضنا مميز للغاية، وأعتبره غير مسبوق، لأنه يحمل فكرة جديدة وطرحاً جديداً من تصميمي، ويروي قصة طفلة صغيرة تربعت على العروش الشرقية، وكبرت لتحمل اسم سورية».
وأضافت: «تناولت في العرض أكثر من ثلاثين سيدة سورية عظيمة، ممن صنعن البطولات، وكان لهن أثر كبير ودور مهم في كتابة التاريخ السوري القديم، والمعاصر، والإسلامي، حتى الآن».
واعتبرت عجاج أن السيدة السورية أبدعت في كل الميادين، فكانت الأم والمربية والطبيبة والمدرّسة والمهندسة، وعندما ناداها الوطن حملت البندقية إلى جانب ابنها وزوجها لتدافع عن أرضها وهويتها، مدافعة عن كل شبر وحبة تراب من سورية.
ورأت أن السيدات السوريات نساء لسن كالأخريات، جمالهن وعطرهن أعراسهن مختلفة، صانعات البطولة والأبطال، منابع للعطاء، منهن الشهيدات والجريحات، وأمهات الشهداء، هن صانعات الكرامة وعنوان التحدي والصمود والكبرياء.
قالوا لـ«الوطن»
استطلعت «الوطن» آراء عدد ممن حضروا العرض، فكانت جميعها إيجابية ومشددة على أهمية ما عرضته عجاج وما له من آثار جلية في حياة السوريين، وخاصة عندما ختمت عرضها بلوحة فنية رائعة تشيد بالجيش العربي السوري.
وأكدت الفنانة ريهام عزيز أن العرض مذهل أعادنا إلى تاريخ سورية منذ الأزل بدءاً من الآلهة السورية، ووصولاً إلى المرأة السورية الأسطورية بكل المقاييس، المرأة السورية سيدة الجمال والرقي والأناقة والذكاء والحكمة والقوة ورمز الصمود.
وأضافت: شكراً منال عجاج أيتها الرائعة لأنك أبهرتنا وأشبعتِ أرواحنا حباً وشغفاً وعبقاً برائحة الياسمين.
أما الفنانة روعة ياسين فقالت إن العرض أكثر من رائع لسيدة سورية دمشقية ذكية ووطنية تحب بلدها وتعشق جيشها، ويتضح ذلك من خلال الأزياء المستوحاة من الشخصيات السورية الأسطورية والتاريخية.
وأردفت: العرض جميل جداً، ومنال عجاج مصممة مميزة وتستحق النجاح، لأنها بعيدة عن الكلاسيكية وتظهر في كل مرة بأزياء مبتكرة ومتنوعة وتتميز عن جميع المصممين بمدرسة خاصة بها، لا تشبه أحداً، ولا أحد يستطيع أن يتشبه بها.
بدورها، أبدت الإعلامية ريم وتار إعجابها بالمزيج بين الدراما والأزياء، حيث قالت: إنها شعرت وكأنها تحضر فيلماً سينمائياً يشمل جميع الحضارات، منذ أزل التاريخ حيث بدأت الموضة وحتى أيامنا هذه التي نعيشها فيها الأزمة.
وتابعت: الخليط بين الذوق الرفيع والدراما رائع ومتناسق وانسيابي، وكل الشكر لمنال عجاج وعبد المنعم عمايري.
أما الفنانة ميرنا شلفون فأبدت إعجابها بالعرض، وقالت: العرض جميل وفريد، وسعيدة جداً بنجاح منال عجاج لأنها سيدة سورية نجحت برفع اسم بلدها أينما حلت، أما ظهور الشباب بزي الجيش العربي السوري فهو تحية منها لجيش بلدها، في لفتة مميزة.
وأكدت أن علينا دعم عجاج ودعم أي سوري ناجح، لأن الناجحين فخر لسورية في أي مجال، ودعمهم واجب وطني.
ورأت الفنانة نادين قدور أن العرض ساحر وجميل، وكالعادة يشبه صاحبته أيقونة الجمال منال عجاج التي أرفع لها القبعة وأفتخر فيها كسورية وأتمنى لها النجاح والتوفيق.
وأضافت: عندما يرتبط الإبداع بالثقافة العالية التي ظهرت في العرض، نرى هذه النتيجة العظيمة، والغرض منها التعريف بتاريخ نساء سورية عبر عدة عصور.
وأخيراً، عبرت عارضة الأزياء يُمن عثمان عن سعادتها لكونها جزءاً من العرض، وأضافت: سعيدة بوجودي في «آلهة الياسمين» وقد قدمت زياً مميزاً وجميلاً مع العارضات صاحبات الجنسيات المختلفة، وكنتُ مصرة على الحضور لكثرة حبي للمصممة العالمية منال عجاج، وقد كانت لي تجربة سابقة معها، علماً أني بدأت أول عروضي معها أيضاً.