حساسية إدلبية ضد ميليشيات «درع الفرات» .. وغارات على «فيلق الشام» بمحيط معرة النعمان
| الوطن- وكالات
في وقت كان الجنود الأتراك ينصبون قواعدهم في عمق الأراضي السورية بريف إدلب الشمالي انقضت طائرات حربية على أحد مقرات ميليشيا «فيلق الشام» بمحيط بلدة معرة النعمان، فيما قد يكون بمثابة رسالة انزعاج موجهة إلى أنقرة، وذلك على حين تتصاعد الحساسية داخل إدلب من دخول ميليشيات «درع الفرات» القادمة من محافظة حلب، إلى محافظتهم برفقة الغزاة الأتراك.
ورجحت مواقع معارضة، أن تكون الطائرات الروسية هي من قصفت مقر الميليشيا ذات الهوى الإخواني، والمقربة جداً من تركيا.
ونقلت وكالات معارضة عن ناشطين: أن طائرات، مجهولة الهوية، شنت ثماني غارات على مقر لـ«الفيلق الشام» بمنطقة الحرش شمالي غربي معرة النعمان، ثلاثة صواريخ أصابت المقر وأربعة بمحيطه، ما أدى لجرح المقاتلين.
وأن يكون عدد الغارات على مواقع الميليشيا ثماني فهو ينفي احتمال أن تكون جاءت عن طريق الخطأ.
يأتي هذا مع بدء الجيش التركي بتشكيل نقاط مراقبة له في محافظة إدلب حسب اتفاق «أستانا6»، لضمان وقف إطلاق النار في المنطقة، وذلك بعد دخول قوات عسكرية تركية إلى إدلب برفقة عربات لـتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابية.
وقال مؤسس ميليشيا «الجيش الحر» رياض الأسعد، إن «شعب إدلب تحت القصف الروسي، وهو بانتظار تركيا لإنقاذه»، وأضاف في تصريحات لصحيفة «يني شفق» التركية: إن «أكثر شيء ينتظره الشعب في إدلب من تركيا، أن تجمع جميع الفصائل تحت سقف واحد وتكون إدارة مدنية».
وحول وجود «النصرة» واصطدامها مع الجيش التركي، اعتبر الأسعد أن «الهيئة لا تشكل خطراً، وأنها مستعدة للتنازل عن كيانها العسكري إلى الإدارة المدنية»، في ترويج واضح لـ«هيئة تحرير الشام» التي تتخذها «النصرة» واجهة لها.
ورفض الأسعد دخول ميليشيات «درع الفرات» إلى إدلب، وقال: إن «أغلبية الشعب لا يريد دخول قوات درع الفرات لمحافظة إدلب، لذا عليهم أن يبقوا مكانهم لتوفير الأمن ومحاربة وحدات حماية الشعب» الكردية، مؤكداً «نحن هنا أقوياء»، في مؤشر إلى حساسية لدى المسلحين «الأدالبة» من نظرائهم «الحلبية».
في غضون ذلك، أفادت مواقع معارضة، بأن مسلحين من «قوات سورية الديمقراطية – قسد» متمركزين في بلدة جنديرس التابعة لمنطقة عفرين بريف حلب استهدفت محيط بلدة «أطمة» بريف إدلب، وجاء الاستهداف بعيد ساعات من دخول قوات تركية إلى سورية عبر المعبر الكائن في البلدة.
ويهدف الانتشار الذي أعلنته أنقرة الجمعة أيضاً إلى منع «حماية الشعب» التي تدعمها أميركا وتعتبر خصماً رئيسياً لتركيا، من توسيع سيطرتها في شمال سورية.
ودافع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن اجتياح القوات التركية لإدلب معلناً أن «ليس من حق أحد التشكيك» في هذا الإجراء، مضيفاً «نحن من نتقاسم حدوداً مع سورية طولها 911 كلم ونحن المهددون باستمرار».
وأوردت صحيفة «حرييت» أن الرتل العسكري التركي من نحو ثلاثين عربة مصفحة ومئة جندي بينهم عناصر من القوات الخاصة وصل إلى إدلب ليل الخميس الجمعة.
ووزع الجيش التركي على وسائل الإعلام شريطاً مصوراً يظهر دبابات وآليات لنقل الجنود وأخرى لتنفيذ ورش تتجه إلى سورية.
وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية بأن الجيش التركي موجود حالياً على إحدى التلال في قرية صلوة في ريف إدلب الشمالي. وتشرف هذه التلة على مناطق سيطرة «حماية الشعب» في منطقة عفرين، ومنعت «النصرة» منعاً تاماً التوجه إلى المنطقة. وشاهد مراسل الوكالة حركة آليات وجرافات تابعة للجيش التركي الذي يعمل على تحصين موقعه.
وعلقت هذه الوحدات على الانتشار التركي الأخير قائلة في تغريدة «تركيا لا تهمها إدلب إطلاقاً بل تريد محاصرة عفرين ما يمكن أن يشعل فتيل حرب جديدة في المنطقة».
وأوردت وسائل الإعلام التركية أن الاتفاق الذي تم التفاوض حوله في أستانا ينص خصوصاً على أن تقيم تركيا 14 مركز مراقبة في محافظة إدلب سينشر فيها ما مجمله 500 جندي.
وأتاح هجوم العام الفائت الذي سمي بـ«درع الفرات» لميليشيات سورية تدعمها أنقرة أن تستعيد مدنا عدة من تنظيم داعش بينها جرابلس والراعي ودابق والباب، حيث تكبد الجيش التركي خسائر كبيرة.
لكن يبدو حتى الآن أن القوات التركية اختارت التفاوض بدلاً من خوض معارك ضد «النصرة».
وتحدثت وكالة الأناضول التركية عن ترحيب أهالي مدينة دارة عزة بريف حلب الغربي الواقعة ضمن منطقة «تخفيف التوتر»، المجاورة لإدلب، بدخول الجيش التركي لإنشاء نقاط مراقبة وقف إطلاق النار في محافظة إدلب.