الجيش التركي ينتشر بـ«سلاسة» في إدلب!
| الوطن – وكالات
وسع الجيش التركي انتشاره في شمال غرب سورية بزعم تطبيق اتفاق «تخفيف التوتر» في محافظة إدلب الذي توصلت إليه الدول الضامنة لعملية أستانا خلال جولتها الأخيرة في العاصمة الكازاخستانية الشهر الماضي. واجتاحت قافلة من قوات الجيش التركي الأراضي السورية قرب معبر باب الهوى الحدودي يوم الخميس في أول توغل من نوعه منذ العام الماضي عندما شنت أنقرة هجوماً برياً وجوياً كبيراً لإخراج مسلحي تنظيم داعش الإرهابي من آخر معاقلهم على الحدود مع تركيا.
وبحسب وكالة «الأناضول» التركية، واصلت القوات التركية العمل خلال ساعات ليل أول من أمس لتحصين مواقع نقاط المراقبة وقدراتها الدفاعية. وتقع نقاط المراقبة المذكورة، على بعد 3-4 كيلومترات، عن مواقع مسلحي «وحدات حماية الشعب» الكردية في منطقة عفرين بريف حلب الشمالي الغربي.
يأتي ذلك بعد يوم من إعلان الجيش التركي، تشكيل نقاط مراقبة في منطقة «خفيف التوتر» بإدلب، في إطار اتفاق توصلت له تركيا مع روسيا وإيران الشهر الماضي.
ونقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن مصادر من «المعارضة السورية»: أن أربع قوافل على الأقل تضم عشرات المركبات المدرعة والمعدات تمركزت في عدة مواقع في إطار المرحلة الأولى من الانتشار المتوقع أن يمتد في عمق إدلب التي تسيطر عليها «جبهة النصرة» الإرهابية وتتخذ من «هيئة تحرير الشام» واجهة لها.
وذكر المستشار العسكري في مليشيا «الجيش الحر» إبراهيم الإدلبي، أن «حوالي مئتي جندي (تركي) متمركزين في مناطق تفصل بين تلك التي تسيطر عليها المجموعات الكردية والمعارضة».
ويبدو أن الانتشار التركي بمثابة درع يحمي المسلحين ويمكنهم في مرحلة لاحقة من مقارعة «النصرة»، على الأقل بعضها المرتبط بالمركز القاعدي في أفغانستان.
وقال شهود: إن جرافات تركية تعمل على مدار الساعة على تمهيد الأرض لإقامة تحصينات ومواقع مراقبة.
وذكروا أن مركبات مصفحة وقوات إضافية تركية وصلت على امتداد الحدود السورية أول من أمس وتمركزت على الجانب التركي من الحدود.
وتوسع تركيا نطاق تواجدها في منطقة تأمل أن تجعل منها حاجزا أمام طموحات «وحدات حماية الشعب» الكردية باتجاه الساحل للوصول إلى منفذ بحري للكيان الذي يخطط له البعض في الميليشيا وتدعمه بعض الدوائر الغربية بقوة.
وتمركز القوات التركية قرب قلعة سمعان على جبل الشيخ بركات في المحافظة الغنية بأشجار الزيتون يضعها على مسافة بضعة كيلومترات فقط من عناصر «حماية الشعب» المتمركزين في جنديريس.
وقال رئيس المكتب السياسي لميليشيا «لواء المعتصم» التي كانت مدعومة سابقاً من وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون»، مصطفى سيجري: «يمكن القول إن القوات التركية ما زالت في حالة تقدم وتوسع».
ولاحظت وكالة «رويترز» أن التوغل التركي في المحافظة، التي تهيمن عليها «النصرة»، «يسير بشكل سلس».
وكشفت مصادر من المعارضة السورية على دراية بإجراءات الانتشار التركي، أن العملية جاءت بعد تنسيق استمر لأسابيع بين «النصرة» وضباط مخابرات أتراك لضمان عدم وقوع اشتباكات، وهو ما يفسر السلاسة التي جرى فيها نشر القوات التركية.
وأماطت مجموعات من ميليشيا «الجيش الحر» اللثام عن أن هدف الحملة هو التوغل في عمق إدلب ومد خطوط إمداد وإقامة مواقع مراقبة وأن المتشددين سيتراجعون جنوباً في إطار انسحاب تدريجي.
وقال الإدلبي: «قام الأتراك بإدخال أربعة أرتال متتالية وقاموا بالتمركز في مناطق تبعد 40 كيلو متراً كما تم الاتفاق في الأستانا».
والهدف في نهاية الأمر هو إقامة منطقة عازلة تمتد من باب الهوى إلى مدينة جرابلس غربي نهر الفرات وجنوباً حتى مدينة الباب لتوسعة جيب على الحدود الشمالية تسيطر عليه ميليشيات مسلحة سورية مدعومة من تركيا.
وتبدد الهدوء النسبي الذي ساد على مدى ستة أشهر بموجب تفاهم تركي روسي، عندما استأنفت روسيا القصف المكثف الشهر الماضي بعد أن شنت «النصرة» هجوماً على مواقع للجيش العربي السوري في ريف حماة الشمالي.
واستهدفت الغارات الجوية كذلك معسكراً تديره ميليشيا «فيلق الشام»، المدعومة من تركيا.