مدير مياه شرب دمشق لـ«الوطن»: المياه العكرة لا حل لها!
| قصي المحمد
بينما يتحدث المسؤولون عن مياه الشرب وتوافرها في جميع المحافظات والمناطق وصلاحيتها للشرب، كما يقولون: «ضمن المواصفات القياسية السورية»، وعن عدم التمييز بين منطقة وأخرى وعلى خلفية شكاوى وردت لـ«الوطن» حول طبيعة المياه التي يتم شراؤها من المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي بغض النظر عن حالات غياب العدالة في التوزيع، في مناطق ريف دمشق، إلا أنها على ما يبدو وصلت المشكلة إلى أبعد من ذلك.
وفي مضمون الشكوى، أكد مواطنو مناطق القزاز والصناعة وصول مياه «عكرة» إلى بيوتهم غير صالحة للشرب، ما يدفع الكثير منهم الاعتماد على المياه المكررة «القناني» أو الذهاب إلى أحياء أخرى وشرائها بـ«البيدونات»، مع العلم أنهم يدفعون فواتيرها بشكل نظامي، إضافة إلى أن المشكلة موجودة أيضاً في مناطق يلدا وببيلا ومناطق عدّة من الريف الدمشقي.
ورداً على الشكوى المذكورة، أكد مدير المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي في محافظة دمشق وريفها محمد الشياح لـ«الوطن» أن مشكلة المياه العكرة التي تصل إلى المنازل سببها ارتفاع نسبة «التكلّس» فيها بشكل ملحوظ، موضحاً أن هذا الموضوع متفاوت من منطقة إلى أخرى حسب طبيعة مياه الآبار فيها، ما يتضح للمواطنين بشكل مباشر «التعكير» في الشاي.
وأشار الشياح إلى أنه من الصعب معالجة الموضوع ولا جدوى ولا حل له لأنه لا يوجد ما يساعد على تخفيض نسبة الكلس فيها، مبيناً أن مياه الشرب من الناحية الصحية لا يوجد أي مشاكل عليها وهي ضمن المواصفات القياسية السورية المعتمدة، موضحاً أن الفروقات فقط في «الطعمة»، مشيراً إلى أن المؤسسة تتابع بشكل مستمر مياه الآبار في تلك المناطق، لافتاً إلى أن المياه تضخ إلى المنازل بشكل يومي حالياً.
وقال الشياح: «ضمن خطة عمل المؤسسة سنوياً، يتم تغذية الكثير من أحياء دمشق وريفها بمياه نبع الفيجة في فترات فيضان النهر، والتي تبدأ من منتصف شهر آذار حتى نهاية تموز من كل عام (على مدار ثلاثة شهور تقريباً)، وذلك لمناطق (جرمانا والمعضمية والجديدة وجديدة عرطوز وعرطوز وصحنايا وأشرفية صحنايا)، إضافة إلى الأحياء المذكورة سابقاً.
وفي سياق متصل، بين طبيب مختص بالشؤون الصحية لـ«الوطن» أن ارتفاع نسبة الكلس في مياه الشرب عن الحد المسموح به عالمياً وعن النسب التي تحددها هيئة المواصفات والمقاييس في مؤسسة مياه عين الفيجة، قد يسبب خفاقات كلوية أو أمراضاً جلدية تنعكس على صحة المواطنين، مؤكداً أن المياه العكرة سواء من تلوث جرثومي أو أتربة غير صالحة للشرب.