احتلال تركيا يشمل مطاري أبو الظهور وتفتناز
| الوطن- وكالات
نشرت وسائل إعلام تركية، خريطة للانتشار المستقبلي لقوات الاحتلال التركية في ريفي حلب وإدلب، تشمل مطار أبو الظهور وتفتناز، وذلك على حين اجتاحت تعزيزات جديدة من القوات التركية الأراضي السورية.
ونقلت مصادر إعلامية معارضة عن عدة مصادر متقاطعة، أن 23 آلية تركية اجتاحت منطقة كفرلوسين الحدودية بريف إدلب، حيث توجهت نحو مناطق تمركز وتواجد القوات التركية التي دخلت خلال الأيام الفائتة. وشهدت منطقة كفرلوسين سابقاً حالات قناص من قبل حرس الحدود التركي لمواطنين كانوا مارين بالقرب من الحدود أو حاولوا العبور إلى الجانب التركي.
ومطلع الأسبوع الحالي، اجتاح رتل عسكري جديد تابع للقوات التركية إلى الأراضي السورية.
وتضاربت المعلومات حول وجهة الآليات العسكرية التركية الثلاث والعشرين، فيما إذا كانت ستتجه نحو ريف حلب الغربي أو الشمالي.
وانتشرت الآليات التركية التي دخلت سابقاً، على خطوط التماس ما بين «جبهة النصرة» الإرهابية والميليشيات المسلحة، مع ميليشيا «وحدات حماية الشعب» الكردية في محيط منطقة عفرين بريف حلب الشمالي الغربي.
وذكرت المصادر الإعلامية المعارضة، أن القوات التركية التي دخلت برفقة مدرعات وآليات وأسلحة ثقيلة بعد سلسلة عمليات دخول لقوى استطلاعية تركية خلال الأيام الأربعة الفائتة، تمركزت في منطقة جبل صلوة المتاخمة لمناطق سيطرة الوحدات الكردية في عفرين، وعلى نقاط تماس قريبة منها، على الحدود الإدارية بين إدلب وريف حلب الغربي، وسط ترقب بدخول مزيد من الأرتال والآليات للتوزع والانتشار على جميع نقاط التماس مع وحدات حماية الشعب الكردي في عفرين وريفها.
وأشارت صحيفة «يني شفق» التركية إلى أن قوات الجيش التركي الغازية للشمال السوري ستنتشر في مطاري أبو الظهور وتفتناز.
وأوضحت الصحيفة، المقربة من دوائر القرار في أنقرة، أن القوات التركية ستتجه في الأيام المقبلة إلى مدينة عندان في ريف حلب الشمالي، إذ تسير على بعد 20 كيلومتراً على طول الحدود الجنوبية مع مدينة عفرين التي تسيطر عليها ميليشيا «حماية الشعب».
وكانت هيئة الأركان التركية، أكدت يوم الجمعة الماضي، أن الجيش بدأ بتشكيل نقاط مراقبة في منطقة «تخفيف التوتر» في إدلب بموجب اتفاق «أستانا 6».
وأوضحت «يني شفق» أنه سيتم نشر 14 نقطة مراقبة في مناطق مختلفة في ريفي حلب وإدلب، وذلك بموجب اتفاق خفض التوتر الذي توصلت إليه الدول الضامنة لعملية أستانا، روسيا– إيران وتركيا في جولة المحادثات الأخيرة التي انعقدت الشهر الماضي في العاصمة الكازاخستانية. وعزل الجيش التركي عسكرياً منطقة عفرين، عن مناطق سيطرة المسلحين و«النصرة».
وأكد مستشار الإعلام العسكري في ميليشيا «الجيش الحر»، إبراهيم الإدلبي، أول من أمس، أن الطريق قطع عسكرياً، إلا أنه ما زال يعمل بين المنطقتين مدنياً.
وينتشر الجيش التركي حالياً، بحسب الإدلبي، في أربع نقاط، وبمجرد الانتشار ضمن النقاط في دارة عزة وقلعة سمعان وجبل الشيخ بركات، جعل من الطريق نحو المحور الشمالي السوري مرصود ناريًا، إضافة إلى نقطة عسكرية قرب منطقة عقربات المجاورية لجنديرس، ما سمح برصد الطرق الرئيسية التي يمكن أن تتقدم منها الوحدات الكردية.
وزعم رئيس مجلس الأمة التركي (البرلمان) إسماعيل كهرمان قبل يومين أن نشر قوات بلاده بمحافظة إدلب جاء بالتنسيق مع الأطراف المفاوضة في أستانا.
وبالترافق مع الاجتياح التركي، استقال القائد العسكري لميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية»، أبو عدنان زبداني بعد شهر ونصف الشهر من تعيينه من قبل القائد العام، حسن صوفان، في مؤشر على عملية إعادة هيكلة للحركة التي قد تنضم إليها جماعات من «النصرة» تعمل المخابرات التركية على إقناعها بالانشقاق عنها والتوجه نحو الحركة حماية لها من العملية العسكرية المرتقبة في إدلب.
وذكرت مواقع معارضة نقلاً من مصادر مطلعة أن أبا عدنان استقال من الحركة، دون الإعلان بشكل رسمي. ولم تعلن «أحرار الشام» رسمياً استقالة قائدها العسكري، والأسباب التي استدعت إلى ذلك.
إلا أن المصادر رجحت أن تكون الاستقالة على خلفية الأحداث العسكرية الأخيرة التي شهدتها مدينة أرمناز، وانتهت بالسيطرة الكاملة لـ«النصرة» عليها.
وكانت الحركة أجرت منتصف آب الماضي تغييرات في مناصبها، وعينت كنان النحاس رئيساً للجناح السياسي بدلاً من مهند المصري، في حين شغل أبو علي الساحل أمين سر القائد العام، وأبو عدنان زبداني قائداً عسكرياً عاماً للحركة.
وقال أبو عدنان على قناته في موقع «تلغرام» عقب الاستقالة، إن «من أعظم ما ابتليت به الجماعات قبولها بالمتردية والنطيحة في صفوفها، دون العمل على رفع سويتها الإيمانية وتهذيب أخلاقها فغرقوا وأغرقوا».
وتقلص نفوذ «أحرار الشام» في الأشهر الماضية في محافظة إدلب، على خلفية الاقتتال مع «النصرة»، لتركز نفوذها العسكري بشكل أساسي في منطقة الغاب بريف حماة الغربي.
وعقب الاقتتال، عينت الحركة حسن صوفان قائداً عاماً لها، وأجرت تعديلات أعفت بموجبها عدداً من القياديين الرئيسيين فيها، بينهم نائب القائد العام والقائد العسكري.