مليار دولار أضرار السكك الحديدية في سورية … فارس لـ«الوطن»: 14 مليار ليرة لإنشاء المرفأ الجاف وساحة الحاويات في المدينة الصناعية في حلب
| فادي بك الشريف
كشف مدير عام الخطوط الحديدية السورية نجيب فارس في حديث خاص لـ«الوطن» أن إجمالي الأضرار المباشرة وغير المباشرة التي طالت السكك الحديدية في سورية قدرت بـ500 مليار ليرة سورية، ما يعادل مليار دولار حاليا، مضيفاً إن الخطوط الحديدية السورية قامت بتحديث البيانات المتعلقة بالأضرار التي لحقت بشبكة الخطوط والمنشآت والآليات والكوادر البشرية نتيجة الأعمال التخريبية للجماعات الإرهابية وذلك بعد تحرير الجيش العربي السوري مناطق جديدة وواسعة من أرض الوطن.
ولفت فارس إلى قيام اللجان المختصة بالكشف على المناطق المتضررة وتقدير قيمة الأضرار التي لحقت بكافة المنشآت والخطوط وذلك وفق معطيات جديدة وبحسب نشرة أسعار صرف العملات الأجنبية الصادرة عن مصرف سورية المركزي لعام 2017 وخاصة في الأماكن التي لم تكن قادرة على الوصول إليها سابقاً بسبب وجود المجموعات الإرهابية.
مضيفاً إن القيمة الإجمالية للأضرار المباشرة المتعلقة بتجهيزات الخط الحديدي والأدوات المحركة والمتحركة تجاوزت الـ323 مليار، أما إجمالي الأضرار غير المباشرة أي فاقد النقل والمنفعة فتجاوزت الـ168 مليار ليرة، وفيما يخص الأضرار البشرية أكد فارس وجود 37 شهيداً من عمال المؤسسة و14 عاملاً في عداد المفقودين والمخطوفين.
كما كشف فارس أنه يتم العمل على مشاريع تتسم بالطابع الحيوي وهي مجدية اقتصادياً وتخدم الإنتاج وتمنع الانكماش الاقتصادي وتفيد في دورة رأس المال وتشجيع التصدير، لافتاً إلى العمل على مشروع إنشاء المرفأ الجاف وساحة الحاويات في المدينة الصناعية بالشيخ نجار بحلب وتفريعته السككية من محطة جبرين إلى المدينة الصناعية بطول 18 كم، وقيمة 14 مليار ليرة سورية، ذاكرا أن المشروع يؤمن حاويات بحمولة إجمالية 3 ملايين طن سنوياً، مع تأمين خدمات الجمارك للتسجيل لدى الصناعيين والتجار.
ولفت فارس إلى أهمية المشروع في النقل مباشرة من المرافئ السورية إلى المدينة الصناعية وتصدير المنتجات مستقبلا من خلال السكك الحديدية، منوها بأن المشروع يوفر 45 بالمئة أجور نقل، ليصار إلى نقل المواد الأولية اللازمة للصناعة والمنتجات المصنعة والتصدير عبر المرافئ السورية. وأكد مدير عام الخطوط الحديدية أنه من المخطط البدء بتنفيذ المشروع مطلع العام القادم، علما أن الدراسة التنفيذية في مراحلها النهائية، وهي قيد الاستلام..
وبين فارس العمل على مشروع التفريعة السككية من محطة قطينة بحمص إلى مقالع حسيا بطول 17 كم لنقل الإحضارات الحصوية إلى مدن الساحل السوري كمرحلة أولى وإلى باقي المحافظات لاحقاً، ذاكرا أن تكلفة المشروع تقدر بـ16.8 مليار ليرة سورية، كما أن الدراسة التنفيذية جاهزة والبدء بالتنفيذ مطلع العام القادم، علما أن للمشروع أهمية كبيرة في نقل الرمل والبحص ذي الجودة العالية الموجودة في مقالع حسياء في حمص إلى محافظتي طرطوس واللاذقية بمعدل 2 مليون متر مكعب سنويا، واستخدام مواد الحصويات للبناء والطرق والنقل بكميات كبيرة وفترة زمنية قصيرة، الأمر الذي ينعكس على صعيد خفض الأسعار بنسبة 50%، منوها بأن المشروع هو بالتنسيق مع المؤسسة العامة للجيولوجيا.
وأوضح فارس أنه تمت المباشرة بمشروع إنشاء المرفأ الجاف في المدينة الصناعية بحسياء وساحة الحاويات وتفريعتها السككية من محطة خنيفيس الجديدة إلى المدينة الصناعية بطول 12 كم، مؤكداً أن فترة تنفيذ المشروع تصل إلى 18 شهراً، وأهميته في وجود قناة جافة لنقل المواد الأولية من المرافئ السورية إلى المدينة الصناعية بحسباء ومباشرة من البواخر إلى ساحة الحاويات، مضيفاً تم تنفيذ 65 بالمئة من المشروع على صعيد الأعمال الترابية والعبّارات للتفريعة السككية، وبقي انجاز 35 بالمئة فيما يخص ساحة الحاويات. وبالنسبة للقسم العلوي (فرش بحص- تمديد سكك- عوارض) فقد تم إبرام عقد مع شركة إنشاء الخط الحديدي بكلفة مليار ليرة سورية
ولفت فارس إلى العمل على تطوير الخط الحديدي من طرطوس إلى حمص إلى محطة مهين باتجاه مناجم الفوسفات من أجل استيعاب نقل الحمولات وخاصة الفوسفات من المناجم إلى مرفأ طرطوس من أجل التصدير، منوها بأهمية المشروع برفع الطاقة النقلية والتمريرية وزيادة الحمولات إلى المرافئ السورية، والقادمة من المرافئ إلى المدينة الصناعية بحسياء ومن مركز الإنتاج إلى الساحل، علماً أن المشروع قيد الدراسة التنفيذية وتمت الموافقة على الجدوى الاقتصادية من هيئة التخطيط والتعاون الدولي.
وذكر فارس أن عدد العاملين في المؤسسة يقدر بـ7100 عامل من أصل 12700 عامل قبل الأزمة، منوها بانخفاض 45 بالمئة من العمالة.