على ذمة الأمم المتحدة: سبع سنوات حرب جعلت سبعة ملايين شخص بحاجة إلى المساعدات
| محمود الصالح
كشف المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي ديفيد بيزلي عن وجود 7 ملايين سوري في داخل البلاد يحتاجون إلى المساعدة الغذائية في وقت لا يغطي البرنامج أكثر من حاجة أربعة ملايين منهم في 14 محافظة سورية بكلفة تصل خلال ستة الأشهر القادمة إلى 190 مليون دولار.
ووجه المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أمس نداءً يدعو فيه إلى السلام مع زيادة الأدلة على أن هناك صلة بين الصراعات والهجرة وارتفاع معدلات الجوع.
وتتزايد المخاوف من أن الصراعات تؤثر سلباً على التقدم في مكافحة الجوع، فقد اضطر عدد قياسي من الناس إلى الفرار من منازلهم جراء القتال.
وأكد قائلاً: «يوماً ما في المستقبل، سيكون اليوم العالمي للغذاء يوماً للاحتفال بعالم يعم فيه السلام ويحصل فيه كل فرد على الغذاء الكافي. وللأسف، هذا اليوم يبدو بعيد المنال، فنحن لدينا الكثير من العنف والصراعات ولهذا السبب يزداد عدد الأشخاص الذين يعانون الجوع ويحتاجون إلى المساعدة».
وبعد انخفاض مستمر لأكثر من عشر سنوات، يرتفع معدل الجوع مرة أخرى. هناك 815 مليون جائع على كوكب الأرض، من بينهم 489 مليون شخص يعيشون في البلدان المتأثرة بالصراعات، وذلك وفقاً لما تم نشره في تقرير الأمم المتحدة السنوي حول الأمن الغذائي والتغذية الصادر الشهر الماضي.
وأشار بيزلي إلى أنه على الرغم من أن معظم البلدان قد حققت تقدماً كبيراً فيما يتعلق بالحد من الجوع على مدار خمسة وعشرين عاماً الماضية، فهذا التقدم قد توقف أو تدهور في معظم البلدان المتأثرة بالصراعات. يمكن للصراعات أن تدمر الاقتصاد وتعطل الزراعة وتؤدي إلى إجبار الناس على الرحيل.
وأكد وجود علاقة بين الجوع والهجرة، حيث وجد أن الدول التي تعاني من أعلى مستوى للجوع، الذي يصاحبه صراع مسلح، تشهد أعلى معدلات الهجرة إلى الخارج. وكلما مر عام جديد من الصراع وإراقة الدماء، يفر 40 شخصاً آخرون من بين 10000 شخص من وطنهم. وأوضح أن الأشخاص غالباً ما يتنقلون عدة مرات داخل وطنهم قبل أن يعبروا الحدود ليتركوا وراءهم أرضهم وعملهم ومصدر رزقهم.
وفي سورية، تركت سبعة أعوام من الصراع سبعة ملايين سوري بحاجة إلى المساعدات الغذائية، والعديد منهم نازحون داخلياً ومحاصرون في حلقة مفرغة من الجوع والفقر.
ويساعد برنامج الأغذية العالمي نحو أربعة ملايين شخص في المحافظات السورية الأربع عشرة. وحتى يتمكن البرنامج من مواصلة تقديم مساعداته إلى هؤلاء المحتاجين، يحتاج إلى 190 مليون دولار أميركي خلال ستة الأشهر المقبلة.
وفي البلدان التي مزقتها الحرب، وتوقفت فيها الزراعة والتجارة، وانهار اقتصادها، قد تكون تكلفة طبق مغذ من الطعام أكثر من الأجر الذي يتقاضاه الفرد في اليوم. وقد قام برنامج الأغذية العالمي بإعداد قائمة حدد فيها تكلفة طبق رئيسي من الطعام لأفراد في 33 دولة نامية كحصة من متوسط دخلهم اليومي. وأضاف: نوضح أنه في جنوب السودان على سبيل المثال التكلفة قد تعادل 312 دولاراً أميركياً، وهو ما قد يدفعه مواطن من نيويورك للحصول على وجبة متواضعة- مثل طبق من الفاصولياء المطهوة في المنزل. وعندما بلغ الحصار ذروته في مدينة دير الزور، بلغت تكلفة الوجبة نفسها نحو 200 دولار أميركي تقريباً.
برنامج الأغذية العالمي هو أكبر منظمة إنسانية في العالم لمكافحة الجوع. يقوم البرنامج بتقديم المساعدات الغذائية في حالات الطوارئ ويعمل مع المجتمعات لتحسين التغذية وبناء قدرتها على الصمود، في كل عام يساعد البرنامج نحو 80 مليون شخص في نحو 80 بلداً.