الشعر هو حالة من الوحي والإلهام ربما تشبه الموت … فادي مرجان لـ«الوطن»: عملنا على صناعة أغنية سورية وصدرناها للخارج وأتوقع لها مكانة
| سارة سلامة – ت: طارق السعدوني
أعطيني بوسة، ضلي ضحكي، خايف سميكي عمري، مش عم تظبط معي، يا صمت، سكة حلب.. وغيرها الكثير من الأغاني الناجحة التي برزت مؤخراً ولكن القليل منا يعرف أن هذه الكلمات لشاعر سوري، ووسط عدم المبالاة الإعلامية له ولغيره لكن الحقيقة والأمر الذي يصعب نكرانه أو تغييبه هو أن الأغنية السورية اليوم أصبحت موجودة وبقوة ومنافسة لغيرها وأهم ما في الأمر أنها بأيدي وبصناعة سوريين.
هذا التطور وضعه شباب عملوا واجتهدوا وخرجوا بأغنية سورية وصلت وصدرت إلى خارج الحدود من خلال فريق كامل وشكلوا نقلة نوعية في التوزيع والتلحين والميكساج والكلمات والإخراج.
ومع هذا الصعود نجد الشاعر فادي مرجان المنحدر من مدينة اللاذقية يحضر كلماته لعدد من الفنانين، حيث كانت بدايته مع الأغنية الشعبية المحلية مثل: «طل الصبح»، و«طلبني على الموت» و«يا جدي»، ومن بعدها انطلق وحقق نجاحاً كبيراً في أغنية «شيلوها بعيونكم»، وكانت سفيرته إلى لبنان أغنية لأنور الأمير «شفتك بعيني»، وقدم الأغاني الوطنية التي نجحت ورددت على كل لسان مثل «بدي غازل سورية» و«صباح الخير سورية».
كلماته قريبة من نبض الشارع ومن فئة الشباب، ورغم جماليتها وبساطتها نجدها تحدث وقعاً خاصاً مثل: حبات التوت، الطلقة الروسية.
تحدث لنا عن بداية موهبتك؟
بدايتي كانت في الجامعة بالسنة الثانية ولم أكن أحلم حينها بالشعر وأستطيع القول إنني شاعر بالصدفة وإذا ما رجعنا للوراء وتذكرنا أغنية «طل الصبح» للفنان علي الديك وأغنية «هاجر» اللتين لقيتا نجاحاً كبيراً في سورية، ومن بعدها أغنية «يا جدي» من خلال فنان غير معروف يدعى رامي بدور وأنا كذلك لم أكن معروفاً وبعد هذه الأغنية انطلقت وعملت «شيلوها بعيونكم»، للفنان محمود القصير وعدة أغان على المستوى البيئي الشعبي والمحلي في مدينة اللاذقية وهنا كانت البداية.
بدأت مع المطربين الشعبيين كيف كانت انطلاقتك الفعلية مع الأسماء الكبيرة؟
كان دخولي لاستديو «بابلي تولز» وتسجيلي أول أغنية لأنور الأمير التي حققت لي نجاحاً كبيراً وأدخلتني لبنان، ومن بعدها عملت الأغاني الوطنية وألبوم ناصيف زيتون، ووفيق حبيب، وحسام جنيد، وملحم زين.
هل من الضروري أن يعيش الشاعر حالة الكلمات التي يستحضرها؟
لا يستطيع الشاعر أن يعيش كل الحالات وهناك حالات تمر على بعض الأشخاص من دون سواهم، لذلك على الشاعر أن يتقمص ويعيش حالة غيره ويترجمها إلى كلمات، ومثال على ذلك موضوع الخيانة فأنا لم أتعرض له يوماً ولكنني كتبت هوية ناصيف زيتون أغنية «يا صمت»، و«شفتك بعيني» لأنور الأمير وأعتقد أنني عبرت خلالهما أكثر من الشخص الذي عاش القصة، لذلك التخيل شيء مهم جداً عند الشاعر وأن يعيش الحالة بينه وبين نفسه ليترجمها من خلال الوحي إلى كلمات.
في أي الأوقات أو الحالات تكتب؟
الشعر هو حالة من الوحي والإلهام ربما تشبه الموت ليس لها وقت ومكان محددان، وهناك من يقول إن الكتابة تحتاج إلى طقوس خاصة ولكن بالنسبة لي لا توجد طقوس معينة بل أمارس حياتي الطبيعية وأكتب في أي مكان.
هل أنت متفرغ لكتابة الشعر؟
أنا أعمل في تربية اللاذقية وشهادتي هي دبلوم تربية ولكن عملي الأساسي والأقرب لي هو الكتابة.
ماذا تعني الشهرة اليوم لفادي؟
الشهرة مهمة وهي طموح لكل شخص يعمل في هذا المجال وفي الحقيقة بدأت بالشهرة على مستوى سورية ولبنان ولكن طموحي كبير جداً في الوصول إلى فضاء أحلم به ويحقق لي شغفي في الكتابة.
هل كان لوالدك دور ما في صقل شخصيتك الشعرية خاصة أنه دكتور في اللغة العربية؟
والدي مختص في النحو والصرف وهناك تواز بين النحو والصرف والشعر الذي أكتبه، ولا شك أن لوالدي فضلاً كبيراً خاصة أنه كان يمدّني دائماً بكتب الشعر والروايات منذ صغري الأمر الذي شكل لي حافزاً مهماً وهو دائماً يشدّ على يدي ويشجعني ويفخر بي كثيراً.
ماذا قدم فادي مرجان للأغنية السورية؟
فادي مرجان، وأنس كريم، وفضل سليمان، وحسان عيسى، ومؤيد الأطرش، وعلي حسون، وراشد الشيخ.. هذه الأسماء لها دور كبير في وصول وتصدير الأغنية السورية إلى خارج سورية حيث بدأنا نعمل أغاني ونحن أول من خرج خارج الحدود السورية وأعطى أغنية للخارج وكمثال: ألبوم ناصيف زيتون، وملحم زين في أغنية «أنت الي خسرتي» فهي من كلام ولحن وتوزيع وصوت وميكساج سوري، إذاً أصبحت لدينا صناعة أغنية سورية صدرناها للخارج وأتوقع أن من عمل هذا له دور مهم، حيث كانت أغنيتنا السورية بيئية محلية ولم نخرج بها خارج سورية وليس لدينا كلمة ولحن وتوزيع على هذا المستوى الكبير.
هل تطمح للنهوض بالأغنية السورية؟
أطمح في إيصال الأغنية السورية إلى كل أصقاع العالم وليس فقط على مستوى الوطن العربي فالأغنية السورية تشكل هويتنا كسوريين ومن حقنا أن نفخر فيها مثل أي شيء.
هل توجد منافسة كبيرة مع الأغنية اللبنانية؟
المنافسة موجودة في أي مجال وموضوع الأغاني لا يحتاج إلى وساطة فالأغنية إذا لم تحبها الناس فلا تنفع أي وساطة.
ما الأغنية التي شكلت الانطلاقة الفعلية لك؟
أغنية «شيلوها بعيونكم» للفنان محمود القصير تعتبر الانطلاقة الفعلية لي وهذه الأغنية كتبتها لأختي في ليلة زفافها وذهبت بهذه الأغنية إلى «الكورد» الشعبي وحملت شيئاً جديداً لم تعتده الناس ومن بعدها عملت سلسلة أغان على الكورد الشعبي.
ما الأسماء التي ترغب في العمل معها مستقبلاً؟
أحب العمل مع الأصوات الجميلة وحتى الفنانين الذين يملكون أصواتاً جميلة ولكنهم ليسوا نجوماً وذلك لرغبة مني في صناعة نجم، لأن النجم نجم إذا غنى أي أغنية أما المطرب الصاعد فقد نكون نحن السبب في نجاحه.
من المطرب الذي نستطيع القول إن فادي ساهم بنجاحه؟
لم أصنع أحداً ولكنني أضفت للكثير ممن عملت معهم.
كلماتك قريبة من نبض الشارع السوري ومن فئة الشباب بوجه خاص تحدث لنا عن أسلوبك؟
أفضل أسلوب السهل الممتنع ولغة الشارع والكلام القريب من الناس الذي يفهمه الدكتور والأمي أي أتوجه في أغنيتي للجميع ولا أحب أن تكون محصورة بفئة أو طبقة معينة ومن المفترض أن تكون الأغنية صادقة وقريبة من الناس لتصل إلى الجميع وأقوم بدوري في جمع كل هذه العناصر لأخرج بأغنية موجهة للجميع.
ما سرّ تطور الأغنية السورية؟
الاجتهاد الذي قمنا به نحن وغيرنا حتى صنعنا أغنية سورية.
ما مطالبكم اليوم؟
نتمنى أن تكون لدينا حقوق وأن تسلط علينا الأضواء في الإعلام ولا أعتقد أن علينا أن نقوم بوساطة كي نظهر إعلامياً ونحن نشكل مادة دسمة للإعلام وما زلنا لا نظهر كثيراً في اللقاءات رغم العروض الكثيرة التي قدمت للظهور في الإعلام اللبناني وربما أنتظر شيئاً في ما بعد ملحم زين ونجوى كرم.
هل تطمح بالانتشار عربياً والكتابة ربما باللهجة المصرية أو الخليجية؟
كتبت باللهجة البيضاء الخليجية مثل أغنية «سكة حلب» وبعض أغاني سارية السواس، على حين المصري لم أكتبه أبداً أحب أن أسمع المصري لا أن أكتبه ولا أتجرأ على الكتابة باللهجة المصرية.
من يعجبك من الكتاب اليوم؟
نزار فرنسيس أحبه كثيراً وهو مهم جداً.
تحدث لنا عن الأجر الذي تتقاضاه وهل يختلف باختلاف الفنان؟
وصلت إلى مرحلة أصبح فيها أجري معروفاً سواء كان سورياً أم لبنانياً وهذا الكم الضخم من الأغاني الناجحة يخدمني لأطلب أجراً عالياً.
وعندما أعطيت لنجوى كرم أغنية «عطيني بوسة» لم أطلب منها أجراً ولكنها أرسلت ظرفاً فيه مبلغ فوق الأجر الذي آخذه في العادة، وملحم زين كذلك وأغنية «ضلي اضحكي» حققت نجاحاً كبيراً.
ما جديد فادي مرجان؟
لدي عمل بعنوان «مابتتخيل» للفنان ناصيف زيتون و«دهب» وفيق حبيب وريم مهارات وربيع بارود ولدي عدة أعمال بالانتظار.