واجهة طرطوس البحرية.. من جديد … رئيس اللجنة نحو اقتراح حل يرضي الأطراف
| طرطوس- الوطن
نعتقد جازمين أن من يعرف واجهة مدينة طرطوس البحرية (وتحديداً الواجهة الواقعة بين مطاعم مشوار شمالاً ونهر الغمقة جنوباً) يقول بلا تردد إن واجهة طرطوس هي الأبشع والأسوأ على الإطلاق بين كل الواجهات المطلة على بحار العالم!
لقد مضى على تجميد البناء والقيام بأي تعديلات في الأبنية المشادة على واجهة طرطوس نحو الأربعين عاماً على أمل وضع مخطط تنظيمي جديد وعصري لتلك المنطقة، وبعد الانتظار الطويل من المواطنين وأبنائهم الذين كانوا أطفالاً وباتوا رجالاً صدر أول مخطط تنظيمي جديد لتلك المنطقة عام 2006، وكان مستحيل التطبيق بسبب ضخامة مساحة كل عقار يسمح بالبناء عليه ومن ثم حاجة عشرات المالكين للاتفاق فيما بينهم على دمج عقاراتهم قبل أي بناء، ونتيجة اعتراضات السكان أعيد النظر بالمخطط العام بعد ذلك حيث تم تخفيض المساحات بعض الشيء لكن من دون أن يلقى الأمر موافقة السكان، ومن ثم استمر الواقع على ما هو عليه فلا أبراج وأبنية جديدة ولا ترميمات ولا أي شيء حتى الآن ما أوصل الواجهة لوضعها الحالي!
منذ أيام تجولنا على امتداد تلك الواجهة والتقطنا عدة صور لها وتوقفنا عند أحد نماذج الأبنية القائمة عليها وتحديداً القائمة على العقار 7919 الملاصق لفندق رويال والتي تشبه بقية الأبنية في اهترائها وتخريبها وسقوط الكثير من أجزائها وزيادة أعداد السكان الذين يسكنون فيها رغم الخطر الذي يتهددهم والضيق الذي يخنقهم. يقول صاحب العقار جميل شدود خلال لقائنا: نحن أصحاب العقار رقم ٧٩١٩ نقدم شكوى لمن يهمه الأمر في بلدنا من خلال صحيفة «الوطن» بخصوص عقارنا القديم والمتصدع والآيل للسقوط بين لحظة وأخرى.. هذا العقار الذي زاره الكثير من المعنيين وشاهدوه بأم أعينهم ومنهم وزير السياحة بشر يازجي الذي زاره منذ عامين ونيف ووعدنا بإيجاد حل سريع له ولبقية عقارات الواجهة البحرية وما زلنا على الوعد منه ومن مسؤولين آخرين غيره حتى الآن!
وأضاف شدود: الوضع مزر كما تشاهدون ولا يحتمل.. والعيش صعب للغاية وخاصة في فصل الشتاء، حيث نضطر في أغلب الأحيان لوضع أواني المطبخ بين الأسرة وفي الغرف بسبب رشح المياه وتسربها من الأسقف المهترئة! ظروفنا صعبة للغاية ولسنا من ذوي الوظائف.. والغلاء فاحش لا يرحم ولا نملك القدرة حتى على ترميم ولو بسيط ولا إكساء حتى لأولادنا في ظل هذه الظروف الصعبة!
هذه القضية المؤلمة والمزمنة طرحت بقوة أمام رئيس مجلس الوزراء خلال زيارته طرطوس على رأس وفد حكومي كبير منتصف نيسان الماضي، وتم التوجيه بمعالجتها بسرعة وبناء على ذلك تم تشكيل لجنة برئاسة عضو المكتب التنفيذي لمجلس المحافظة طارق معلا وعضوية عدد من المختصين (د. وليد صيداوي نائب رئيس جامعة تشرين ونقيب مهندسي طرطوس حكمت علي ومدير خدمات طرطوس علي رستم ومدير مدينة طرطوس مظهر حسن)، مهمتها دراسة الواقع القائم مجدداً والتواصل مع الأهالي الساكنين في تلك المنطقة ومن ثم اقتراح الحل المناسب، وها قد مضى على الزيارة ستة أشهر من دون أن تنجز اللجنة عملها وتقدم مقترحاتها، وأمس اتصلنا برئيس اللجنة فأوضح لـ«الوطن» أن اللجنة مستمرة بدراسة وضع الواجهة وصولاً إلى اقتراح حل مرن يساعد الأهالي والمدينة ويحقق مصلحة الطرفين، مضيفاً: إن هذه القضية طرحت منذ أيام خلال ورشة العمل التي أقيمت في طرطوس.