عربي ودولي

القوات العراقية تستعيد آخر بلدة من الأكراد و«تكذب» بيان البيشمركة بخصوص كركوك .. معصوم: الحوار مهم لضمان وحدة وسيادة البلاد

أعلنت قيادة العمليات المشتركة في العراق أن بيان قيادة البيشمركة بخصوص إعادة انتشار القوات الاتحادية في ناحية التون كبري التابعة لمحافظة كركوك يحتوي على «مبالغات ومغالطات وأكاذيب»، في وقت أكد الرئيس العراقي فؤاد معصوم أهمية الحوار لما يحققه من تفاهم عميق وضمان وحدة وسيادة العراق.
وأعربت القيادة أمس عن استغرابها من بيان البيشمركة، مبينة أنه «بعد انتشار القوات الاتحادية في كركوك والمناطق المشتركة لفرض الأمن فيها ومن أجل إكمال كامل الوحدات الإدارية في كركوك، توجهت القوات الاتحادية إلى ناحية التون كبري، بعد مناشدات من أهاليها كونها أصبحت مرتعا للإرهابيين من حزب العمال الكردستاني التركي والمقاتلين الأكراد الإيرانيين، إضافة لتواجد البيشمركة».
وذكرت القيادة في بيان أن القوات الحكومية الملتزمة بعدم إطلاق النار تعرضت، عند اقترابها من هدفها، لقصف بمدافع هاون وصواريخ «ميلان» الألمانية التي زودت بها حكومة برلين قوات البيشمركة.
وأكدت القيادة أن القصف أسفر عن مقتل عنصرين وإصابة خمسة آخرين من القوات الاتحادية وإصابة دبابة، بالإضافة إلى تفجير جسر التون كبري على أيدي القوات الكردية، مضيفة أن القوات الحكومية تمكنت بعد ذلك من إعادة الانتشار وفرض الأمن في الناحية.
وكانت القوات العراقية استعادت الجمعة السيطرة على التون كوبري، آخر البلدات التي كانت تحت سيطرة القوات الكردية في محافظة كركوك والتي تبعد 50 كلم عن اربيل، كبرى مدن إقليم كردستان.
وقال مصدر أمني لوكالة «فرانس برس»: إن «وحدات الجيش والشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الإرهاب دخلت إلى وسط ناحية التون كوبري وسط اشتباكات لكنها تمكنت من اقتحامها ورفع العلم العراقي على مبنى الناحية».
وأعلنت قيادة العمليات المشتركة أن «قطع جهاز مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي تعيد انتشارها وتفرض الأمن والنظام في ناحية التون كبري التابعة لمحافظة كركوك، والمدينة تحت سيطرة قواتنا الاتحادية».
ورغم أن تقدم القوات لم تتخلله مواجهات تذكر، أعلنت شركة النفط العملاقة الأميركية شيفرون الجمعة تعليق عملياتها «مؤقتاً» في كردستان العراق، مشيرة إلى أنها تواصل «مراقبة الوضع» في المنطقة.
هذا ووضح القائد في قوات «البيشمركة» الكردية، اللواء رسول قادر، انسحابها أمام الجيش العراقي من كركوك بـ«عدم التكافؤ بين الطرفين»، مؤكداً أن هذه الخطوة حفظت أرواح 6 آلاف مقاتل من الأكراد.
وقال قادر في مؤتمر صحفي عقده في السليمانية: «لو لم نتخذ قرار الانسحاب لاستشهد ما لا يقل عن 6 آلاف مقاتل من البيشمركة».
هذا وأصدر رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني بياناً وصف فيه تحركات القوات العراقية بأنها «تجاوز واضح على الدستور العراقي».
وخاطب بارزاني «ضمائر شعوب العالم والرأي العام الداعم للحرية وجميع المثقفين في كل العالم، أن يساندوا شعب كردستان وأن يقفوا أمام محاولات الإبادة الجماعية التي تهدد بها الحكومة العراقية شعبنا، وأن يمنعوا حدوث كارثة جديدة ضد شعب كردستان وأن يضغطوا على حكوماتهم ومراكز القرار ليتدخلوا ضد هذا الظلم».
وكانت أطراف سياسية في إقليم كردستان العراق دعت إلى تشكيل حكومة مؤقتة لإدارة المرحلة الراهنة.
يأتي ذلك بعد أن كانت حكومة الإقليم قد رحبت بدعوة بغداد لإجراء المفاوضات لحل المشكلات العالقة، وذلك بعد الهزائم التي لحقت بقوات البيشمركة في مدينة كركوك.
وفي سياق متصل أكد الرئيس العراقي فؤاد معصوم أهمية الحوار لما يحققه من تفاهم عميق وضمان وحدة وسيادة العراق.
وذكر موقع «السومرية نيوز» أن معصوم شدد في كلمة له في بغداد على ضرورة الوصول إلى تفاهمات حقيقية على أساس الالتزام التام بالدستور الذي هو الضمان الفعلي الوحيد للتوصل إلى حلول ملموسة وعاجلة تكفل تجاوز الأزمة في العراق «والتوجه للعمل معاً على تحقيق الأهداف المشتركة مهما كانت شدة الاختلاف في وجهات النظر والمواقف».
من جانبه حذر رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري من أن العراق يمر بـ«مفصل حرج» يتطلب من النخبة السياسية جهداً للحوار والتفاهم مشيراً إلى أن العراقيين استطاعوا التأسيس لثقافة الوحدة.
من جهة أخرى قضى سلاح الجو العراقي على عشرات الإرهابيين خلال تدميره معسكراً في صحراء الرطبة غرب محافظة الأنبار.
ونقل موقع «السومرية نيوز» عن قائد عمليات الأنبار اللواء الركن محمود الفلاحي قوله: إن «سلاح الجو العراقي قصف معسكراً لتنظيم داعش الإرهابي ما أدى إلى مقتل عشرات الإرهابيين وتدمير 11 سيارة وأسلحة وعتاد كان بحوزتهم في صحراء الرطبة غرب الأنبار».
من جهة أخرى أعلنت قيادة شرطة محافظة ديالى عن تنفيذ عملية أمنية واسعة شمال شرق المحافظة شملت المنطقة الممتدة من جسر جلولاء إلى مفرق باهيزة وعدداً من المناطق المحيطة بها بهدف منع وجود عناصر داعش في هذه المناطق.
وكالات

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن