سورية

«التنسيق» و«التغيير والتحرير» تقاطعان وكريدي لـ«الوطن»: التدخلات الإقليمية والدولية تؤثر في اصطفافات المعارضة…قوى من المعارضة وأحزاب مرخصة تتشاور لإطلاق

«نداء عاجل لإعداد طاولة حوار سياسياً لإنقاذ سورية»

بحثت أطياف من قوى المعارضة والأحزاب المرخصة أمس خلال لقاء تشاوري في دمشق ضرورة إطلاق «نداء عاجل» لفرض طاولة حوار سياسي على الأطراف السورية».
وطرحت «هيئة العمل الوطني الديمقراطي» المعارضة على عدة قوى وأحزاب «النداء العاجل» لفرض طاولة حوار سياسي على قوى معارضة وأحزاب مرخصة، معتبرة أن الاتفاق في فيينا حول النووي الإيراني يمكن أن يكون مؤشراً مهماً إلى إمكانية إنجاز تسويات سياسية كبرى عبر طاولة الحوار.
وأيدت عدة قوى وأحزاب «النداء» على أن تتواصل اللقاءات الثنائية والثلاثية بين القوى والأحزاب من أجل مناقشته في الأيام القليلة القادمة لإعلان الموافقة عليه بعد إجراء بعض التعديلات.
وغاب عن «اللقاء التشاوري» عدة قوى سياسية معارضة أبرزها «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي المعارضة» و«جبهة التغيير والتحرير».
وفي تصريح لـ«الوطن»، قال رئيس «هيئة العمل» محمود مرعي: إنه «تمت دعوة القوى السياسية كافة في سورية من أجل فتح طاولة حوار نداء للحكومة السورية لفتح هذه الطاولة لبى الدعوة العديد من القوى السياسية والشخصيات الوطنية منهم حزب الشعب وحزب الشباب ومنبر النداء الوطني وأحزاب وشخصيات أخرى»، مضيفاً: «نحن سوف نستمر في هذا الطلب وسوف نحضر ونعد للتواصل مع المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا والسفارات المعتمدة في دمشق والخارجية السورية من أجل تفعيل الدعوة نحو فتح دعوة للحوار السوري السوري لأننا نعتقد بأن لا حل للأزمة السورية إلا بالحوار السوري السوري».
وعن إذا ما كان يختلف الحوار الذي دعت إليه الهيئة عن لقاءي موسكو، قال مرعي: «نحن نطرح طاولة حوار في دمشق أو في غير دمشق، المهم أن يستمر الحوار سواء كان في موسكو أم في دمشق لأن الأزمة السورية أصبحت أزمة معقدة والوضع الإنساني والاقتصادي للشعب السوري مزرياً»، مضيفاً: «لذلك نعمل بكل ما أوتينا من قوة من أجل وقف الحرب ووقف الاقتتال والتدمير والعودة إلى البناء وإعادة البناء، لأن سورية يجب أن تحظى بالسلام والمحبة والعيش المشترك وهذا الشيء نفتقده في الوضع الراهن في سورية، سورية بحاجة إلى جهد الجميع سواء حكومة كانت أم معارضة».
وأشار مرعي إلى أن العمل «دعت الجميع ومرحب بالجميع، والبيان مدعو الجميع للتوقيع عليه من دون استثناء حتى من هم خارج البلاد»، لافتاً إلى أن «هناك قوى سياسية من خارج سورية تتواصل معنا للتوقيع عليه».
ولفت إلى أنه «ليس ضد جلوس حاملي السلاح على طاولة الحوار إذا كانوا يريدون الحل السياسي لأنه من خلال الحل السياسي يجب أن يتركوا السلاح».
وعما يخص غياب «هيئة التنسيق» و«جبهة التغيير والتحرير»، قالت أمين سر الهيئة ميس كريدي: «نتمنى حضور الجميع ونسعى إلى حضور الجميع لكن يبدو أن التدخلات الإقليمية والدولية تؤثر كثيراً في اصطفافات المعارضة ونتمنى أن تكون دائماً البوصلة في الداخل، وأعتقد أنه بعد أن تكثر الضربات التي ستتلقاها المعارضة من كل قوى الخارج التي تسعى إلى مصالحها مهما كانت هذه القوى وأياً كانت فإنه سوف سيكون بالنهاية العود إلى الألم السوري والتجاوب مع الداخل السوري».
وأضافت: «أعتقد أنه في نهاية الاصطفافات وبعد كل هذا ستكون اصطفافات وطنية على أرضية البقاء والوجود وستزول كثير من الخلافات السياسية بفعل تطور الواقع وتطور الحرب في سورية وسيجتمع الراغبون في الحياة بمواجهة الباحثين عن الموت وإنتاج تجارة الموت».
وأشارت إلى أنه «كنا نأمل أن تتجاوب الحكومة السورية مع آلام الشعب السوري لكن للأسف هناك دائماً توجيهات أمنية تؤثر في مسار عمل المعارضة وتؤثر في اجتماعات المعارضة سواء بدفع بعض الأشخاص أم بسحب بعض الأشخاص أم بمحاولة الشوشرة على بعض القضايا وبعض اللقاءات».
وأضافت كريدي: «نحن اليوم لم نعد قطعيين بمعنى أننا لا نتعاون إلا مع من يشبهنا ومن يمثلنا لأنه سقطت نظرية الإيديولوجيات الموحدة، نحن اليوم نتعامل اليوم مع من يشاركنا الألم ومن ثم أصبحنا مرنين كفاية بما لا يخول الحكومة السورية إلا أن تتعاطى معنا بإيجابية وربما في القريب العاجل سنطلب منهم لقاء علنياً مع الخارجية السورية وفي داخل سورية حتى نحصل على اعتراف حقيقي بالمعارضة ويتوقف التعاطي معنا كأفراد لا قيمة لنا والدفع بنا ضمن ألاعيب أمنية لا تنتج وطنية».
وكانت «هيئة العمل» قد وجهت الدعوة لكل من «هيئة التنسيق» و«جبهة التغيير والتحرير» وائتلاف طريق التغيير السلمي، منبر النداء الوطني، حزب الشباب الوطني للعدالة والتنمية، حزب الشباب الوطني السوري، حزب الشعب، حزب التنمية، الحزب الشيوعي الموحد، حزب سورية الوطن، حزب التضامن، حزب التضامن العربي الديمقراطي، حركة البناء الوطني، لجنة متابعة الحوار، الكتلة الوطنية، ائتلاف قوى التكتل الوطني الديمقراطي، الحزب الديمقراطي السوري، حركة مجد سورية، حركة شمرا، التيار الثالث من أجل سورية، مجلس الحكماء.
وتمنت العمل حينها على الجميع «إعلاء المصلحة الوطنية وتلبية الدعوة لأن هذه الدعوة ملك للقوى كافة التي ستصنع النداء من أجل مصلحة سورية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن