سورية

رأت أن إيران سترفض فك ارتباطها بسورية بعد توقيع الاتفاق النووي فيما لو طلب منها ذلك وسورية غير قلقة…شعبان: نحن أمام لحظة فارقة في الإقليم والعالم والتغيرات تصب في خدمة الأمن وعدم التوجه للإرهاب

أكدت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان، ترحيب سورية بـ«استدارة الغرب» وإدراكه أن خطر الإرهاب بات يهدد كل دول العالم، وأن سياساته في المنطقة وصلت إلى طريق مسدود، لافتة إلى أنه ولذلك توجه نحو الحوار في المنطقة الذي أثمر توقيع الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد، ومعتبرة أن إيران سترفض فك ارتباطها بسورية بعد توقيع الاتفاق النووي فيما لو طلب منها ذلك وأن سورية غير قلقة، ورأت أن صمود الشعب السوري سينتصر كما انتصر صمود الشعب الإيراني، وأنه «لو لم تصمد سورية لكانت صورة الإقليم والعالم مختلفة».
وفي لقاء مع قناة «الميادين» بث مساء أمس، اعتبرت شعبان أن توقيع الاتفاق النووي سيخدم الإقليم والعالم لأنه توجه إلى الحوار بعيداً عن العقوبات والتهديد والحروب، ويعبر عن اعتراف العالم الغربي بحق إيران في امتلاك برنامج نووي سلمي، مؤكدةً أنه جاء نتيجة صمود الشعب الإيراني وقدرته على الدخول مع الغرب في حوار.

وعن أثر الاتفاق على الحل في سورية، وهل من الممكن أن تلعب إيران دور صلة وصل وجسر بين سورية والغرب، اعتبرت شعبان أن الاتفاق سوف يفرض صيغاً وماهية جديدة مختلفة وأكثر إيجابية، موضحةً أنه وحتى قبل الاتفاق كانت إيران صلة بين سورية والغرب، ولكن المشكلة بحد ذاتها في نية ورغبة الغرب، «فهم تواصلوا معنا سابقاً، الحديث حول سورية مع الغرب والشرق هو حاصل وموجود.. ولكن بأي صيغة، المهم هو النية والرغبة، وأن يكون هذا التواصل في المصلحة الوطنية السورية». واعتبرت أن رفض إيران الربط بين ملفات المنطقة وملفها النووي خلال المفاوضات، كان رفضاً مبدئياً وكريماً من إيران لأنها لم تقبل مبدأ المساومة بين ملفها وملفات المنطقة.
وحول الحديث عن إمكانية الطلب من إيران فك ارتباطها بسورية بعد توقيع الاتفاق، لم تستبعد شعبان أن يطلب أو أن يكون قد طلب فعلاً من إيران أمر كهذا، لكنها أكدت عدم وجد قلق سوري حيال ذلك «لأن إيران حكماً سترفض، كما رفضنا نحن سابقاً»، مضيفة: «المشكلة أن الغرب ينظر إلينا نظرة دونية.. وهنا أقول: سورية وإيران نضجتا ولن ترضخا للغرب».
واعتبرت، أنه بالمحصلة نحن أمام لحظة فارقة في الإقليم والعالم فالتغيرات تصب في خدمة الأمن وعدم التوجه للإرهاب، مبينةً أنه «لا يوجد مشكلة سورية فقط بل هناك مشكلة إقليم.. وحتى العلاقات الروسية الأميركية مرت بأزمات وهي اليوم تشهد انفراجاً.. لذلك هناك البحث عن أساليب جديدة.. كل هذه مؤشرات بأن العالم بدأ يدرك أن هناك خطراً على العالم أجمع وأنه يجب التعامل لمواجهة هذا الخطر، والسؤال: لو لم تصمد سورية هل كان وجه المنطقة سيبقى كما هو؟».
وعن المبادرة التي أطلقها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل أسابيع قليلة لإقامة تحالف دولي يضم إلى سورية كلاً من السعودية وتركيا وقطر إضافة إلى روسيا وأميركا وغيرها، كشفت شعبان أن لقاء الوفد السوري الذي زار موسكو حينها مع الرئيس بوتين لم يكن مبرمجاً أو مخططاً مسبقاً، لذلك أدرك الوفد أن «لدى الرئيس بوتين ما يقوله.. ولذلك نحن نعرف عن المبادرة كما ظهر بالإعلام للعالم أجمع».
وأضافت: «حين طرحت روسيا هذا الموضوع كان هذا الموضوع مفاجئاً بالنسبة لنا، ولذلك السيد وزير الخارجية (وليد المعلم) قال: إن دولاً كتركيا والسعودية وقطر هي التي دعمت الإرهاب.. ولكن روسيا بلد المعجزات فإذا كانت قادرة فنحن نرحب».
وأوضحت «أن بوتين لن يطرح مبادرة دون أن يكون لديه معطيات.. والإيحاءات في السياسة تكفي»، واستنتجت بناءً على هذه المبادرة وبـ«التحليل» حسب قولها، أن هناك مراجعة أميركية لجدوى التحالف الدولي الذي تقوده لمحاربة داعش والذي لم يحقق شيئاً، «ولذلك مجرد طرح بوتين لهذا الموضع ربما يعني أن هناك تفاهماً روسياً أميركياً بتغيير توجه هذا التحالف، واستدارة وتنبهاً لكلام روسيا بأنه يجب أن يشمل الجميع في الإقليم والعالم.. فهي مقاربة من السياسة الغربية للسياسة الروسية».
وحول الحديث عن جنيف 3 جددت شعبان التأكيد على موقف سورية واستعدادها الدائم للحل، مؤكدةً أن الشرط الوحيد هو مكافحة الإرهاب وأن توقف الدول دعمها للإرهاب، وأن تتعاون مع سورية لمواجهته باعتباره إرهاباً عابراً للحدود، «أما بقية الأمور والإصلاحات السياسية فهي خيار الشعب السوري ونحن أكدنا ذلك منذ اليوم الأول».
ولفتت إلى أنه ليس فقط هناك معارضات بل أيضاً يوجد الشعب السوري ولديه آراء، لذلك «لا يجب حصره فقط في خانة مؤيد أو معارض.. لذلك نحن نرفض هذه التقسيمات والتفريق.. وأن كل من هو مع سورية فليكن كما يشاء».
وحول الحديث عن مساعي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إقامة ما يسمى مناطق عازلة أو حتى الحديث عن تعامل البعض بالعملية التركية شمال سورية، أكدت شعبان أن أردوغان أخفق في مساعيه لإقامة هذا المشروع رغم أنه بذل أقصى جهده لكي يحصل على موافقة أميركية وغربية لذلك.
ورداً على سؤال حول مواقف الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، أكدت شعبان أن سورية لم يعنها كثيراً ما قاله العربي لأن مواقفه خلال الأزمة في سورية كانت متذبذبة ومتغيرة، مؤكدة أن «ما يعنينا أن الجامعة كانت رأس حربة للتوجه ضد سورية»، وبالتالي «سورية تريد أن تعود لجامعة تكون عربية فعلاً ويكون لها رأي وأن تكون فاعلة».
وأخيراً وجهت شعبان رسالة علنية بالترحم على أرواح شهداء سورية من المدنيين والجيش العربي السوري، مؤكدةً أن جميع الرسائل والتحولات في المواقف الدولية تجاه سورية «أتت بعد صمود الشعب السوري وأن هذا الصمود لابد أن ينتصر».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن