عربي ودولي

بغداد تؤكد «وطنية» عناصر الحشد الشعبي وتحشد قواتها قرب أنابيب نفط كردية … تأكيد مصري أردني روسي على وحدة العراق وتغليب الحوار على الخلافات

تتجه المواقف العربية والدولية بشأن الأزمة التي حصلت مؤخرا بين بغداد وأربيل إلى تقريب وجهات النظر بين الطرفين والدعوة إلى الحوار القائم على خلفية استفتاء الاستقلال التي قامت به سلطات إقليم كردستان العراق، وكذلك دعم العراق في حربه ضد الإرهاب، في وقت أكدت بغداد أن صفوف هيئة الحشد الشعبي «هم عراقيون وطنيون قدّموا التضحيات الجسام للدفاع عن بلادهم وعن الشعب العراقي» في رد على تصريحات وزير الخارجية الأميركي الذي اعتبرهم «مقاتلين أجانب».
حيث أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي موقف بلاده الداعم بشكل كامل لوحدة العراق وسلامته الإقليمية ووقوف مصر بجانب العراق في جهود استعادة الأمن والاستقرار على كامل أراضيه.
وجاء في بيان للمتحدث باسم رئاسة الجمهورية المصرية السفير علاء يوسف أمس «إن الرئيس السيسي نوه خلال استقباله (الاثنين) بقصر الاتحادية رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بالانتصارات المتتالية التي حققتها القوات العراقية في حربها ضد تنظيم داعش ونجاحها في تقويض التنظيم الإرهابي.
بدوره دعا الملك الأردني عبد اللـه الثاني أمس العراقيين إلى «تغليب لغة الحوار»، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن «المنطقة لا تحتمل أي نزاع جديد يكون المستفيد الوحيد منه العصابات الإرهابية»، وذلك خلال استقبال زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر، وفقاً لبيان للديوان الملكي.
في سياق متصل أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو لم تلاحظ أي حرب بين الحكومة الاتحادية في العراق وإقليم كردستان، ولا تسعى إلى فرض أي حلول عليهما لتسوية الخلافات القائمة.
وذكر لافروف، أمس أثناء مؤتمر صحفي مع نظيره العراقي إبراهيم الجعفري في موسكو، أن الطرف الروسي على اتصال مستمر مع جميع التيارات السياسية في الإقليم الكردي، ويوجه إليها إشارات بضرورة إيجاد حلول ترضي جميع الأطراف في البلاد.
وقال عميد الدبلوماسية الروسية إن موسكو تفهم تطلعات الشعب الكردي إلى توطيد هويته الوطنية، مشدداً على ضرورة أن تتحقق هذه التطلعات عبر الحوار مع بغداد حصراً، مع الأخذ بالحسبان الأهمية البالغة التي تحظى بها المسألة الكردية في المنطقة، وذلك تفادياً لظهور بؤرة توتر جديدة في الشرق الأوسط.
وأشار لافروف إلى أن بغداد لا تهمّش الأكراد ولا تجرمهم ولا تحظر لغتهم وثقافتهم ولا تدمر آثارهم، بل بالعكس تدمجهم في مؤسسات الحكم وتعترف بحقوقهم الخاصة ضمن الدولة العراقية.
هذا وكشف وزير الخارجية الروسي تضليل تقارير إعلامية تفيد بأن الحكومة العراقية طلبت من موسكو إغلاق قنصليتها لدى عاصمة إقليم كردستان العراق في مدينة أربيل.
من جهة أخرى أعرب مصدر مقرب من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، عن استغرابه من التصريحات المنسوبة لوزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون حول الحشد الشعبي.
وبيّن المصدر أن المقاتلين في صفوف هيئة الحشد الشعبي «هم عراقيون وطنيون قدّموا التضحيات الجسام للدفاع عن بلادهم وعن الشعب العراقي»، مضيفاً إنهم «يخضعون للقيادة العراقية»، بحسب بيان المكتب الإعلامي للعبادي.
وقال المصدر: إنه «لا يحق لأي جهة التدخل في الشأن العراقي وتقرير ما ينبغي على العراقيين فعله».
وكان وزير الخارجية الأميركي، قال إن الوقت حان كي تعود الفصائل المدعومة من إيران إلى «ديارها»، وكذلك مستشاروها الإيرانيون، بعد أن ساعدوا العراق على هزيمة تنظيم داعش الإرهابي.
كما انتقد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف تيلرسون قائلاً: «إلى أي بلد يعود العراقيون الذين نهضوا للدفاع عن أنفسهم لمواجهة جماعة داعش».
وعلى الصعيد العسكري قالت مصادر أمنية، أمس إن العراق يقوم بحشد قواته العسكرية بالقرب من خط أنابيب كردي لتصدير النفط.
وقالت المصادر: إن الجيش العراقي ينشر قوات ومدافع بالقرب من منطقة يسيطر عليها الأكراد بشمال العراق، حيث يمر خط أنابيب يستخدمه إقليم كردستان لتصدير النفط.
في المقابل طالبت سلطات إقليم كردستان العراق الحكومة العراقية بسحب قواتها من حدود الإقليم، واصفة حشد هذه القوات بـ«العدوان العسكري».
وجاء في بيان صدر عن مجلس أمن إقليم كردستان: «لا توجد أي مؤشرات على إنهاء العراق للعملية العسكرية»، لافتاً إلى أن «هذه التحركات العسكرية تأتي عقب الهجوم على مدينة كركوك، وناحية بردي».
وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن