روسيا وسورية تستعدان لعقد مؤتمر حوار وطني شامل في حميميم … موسكو لدي ميستورا: لا جنيف قبل تشكيل وفد واحد للمعارضات
| الوطن – وكالات
أكد مصدر دبلوماسي عربي في العاصمة الروسية موسكو لـ«الوطن» أن الخارجية الروسية، أبلغت المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا عدم التسرع في الدعوة إلى جولة جديدة من جنيف ما لم تشكل المعارضات وفداً واحداً وتتفق في ما بينها لإنجاح الحوار.
وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن دي ميستورا يستعجل عقد جولة جنيف التي أعلن أنها ستكون في شهر تشرين الثاني القادم، إلا أن موسكو نصحته بالتريث إلى أن تنجز الرياض مهمتها وتوحد المعارضات بوفد واحد، وما لم يحصل ذلك، فمن الصعب التوجه نحو جولة جديدة لا جدوى منها.
وشرح المصدر الموقف الروسي الضاغط على دي ميستورا، بأنه رسالة ضمنية للسعودية بضرورة استعجال المعارضات لاتخاذ موقف واحد، يمهد لحوار مباشر بين وفد الحكومة السورية ووفد واحد من المعارضات، مبني على أسس واضحة ودون شروط مسبقة.
وتوقع المصدر أن يتم استبعاد كل العناصر المتطرفة في المنصات المختلفة وتحديداً داخل وفد «منصة الرياض» ووفد «الائتلاف المعارض»، للوصول إلى وفد براغماتي يؤمن بأن الحوار والحل السياسي هو السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في سورية، علماً أن مؤتمر «الرياض ٢» وفي حال عقد، ليس بالضرورة أن يكون حكراً على المنصات الثلاث: موسكو والرياض والقاهرة.
وبخصوص تحضيرات إقامة حوار في اللاذقية في مركز حميميم للمصالحة أكد المصدر أن موسكو وبالتشاور مع دمشق تستعد فعلاً لإقامة حوار وطني شامل في اللاذقية كخطوة أولى، على أن ينتقل الحوار لاحقاً إلى دمشق ويضم مختلف مكونات الشعب السوري ويتطابق مع ما نص عليه القرار ٢٢٥٤ من حيث التمثيل الشامل للسوريين، لكن هذا الحوار، وفقاً للمصدر، مرهون بشكل أو بآخر بنجاح الرياض في تشكيل وفد واحد والذهاب به إلى جنيف أو مزيد من المماطلة وإضاعة الوقت.
وأضاف المصدر: في حال حسمت الرياض قرارها وشكلت الوفد الواحد، فقد لا يكون لمؤتمر اللاذقية ذاك الرونق المحتمل، وقد يقتصر على محادثات مع المكون الكردي وعدد من المسؤولين السوريين وممثلين عن مكونات الشعب كافة، أما في حال استمر التعنت السعودي، فمن الممكن أن يكون حوار اللاذقية مقدمة لحوار وطني شامل يقام في دمشق، وموسكو حصلت على ضمانات وقدمت ضمانات لعدد كبير من المعارضين لحضور هذا الحوار والمشاركة فيه بشكل فعال.
وختم المصدر بالقول: إن الكرة الآن في ملعب السعودية ومن يساندها من دول غربية وعربية، فإما جنيف بوفد واحد ومن دون شروط مسبقة ومن أجل حوار مباشر، وإما اللاذقية ومن ثم دمشق بمشاركة عدد كبير من المعارضات التي ستنشق عن «منصة الرياض» وحلفائها.
تصريحات المصدر الدبلوماسي العربي لـ«الوطن» بخصوص توحيد المعارضة تزامنت، مع تصريحات خرجت عن مستشار الهيئة العليا للمفاوضات يحيى العريضي، في حديث لوكالة «إنترفاكس» الروسية، شكك فيها بجدوى ضم وفدين من منصتي موسكو والقاهرة إلى وفد واحد سيمثل المعارضة في مفاوضات جنيف، وقال العريضي: إن موعد إجراء مشاورات في الرياض حول تشكيلة الوفد لا يزال قيد المناقشة.
التطورات بخصوص ما يجري ترتيبه في روسيا حول فتح مسارات تفاوضية جديدة، جاء مع إعلان وزير خارجية كازاخستان خيرات عبد الرحمانوف، أمس، أنه لا يستبعد مشاركة وفود جديدة في اجتماع «أستانا 7» حول سورية المقرر عقده أواخر الشهر الجاري، وقال: «لقد تم إرسال الدعوات للمشاركين في الاجتماع القادم».
إلى ذلك نشرت وكالة «رويترز» أمس صوراً تظهر شاحنات تحمل مساعدات إنسانية تستعد للدخول إلى سورية من الأردن عبر معبر نصيب، دون نشر أي تفاصيل عن آلية دخول هذه المساعدات عبر المعبر المغلق منذ سنوات.