أردوغان يعلن تحقيق عملية إدلب نتائجها.. و«النصرة» لا تزال قائمة!
| الوطن – وكالات
اتخذت العملية التركية في إدلب أمس منعطفاً جديداً عندما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنها اكتملت إلى حد بعيد فاتحاً الباب أمام بازار جديد مع شريكتي بلاده في مسار أستانا على مصير مدينة عفرين ومنطقتها حيث تسيطر ميليشيا «وحدات حماية الشعب» الكردية.
وربما أراد الرئيس التركي من إعلانه قرب انتهاء عملية بلاده في إدلب قبل بدء عملية فصل المسلحين «المعتدلين» عن «النصرة»، الضغط على شركائه من أجل تناول المسألة في عفرين بجدية، الأمر الذي يشير إلى أن تركيا تريد إبقاء «النصرة» كورقة مقابل ورقة «حماية الشعب».
وكانت قوات من الجيش التركي قد انتشرت في مناطق من ريفي إدلب وحلب، مطلة على عفرين، في أولى مراحل تنفيذ اتفاق «تخفيف التوتر» في محافظة إدلب، الذي توصل إليه خبراء من روسيا، إيران وتركيا، إبان الجولة السادسة من عملية أستانا في الخريف الماضي. وعقب إنشاء الأتراك نقاط رقابة لهم في مواقع إستراتيجية وحساسة في محاور ريف حلب الغربي وريف إدلب الشرقي، دخلت قوات مراقبة من وحدات الشرطة العسكرية الروسية إلى منطقة تل رفعت بريف حلب الغربي وانتشرت على خطوط الجبهة بين ميليشيا «حماية الشعب» من جهة، والميليشيات المدعومة من الجيش التركي، من جهة أخرى.
وأول من أمس تسربت أنباء عن مفاوضات ما بين الأتراك والروس حول مصير عفرين وتل رفعت، في حين تبادلت مجموعات قريبة من تركيا وأخرى من «حماية الشعب» التهديدات باجتياح المناطق التي تسيطر عليها الأخرى.
وفي الربيع الماضي، انتشرت قوات مراقبة من الشرطة العسكرية الروسية في محيط عفرين من أجل تهدئة التوتر بين القوات التركية و«حماية الشعب» الكردية.
وقال الرئيس التركي: إن العملية العسكرية التي تجريها قوات بلاده بمحافظة إدلب، حققت نتائجها إلى حد كبير، وأن أمام تركيا الآن موضوع مدينة عفرين.
وأكد أردوغان في كلمة ألقاها، خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزبه «العدالة والتنمية»، في مجلس الأمة التركي (البرلمان) أن تركيا لا يمكنها تقديم أي تنازلات أمام التطورات التي تشهدها المنطقة. وشدّد على أن أنقرة عازمة على التصدي لجميع التهديدات التي تتعرض لها في المنطقة، مكرراً تهديده الذي أطلقه قبل ستة أشهر لـ»وحدات حماية الشعب» بالقول: «قد نأتيهم أو نقصفهم بغتة ذات ليلة».
وقبل ستة أشهر، أمر أردوغان طائرات الجيش التركي بتنفيذ غارات على الموقع الرئيس لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية في جبل قراهتشوك بمحافظة الحسكة، ومواقع حزب العمال الكردستاني في جبل قنديل بكردستان العراق.
كما صعد الجيش التركي في ذلك الوقت من استهداف مواقع حماية الشعب على طول الحدود السورية التركية، وبشكل خاص في تل أبيض، منبج، وتل رفعت وعفرين، ما دفع كل من الولايات المتحدة وروسيا إلى نشر قوات مراقبة عسكرية للفصل بين الأتراك وعناصر «حماية الشعب».
أرادت تركيا عبر الاستهداف المتكرر لـ«وحدات حماية الشعب» في الربيع الماضي، التأثير على الحسابات الأميركية للمعركة من أجل الرقة، والتي أطلقتها واشنطن بالاعتماد على «الوحدات» من دون أن تأخذ اعتراضات أنقرة بعين الاعتبار، وهي التي تعتبر هذه الميليشيا بمثابة الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا.
واعتبر أردوغان أن حقد بعض الأطراف المناهضة لتركيا، يزداد كلما قطعت الأخيرة شوطًا في الحرب ضد التنظيمات الإرهابية أو حل الأزمات في المنطقة.
وعلى ما يبدو أن مصير عفرين سيتم تقريره في اجتماع أستانا المقبل.
وكان المفاوضون الأتراك قد قبلوا خلال جولات أستانا، بتأجيل البت في مصير سيطرة «وحدات حماية الشعب» على عفرين وتل رفعت، وباتوا الآن يضعون موضوعهما على رأس جدول الأعمال.