سورية

الأولوية لحل المشاكل الإنسانية في البلاد … شويغو: سورية بحاجة ماسة للسلع واستعادة البنية التحتية الحيوية

| وكالات

عمل وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أمس على حشد دول رابطة دول جنوب شرق آسيا «آسيان» وراء مشروعه للتعامل مع حاجات سورية الراهنة وأبرزها تأمين السلع الغذائية واستعادة البنية التحتية.
وفي معرض كلمته أمام نظرائه وزراء دفاع «آسيان» وشركاء الحوار قدم شويغو جردة حساب بنتائج عملية بلاده في سورية، وأبرزها.
وقال: «قبل انطلاق عملية القوات الجوية -الفضائية الروسية، كان مسلحو تنظيم داعش يهيمنون على أكثر من 70 بالمئة من أراضي سورية»، لكنه أوضح أن التنظيم لم يعد يسيطر على أكثر من 5 بالمئة من مساحة الأراضي السورية.
وأكد أن القوات الجوية الروسية قضت على 948 معسكراً للتدريب، و666 مصنعاً وورشة لإنتاج الذخيرة، و1500 آلية وعربة عسكرية تابعة للإرهابيين خلال العامين الماضيين.
واستطرد مبيناً، أن الجيش العربي السوري تمكن من استعادة نحو 1000 مدينة وقرية من يد مسلحي داعش، لتبلغ مساحة المنطقة المحررة من شرور التنظيم 53,223 كيلومتراً مربعاً، كما أشار إلى تصفية القسم الأكبر من هؤلاء المسلحين، حيث بدأت بوادر السلام تلوح في البلاد.
ولم يفت الوزير الروسي أن يشير إلى تهدئة الأزمة الإنسانية في سورية ما سمح بعودة عدد كبير من السوريين إلى منازلهم، وقال: «منذ بداية عمليات القوات الجوية الفضائية الروسية، عام 2015، عاد 1,12 مليون شخص من السوريين إلى منازلهم، منهم 660 ألفاً رجعوا في العام الجاري».
وكشف وزير الدفاع الروسي، أن تمويل داعش من بيع النفط السوري تم وقفه بعد استعادة الآبار التي كانوا يستغلونها، ودرت عليهم في عام 2015 نحو 3 مليارات دولار.
وقال: «تم تدمير أكثر من 200 موقع لاستخراج النفط والغاز، و184 مصفاة لتكرير النفط، و126 محطة ضخ للوقود، وأربعة آلاف صهريج لنقل الوقود» في غضون عامين، بفضل الطيران وقوات الفضاء الروسية.
وأشار إلى أنه نتيجة لعمل مركز المصالحة الروسي بين الأطراف المتحاربة، انضمت 2500 قرية وبلدة ومدينة في جميع أنحاء البلاد إلى عملية المصالحة.
وأشار إلى أنه بفضل الاتفاقات التي تم التوصل إليها في أستانا، هناك الآن أربع مناطق لـ»تخفيف التوتر» في سورية، في إشارة إلى كل من ريف حمص الشمالي، إدلب، غوطة دمشق الشرقية، وأخيراً جنوب سورية.
ودعا شويغو دول آسيان إلى التعاون في مكافحة الإرهاب، والانضمام إلى بعثة إنسانية لإعادة الإعمار في سورية. وتابع قائلاً: إننا «نولي اهتماماً خاصاً لحل المشاكل الإنسانية في سورية، ومن جانبنا نحن على استعداد لتقديم أي مساعدة»، وشرح ما قدمته بلاده في هذا المجال مبيناً أنها فعلت الكثير لـ«تحييد الألغام والمتفجرات» لافتاً إلى أن الخبراء الروس «طهروا الأراضي المحررة من أكثر من 96 ألف لغم وعبوة متفجرة، ودربوا 621 مهندس متفجرات من السوريين باشروا عملهم في تطهير الأراضي».
وختم حديثه بالتأكيد على أن سورية «بحاجة ماسة اليوم إلى المساعدات الإنسانية: السلع الغذائية والضروريات اليومية، والطب، وكذلك استعادة البنية التحتية الحيوية، وإزالة الألغام».
جدول الأعمال الذي وضعه شويغو يؤكد حقيقة أن الروس بلوروا مساراً جديداً للتسوية في سورية، بالتوازي مع مساري جنيف وأستانا، يقوم على التعافي والنهوض بسورية وإعادة تفعيل الحياة فيها.
وزار المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا العاصمة الروسية قبل نحو أسبوع حيث التقى كلاً من وزيري الدفاع والخارجية سيرغي لافروف.
وبدا الروس حريصين في لقاءاتهم مع دي ميستورا على إطلاق تعاون وثيق ما بين كافة الأطراف المشاركة في التسوية السورية ضمن إطار عمليتي أستانا وجنيف. وشدد شويغو على ضرورة «أن يجري كل هذا العمل في ظل تنسيق وثيق ووفاق كامل مع كل المؤسسات المشاركة، وفي المقام الأول، بالطبع، مع منظمة الأمم المتحدة، ومع زملائكم الذي يمارسون الشؤون الإنسانية، ويعملون على تطبيق القرار الأممي الذي يتضمن الخطوات المقبلة لتسوية الوضع في سورية».
وسبق لشويغو، أن صرح بأن عملية مكافحة الإرهاب التي تجري في سورية أصبحت على وشك أن تكتمل. إلا أنه أشار في الوقت ذاته، إلى أن هناك بعض النقاط التي تحتاج إلى إيجاد حل لها وبأسرع ما يمكن، بالإضافة إلى مناقشة الآفاق المستقبلية لتطور الأوضاع في سورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن