عربي ودولي

نتنياهو مصرّ على العبث بالأكراد.. والإقليم يعرض «تجميد نتائج» الاستفتاء والحوار مع بغداد … العبادي من أنقرة: أرادوا تفكيك المنطقة وإقامة حدود دولة كردستان بالدم

بعد التصعيد الذي شهدته العلاقة بين بغداد وإقليم كردستان مؤخراً، قامت حكومة كردستان أمس بعرض مبادرة مع بغداد، تتضمن تجميد نتائج الاستفتاء على الاستقلال، والحوار مع الحكومة المركزية، في وقت أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، خلال لقائه رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، أن محاربة الإرهاب جزء أساسي من سياسة بغداد. كما اعتبر العبادي، الذي يقوم بزيارة إلى أنقرة، أمس، أن أي جهة تحمل السلاح خارج الدستور تعد خارجة على القانون، ويجب مواجهتها.
واستقبل أردوغان، رئيس الوزراء العراقي في أنقرة، حيث عقدا اجتماعاً ثنائياً، وتوجها بعده لترؤس جلسة المباحثات المشتركة بحضور أعضاء الوفدين، حيث تطرق الطرفان إلى أزمة الاستفتاء في كردستان العراق، وقال العبادي: «لقد كان هناك مشروع لتفكيك المنطقة وليس العراق فقط عندما أرادوا إقامة حدود دولة بالدم، ونحن رغم كل ذلك لم نقاتل شعبنا الكردي وأوامرنا مشددة بعدم المواجهة».
من جانبه أكد أردوغان رغبة بلاده في تمتين العلاقات العراقية التركية، ودعمها لخطوات الحكومة العراقية في مواجهة تداعيات الاستفتاء، وتوحيد البلاد وفرض سلطة الدولة بقواتها وإرادتها الوطنية، مؤكدا التعامل المباشر مع الحكومة العراقية، داعيا إلى تفعيل مجلس التعاون الاستراتيجي بين البلدين وتوسيع العلاقات العراقية التركية ورفع التبادل التجاري.
في غضون ذلك قامت حكومة إقليم كردستان بمبادرة تجاه بغداد، عارضة تجميد نتائج الاستفتاء على الاستقلال، الذي أثار أزمة كبيرة مع الحكومة الاتحادية.
وتشترط بغداد إلغاء نتائج عملية التصويت هذه لبدء أي مفاوضات، بعيد تقدمها وسيطرتها على مناطق متنازع عليها من قوات البيشمركة الكردية.
وفي بيان نشر أمس، قالت حكومة الإقليم إنه «من منطلق المسؤولية أمام شعب كردستان والعراق نقترح للحكومة والشعب والرأي العام العراقي والعالمي تجميد نتائج الاستفتاء وبدء حوار مفتوح مع الحكومة الاتحادية وفق الدستور».
كما يقترح النص المؤلف من ثلاث نقاط «وقف إطلاق النار فوراً ووقف جميع العمليات العسكرية في إقليم كردستان»، بعد مقتل نحو 30 من قوات البيشمركة والقوات العراقية في اشتباكات خلال عملية «إعادة فرض الأمن» في مناطق متنازع عليها، وخصوصاً محافظة كركوك الغنية بالنفط.
وخسارة إيرادات الحقول النفطية في محافظة كركوك تقضي إلى حد كبير على أحلام إقليم كردستان العراق بالاستقلال.
وقرر برلمان كردستان الثلاثاء تجميد مهام رئيس الأقليم مسعود بارزاني الرئيسية لعدم قدرته على تمديد ولايته قانونياً، الأمر الذي ينهي صلاحياته. واتخذ القرار خلال جلسة حضرها معظم نواب الحزبين الرئيسيين، الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني.
إلى ذلك أطل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو برأسه من جديد، داعيا أكراد إقليم كردستان العراق إلى «نيل الحرية»، وذلك من خلال الاستقلال عن العراق.
وكشف نتنياهو، خلال كلمة له بمناسبة ذكرى اغتيال وزير السياحة رحبعام زئيفي، الملقب «بغاندي»، أن زئيفي توجه إلى كردستان العراق في مهمة سرية في ستينيات القرن الماضي.
وقال: «قبل 51 عاماً، غادر غاندي البلاد متجها إلى تجمعات الأكراد في العراق، حيث تركت زيارته لهم انطباعاً عميقاً عليه»، مضيفاً: «لقد كان يؤمن بأن إسرائيل عليها مد يد العون للشعوب الأخرى. وفي هذا الإطار، تم إنشاء مستشفى بإدارة الجيش الإسرائيلي في المنطقة الكردية».
وأشار نتنياهو إلى أن «الأكراد يظهرون نضجاً وطنياً ودولياً»، وتابع: «لدينا تعاطف كبير تجاه رغباتهم وينبغي على العالم أن يبدي اهتماماً بأمنهم ومستقبلهم، وإسرائيل هي الطرف الوحيد الذي أيد علنا استقلال إقليم كردستان».
وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن