ثقافة وفن

بارتفاع 13 متراً.. عمل نصبي ضخم في دبي للنحات السوري سهيل بدور

| الوطن

يستعد الفنان السوري العالمي سهيل بدور للبدء بتنفيذ عمل نحتي ضخم في مدينة دبي سيحمل اسم «نصب الجدارية» ومن المقرر وضعه أمام برج يجري التحضير لإشادته في مدينة دبي وسيكون بمنزلة تحفة معمارية بارتفاع 13 متراً. ونصب الجدارية هو عمل فني ضخم استوحي من قصيدة الجدارية الشهيرة للشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش. وقد اختير الفنان السوري بدور لتنفيذ هذا العمل النصبي باعتباره واحداً من أهم النحاتين العرب وبفضل تجربته وخبرته الكبيره والمهمة.

وكان بدور توافق مع الشاعر الفلسطيني الذي كانت تربطه به علاقة صداقة على تقديم قصيدة الجدارية في رؤيا نحتية نظرا لأهميتها وتميزها. يستغرق تنفيذ العمل من سنة إلى سنة ونصف السنة باستخدام الخشب والبرونز والحجر وخامات أخرى يتقتن الفنان السوري التعامل معها وتطويعها.
العمل سيكون بارتفاع 13 متراً وعمق 3 أمتار وعرض 7 إلى 9 أمتار. ويخطط للنصب أن يكون بمنزلة تحفة فنية ترتقي لمصاف الأعمال الخالدة اشتغل عليها وحُضر لها منذ سنوات.
ونصب الجدارية هي فكرة الفنان بدور مع الشاعر الكبير محمود درويش الذي أحبّ ووافق على الفكرة لتكون قراءة متأنية وأبدية لقصيدته الجدارية التي تحدث فيها عن الموت، وتسمح بتشكيل فضاء نصي على نحو كبير لكل تجليات الإبداع الواقعي والخيالي والدرامي
الفنان سهيل بدور أنهى الدراسات الأولية والماكيت الأولي لنصب الجدارية ويستعد للبدء بالعمل الذي يعتبره حلم حياته.
يقول الفنان السوري سهيل بدور عن العمل الجديد: «نصب الجدارية» هو عمل نحتي مستوحى من قصيدة الشاعر الكبير محمود درويش «الجدارية» التي أعتبرها نصاً ابداعياً ملهماً.. وهو تحد كبير أردت التصدي له بكثير من الحب والإصرار.
ولطالما كان النصب بالنسبة لي بمنزلة مشروع العمر. أصبو لإنجازه بحب وفرح وجدل كبير وخاصة أنّ إرهاصات الفكرة بدأت عبر حوار طويل بيني وبين الشاعر محمود درويش الذي كان متحمسا للفكرة إلا أن الموت حال دون تنفيذها.
وأشار إلى أن العمل سيكون بمنزلة صياغة نحتية لجدارية درويش من وجهة نظري باعتبار أن الفن لا يموت ولن يموت ولا يقهره الموت وإذا كانت الجدارية بمنزلة نشيد للذات والمصير الفاجع فقد تصديت لفكرة النصب ليكون صياغة وترجمة للقصيدة التي عانقت الخلود عبر معالجة فنية خاصة تعكس العمق الذي ذهب إليه محمود درويش.
بالطبع العمل النحتي ليس قراءة للجدارية ولا تفكيكاً أو مناكفة لها، يتابع بدور حديثه: بل هو ترجمة الوعي فيها وإقرار أن فكرة الموت قائمة وستظل إلا للإبداع بمنجزاته فالموت جبان أمامهم ولا يستطيع فعل شيء. إذاً الموت عاجز أمام قصيدة درويش وعملي النحتي وأي عمل إبداعي آخر يهزم كل شيء إلا الفكر.
ولعلي في عملي هذا اقتربت أن أقدم شيئاً في فلسفة النحت من حيث المعالجات للكتل. فالعمل ضخم يحوي نحو 80 طناً من الرخام و2 طن من البرونز إذاً لا بد من إدارة حكيمة للأمر لكني دخلته بمغامرة جريئة طبعا من دون شك مع دراسة معمارية دقيقة أيضا، فالعمل مكون من ثلاث قطع الأولى وهي مع القاعدة من الرخام الطبيعي بارتفاع 5 أمتار والقطعة الأعلى من الرخام والبرونز والخشب ارتفاع 4 أمتار والقطعة الأخيرة هي من البرونز كاملة بارتفاع 3 أمتار ونصف المتر بالطبع استخدمت بعض المفردات الكنعانية وبعضاً من تراث الإمارات مضافاً إليها أبيات من قصيدة الجدارية هي:
«وكأني قد مت قبل الآن أعرف هذه الرؤيا.. وأعرف أنني أمضي إلى ما لست أعرف.. ربما ما زلت حيّاً في مكان ما، وأعرف ما أريد سأصير يوماً ما أريد».
يذكر أن الفنان السوري سهيل بدور يعد واحدا من أهم الفنانين التشكليين والنحاتين السوريين الذين وصلت أعمالهم إلى العالمية، وشارك في عشرات المعارض والملتقيات الفنية حول العالم وتميز بمدرسة خاصة به.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن