عندما يكون شريكك مدمن (نت)
| هبة اللـه الغلاييني
لا أحد ينكر الدور الفعال للتكنولوجيا في حياتنا، فقد سهلت مهامنا في الحياة، ولكن في المقابل أخذت منا الكثير، حيث إن لها تأثيرها الضار في حياتك الزوجية، فأصبح التواصل بينك أنت وشريكك عبر الهاتف أو تطبيقات المحمول مثل: (واتساب) أو (فيسبوك) وغيرها، وعلى الرغم من أنها قربت المسافات، إلا أنها في المقابل باعدت بينكما عاطفياً.
إذا كان شريك حياتك يقضي الكثير من وقته في ألعاب الـvideo Games، أو الدردشات، فقد يؤدي ذلك إلى إنهاء علاقتكما بسبب انشغاله الدائم عنك، وإدمانه للإنترنت بشكل مبالغ فيه، وهو يهدد علاقتكما بالانفصال، فقد تجلسان معا، ولكن كل منكما في عالم مختلف عن الآخر، ممسكا بالهاتف المحمول، يتابع أحدث ما في وسائل التواصل الاجتماعي أو يتحدث مع أصدقائه. وقد يكون مكوث شريكك على الإنترنت مبالغا فيه ما يجعله مدمن نت. ومن أهم أعراض هذا الإدمان:
١- زيادة عدد الساعات أمام الإنترنت بشكل ملحوظ، تتجاوز الحد المعقول، وهذا بداية إدمان الإنترنت.
٢- التوتر والقلق الشديدان في حالة وجود أي عائق للاتصال بالإنترنت، قد تصل إلى حد الاكتئاب إذا ما طالت فترة الابتعاد عن الدخول للإنترنت، والإحساس بسعادة بالغة وراحة نفسية حين يرجع إلى استخدامه، وهذه ذروة إدمان الإنترنت.
٣- قضاء وقت طويل في أنشطة متعلقة بالإنترنت:مثل تنزيل برامج وبحث عن مواقع مختلفة وغير ذلك.
٤- يتعرض مدمن الإنترنت لخطر خسارة عمله أو علاقات مهمة في حياته أو فرص دراسية بسبب الاستخدام المفرط للإنترنت.
٥- القلق والتوتر عند محاولة تخفيض عدد ساعات استخدام الإنترنت.
٦- إهمال الواجبات الاجتماعية والأسرية والوظيفية بسبب الإفراط في استعمال الشبكة العنكوبتية.
٧- الجلوس من النوم فجأة والرغبة في فتح البريد الإلكتروني، أو رؤية قائمة المتصلين في (المسنجر) أو (الواتساب).
٨- قضاء ساعات طويلة مع أصدقاء وهميين، تبعده عن أصدقائه الحقيقيين.
أسباب إدمان الإنترنت:
١- السرية: إن الإمكانية التي يوفرها الإنترنت في الحصول على المعلومات، من طرح الأسئلة والتعرف إلى الأشخاص من دون الحاجة إلى التعريف بنفسه بالتفاصيل الحقيقية، حيث يتوافر له شعور لطيف بالسيطرة والقدرة على الظهور كل يوم بشكل مختلف، تعتبر تحقيقا لحلم جامح كان يفكر به.
٢- تحقيق جزء من الراحة: فالإنترنت هو وسيلة مريحة، لأنه توجد عادة في البيت والعمل، ولا يتطلب الخروج من البيت، أو السفر أو استعمال المسوغات من أجل استعماله. هذا التيسير يوفر حضوراً عالياً وسهولة في ما يتعلق بتحصيل المعلومات التي لم يحصل عليها من دون الإنترنت، وذلك يجعل إدمان الإنترنت أمراً سهلاً.
٣- الإنترنت يوفر الهروب من الواقع إلى واقع بديل: ومن الممكن للشريك الذي يفتقد الثقة بالنفس، أن يصير دونجواناً، وأن يجد له أصدقاء إن كان انطوائياً، ويستطيع شريكك أن يتبنى لنفسه هوية مختلفة، وإن يحصل من خلالها على كل ما ينقصه في الواقع اليومي والحقيقي ما يؤدي إلى إدمان الإنترنت.
كما أنه يمكن أن يخبئ اسمه وسنه ومهنته وشكله وردود فعله أثناء استخدامه لتلك الخدمات، ومن ثم يستغل بعض مستخدمي الإنترنت خاصة الذين يشعرون بالوحدة وعدم الأمان في حياتهم الواقعية، الفرصة للتعبير عن أدق أسرارهم الشخصية، ورغباتهم المدفونة، ومشاعرهم المكبوتة، ما يؤدي إلى توهم الحميمية والإلفة، ولكن حين يصطدم الشخص بمدى محدودية الاعتماد على مجتمع لا يملك وجهاً لتحقيق الحب والاهتمام اللذين لا يتحققان إلا في الحياة الحقيقية، يتعرض مدمن الإنترنت إلى خيبة أمل وألم وشعور بالملل والفراغ والوحدة والمغريات التي تسحبه إلى علاقة جديدة يوفرها الإنترنت، وهكذا يتحول شريكك من شخص طبيعي إلى مدمن إنترنت بسبب المغريات الكثيرة في هذا العالم الافتراضي.
علاج إدمان الإنترنت
الجميع يبحث عن العلاج، ولذلك قد تسهم النصائح التالية في العلاج والتخلص من إدمان الإنترنت من دون اللجوء إلى طبيب نفسي للمساعدة في حل هذا الأمر. ولكن، قبل قراءة هذه الطرق، يجب أن يوقن المدمن بأنه مريض، ويحتاج إلى علاج، ويسعى إلى الشفاء من إدمان الإنترنت.
١- إذا اعتاد شريكك استخدام الإنترنت طوال أيام الأسبوع: اطلبي منه الانتظار حتى يستخدمه في يوم الإجازة الأسبوعية، وإذا كان يفتح البريد الإلكتروني أول شيء حين يستيقظ من النوم اطلبي منه أن ينتظر حتى يفطر، ويشاهد أخبار الصباح، وإذا كان يستخدم الكمبيوتر في حجرة النوم اطلبي منه أن يضعه في حجرة المعيشة… وهكذا.
٢- إيجاد موانع خارجية: اطلبي منه ظبط منبه قبل بداية دخوله الإنترنت، حيث ينوي الدخول على الإنترنت ساعة واحدة قبل نزوله إلى العمل مثلاً، حتى لا يندمج في الإنترنت، حيث يتناسى موعد نزوله للعمل.
٣- تحديد وقت الاستخدام:اطلبي منه تقليل وتنظيم ساعات استخدامه، فإذا كان يدخل على الإنترنت لمدة 40 ساعة أسبوعياً، اطلبي منه التقليل إلى 20 ساعة أسبوعيا، وتنظيم تلك الساعات بتوزيعها على أيام الأسبوع في ساعات محددة من اليوم.