رياضة

خيار غير موفق

| محمود قرقورا

الحرص على اختيار حكم متميز لنهائي الكأس في أي بلد في العالم لا تحده حدود لأن هذه المباراة نافذة إلى العالم الخارجي.
ولاشك أن هوية الناديين المتباريين تؤثر في عملية الاختيار، فعلى سبيل المثال لم تتح الفرصة لقيس العبد الله وهو أحد أبرز حكامنا في الثمانينيات لقيادة أي نهائي لأن فريق الفتوة كان شبه حاضر على الدوام في مباراة التتويج.
وأحياناً يتطلب الخيار جرأة غير عادية من أهل الحل والربط وهذا تجسّد عندما أوكل اتحاد فاروق بوظو قيادة نهائي 1983 لجمال الشريف كأصغر حكم عبر تاريخ المباريات النهائية لمسابقة كأس الجمهورية، ووقتها لم يكن على اللائحة الدولية.
أمس الأول راهن اتحاد كرة القدم على الحكم وسام ربيع ليقود مباراة الكرامة والوحدة إلى بر الأمان، وإذا به يوتر الأجواء بصافرته المهزوزة، فتغاضى عن اللون الأصفر بحق أصحاب الأرض عندما كانت تقتضي الضرورة، وتجاهل لمسة يد جاء منها الهدف الثاني للوحدة لاحقاً، وجامل الضيف بركلة جزاء أبقت النتيجة معلقة حتى صافرة النهاية، وأفسد الأجواء باللون الأحمر مع غروب شمس اللقاء عندما لم يتعامل بروح القانون.
سؤالنا لاتحاد اللعبة: هل نفتقر إلى حكم يقود مباراة بين فريقين معروفين بأنهما يقدمان كرة جميلة؟
ما الذي حال دون إسناد المباراة للحكم عبد الله بصلحلو وهو الذي قاد معظم المباريات الحساسة في الدوري المنصرم؟
ما الذي وقف عائقاً أمام تعيين فراس الطويل حكماً للنهائي، وإذا كانت الحجة أنه قاد نهائي الموسم الماضي فعلى المعنيين العلم أن جمال الشريف قاد النهائي خمس مرات!
لماذا لم تتم تسوية منطقية مع محمد عبد الله لقيادة المباراة وتأخذ صفة الاعتزال له كنوع من التكريم المستحق وهذا يضمن وصولها إلى شاطئ الأمان؟ وكلنا يعلم أن هناك نوعاً من الجفاء بين الحكم المذكور ولجنة الحكام.
بالنهاية لا نتهم الحكم بأنه حدد الفريق الفائز ولكن كان من الأجدى إبعاد الحكم وسام ربيع الذي ما زال في مرحلة التطور الملحوظ، ولم يكن موفقاً بقيادة مباراة الشرطة والمحافظة ضمن الأسبوع الأول، وحذار أن تكون المباراة النهائية حرقت أوراقه وتكون لجنة الحكام هي التي ساهمت بذلك بدل رعايته ومساعدته على التطور المقرون بالثقة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن