رياضة

في النهائي التاسع والأربعين… الوحدة بطل .. مباراة عصيبة الحكم أفسدها والجمهور جمّلها

| ناصر النجار

لم ترق المباراة النهائية لكأس الجمهورية إلى المستوى المتوقع والمأمول، فبقي جمهورا الفريقين هما الأجمل في المباراة وقد أقاما مهرجاناً وكرنفالاً جميلين استحقا عليهما الإشادة والثناء، ما أضاف لهذا النهائي نكهة مميزة، كما أضاف للدوري النكهة ذاتها، وهذا يحمل الأندية مسؤولية كبيرة للارتقاء بالأداء ليواكب حماسة الجمهور على المدرجات.
المباراة انتهت برتقالية بهدفين لهدف واحد، فاز الوحدة واستحق لقبه السابع (وهو الثالث على التوالي) وحافظ بذلك على لقبه السابق وضمن مقعداً في مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي، والكرامة خسر، لكنه استحق المديح والإطراء لأنه كان شريكاً صعباً ومنافساً قوياً في المباراة، لكن الخبرة قالت كلمتها.
الكرامة خلافاً للمواسم السابقة بدأ يستعيد قوته وعافيته واسمه وهيبته، وعلى ما يبدو أنه قادم هذا الموسم بقوة بعد موسم مضى عانى فيه من أذى الهبوط وخطره، ونجا فيه في الأسبوع الأخير.
الفريقان ضما نخبة من نجوم ومواهب الدوري أكثرهم في الوحدة، وبعضهم في الكرامة وينتظرهم مستقبل واعد.
برز الفريقان بأدائهما المنسجم، لكنهما غيّبا خط الوسط باعتمادهما على الكرات الطويلة أكثر الوقت، وربما أرضية الملعب السيئة أجبرت الفريقين على اتباع هذا الأسلوب، ومنا إلى الاتحاد الرياضي العام لوضع حدّ لمتاعب هذا الملعب المتهالك الذي لم يعد يصلح لتسريج الخيول، ونسأل هنا عن ملعب الجلاء الذي قيل إنه صار جاهزاً ولماذا لم يستقبل المباريات حتى الآن؟

صافرة مهزوزة
أما عن التحكيم فحدث ولا حرج، المباراة كانت أكبر من الحكم وقدراته، ومن الخطأ الزج مبكراً بهذا الحكم في مثل هذه المباراة الكبيرة والقوية وخصوصاً أنه لم يقم بالتحكيم في الموسم الماضي إلا في بضع مباريات خفيفة لم تكن على شاكلة هذا النهائي.
الحكم افترض أنه يمسك المباراة بكثرة البطاقات الحمراء والصفراء لكنه أفسدها، فالإنذار الأول لحارس الوحدة ليس له أي مبرر ليخرج بالحمراء في وقت استنفد الوحدة التبديل وركلة الجزاء التي منحها للكرامة كانت غير صحيحة برأي الكثير من خبراء التحكيم، وهناك الكثير من الحالات وسط الملعب أوقفها الحكم ولو أعطى إتاحة فرصة لكان أفضل بكثير.
القرار التحكيمي في هذه المباراة وغيرها نضعه برسم لجنة الحكام التي عليها أن تعمل على وضع الحكم المناسب في المكان المناسب وإلا فسنقول سلامات للدوري.

في المباراة
بدأ البرتقالي المباراة كما يجب أن تبدأ وسجل هدفين في نصف الساعة الأولى من المباراة وانتهى دوره وكأنه اطمأن للنتيجة، وبغض النظر عن ضبابية الهدف الثاني الذي سبقته لمسة يد، فإن الفرص المتاحة للوحدة كانت قليلة جداً رغم أفضليته في المبادرة الهجومية فوقف حارس الكرامة أغلب الوقت متفرجاً لأن كل الكرات البرتقالية لم تصوب على المرمى إنما جاءت بعيدة عن الخشبات الثلاث، وغابت الحلول الأخرى فلم تجد تنفيذاً جيداً للركلات الثابتة، ولم نجد التسديدات البعيدة الخطرة ما عدا كرتين واحدة للحمدكو جميلة جاورت القائم الأيسر للكرامة، والثانية رأسية متقنة للمصطفى ردتها عارضة الكرامة، الشيء الأهم أننا سجلنا غياباً تاماً لوسط الوحدة، لكن علينا أن نذكر مهارة أسامة أومري أفضل لاعبي الفريقين وصانع الهدفين، وقد فتح (شوارع) بمرمى الكرامة، النقطة الأهم في الوحدة خط دفاعه الذي ليس على ما يرام، ولو امتلك مهاجمو الكرامة الخبرة والحيلة لكان للمباراة كلام آخر، خلاصة القول إن فريق الوحدة قد يكون قادراً على المنافسة بالدوري المحلي، لكنه لن يكون كذلك في البطولات الآسيوية، وعلى إدارة الفريق البحث عن الحلول وخصوصاً في الخط الخلفي.
الكرامة أضاع اللعب واتجه إلى الخشونة الواضحة غير المبررة، ربما للتأثير في لاعبي الوحدة وإيقافهم، الواضح في فريق الكرامة الاندفاع وعدم الخوف من المباراة وهو أمر إيجابي، لكن الخلل كبير في الخط الدفاعي، والهدفان اللذان دخلا مرماه كانا من أخطاء ساذجة، فضلاً عن فرص عديدة جاءت لأخطاء دفاعية لم يستغلها الوحدة، وعانى الكرامة سوء التنظيم في المواقع الأمامية، فلم نر الهجمات التي تتصف بالجمل التكتيكية، وكانت ارتجالية ويحتاج إلى الكثير من العمل والصقل والتدريب وبرز منه بشكل لافت المدافع عامر تركاوي والمهاجم عبيدة السقي ولاعبه المخضرم بلال المصري.

من المباراة
– أشرك الفريقان لأول مرة قصي حبيب (الوحدة) ومهند إبراهيم (الكرامة)، الأول عائد من رحلة احترافية في العراق والثاني من الأردن.
– أصيب حارس الكرامة حسين رحال بالدقيقة السابعة واستبدل بالحارس محمد مارديني القادم من الحرية، كما خرج مصاباً من الوحدة محمد حمدكو.
– أضاف الحكم أربع دقائق بعد نهاية كل شوط وأنهى المباراة بعد أن منح حارس الوحدة البطاقة الحمراء مباشرة.
– توج فريق الوحدة اللواء موفق جمعة رئيس الاتحاد الرياضي العام ونائبه الدكتور ماهر خياطة، وصلاح رمضان رئيس اتحاد كرة القدم ونائبه فادي الدباس، وحضر حفل التتويج الدكتور إبراهيم أبا زيد عضو المكتب التنفيذي ومهند طه رئيس اللجنة التنفيذية بدمشق.
– على طريقة البطولات الكبرى أقام اتحاد كرة القدم منصة جميلة لتتويج الفريقين وكانت بالفعل صورة حضارية رائعة.
– احتفل جمهور الوحدة بفريقه على طريقتهم الكرنفالية الجميلة.

بطاقة المباراة
– المناسبة: نهائي كأس الجمهورية – الموسم 2016/2017.
– التاريخ: الجمعة 27/10 الساعة الرابعة.
– المكان: ملعب تشرين بدمشق.
– الفريقان: الوحدة × الكرامة: 2/1
– سجل للوحدة: أنس بوطة د15 ومحمد حمدكو د30، وللكرامة عبيدة والسقي من جزاء د45+3.
– خرج بالحمراء: شعيب العلي ورضوان الأزهر من الوحدة ومهدي الحاج من الكرامة.
– الحكام: وسام ربيع– حسام فريح– عبد اللـه كنعان– أيمن العسافين.
– مراقب إداري: غزوان المرعي – مقيّم الحكام: خضر الحاج خضر.
– تشكيلة الوحدة: رضوان الأزهر– علي دياب– صلاح شحرور– شعيب العلي– برهان صهيوني– محمد غباش– سليمان سليمان– أسامة أومري– محمد حمدكو (محمد الحسن)– أنس بوطة (أحمد كلاسي)- باسل مصطفى (قصي حبيب).
– تشكيلة الكرامة: حسين رحال (محمد مارديني)- شاهر كاخي– عامر تركاوي– جهاد بسمار– محمود اليونس– بلال المصري (مهند إبراهيم)– محمد قدور– عبيدة السقي– علي خليل– ريفا عبد الرحمن– مهدي الحاج.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن