انطلاق مهرجان حلب الثقافي
| الوطن
افتتح وزير الثقافة محمد الأحمد فعاليات مهرجان حلب الثقافي في مسرح نقابة الفنانين في حلب، وتحدث خلال كلمة الافتتاح قائلاً: اسمحوا لي أن أستهل كلمتي بنص لشاعرنا الكبير نزار قباني يقول فيه: «كل الدروب لدى الأوروبيين توصل إلى روما.. كل الدروب لدى العرب توصل إلى الشعر.. وكل دروب الحب توصل إلى حلب»، نعم، حلب المدينة الأقدم والأعرق، حلب التي تعرضت على مدى سنوات لعدوان سافر من جماعات إرهابية تكفيرية، تدعمها تركيا والسعودية والولايات المتحدة الأميركية، ومن لف حولها من قوى إقليمية ودولية.. حلب التي عانت من العطش والجوع وانعدام الوقود والطاقة الكهربائية.. حلب التي فقدت الآلاف من أبنائها.. حلب الباسلة الصامدة، إن رؤيتك تنهضين من غبار الحرب والدمار، وتنفضين عن نفسك رماد الحريق، كما عهدناك دائماً، ملكة متألقة للفن والجمال، لهو مشهد مؤثر رائع، ومنظر فاتن يرد الروح».
وأضاف: المدن التي عاشت لآلاف السنين، مثل دمشق وحلب، لا تموت، لقد أصبح لديها مناعة ضد كوارث البشر والطبيعة، كم مر على حلب من غزاة وفاتكين، بدءاً من الإسكندر المقدوني، مروراً بالصليبيين والمغول والفرنسيين وانتهاء بالعثمانيين الأتراك، وكم احترقت، ولكنها بعد كل غزوة تنهض من رمادها مجدداً مثل طائر الفينيق أكثر قوة وصلابة وجمالاً، وها هي الآن، بعد أن طردت الغزاة عن أرضها، تنهض من محنتها، وتداوي جراحها، في نهوضها ودوائها مرتكزان على صلابة جذورها وعمق ثقافتها، نعم، إن مدينة عرفت أبا فراس الحمداني وأبا الطيب المتنبي وعبد الرحمن الكواكبي وصباح فخري ومحمد قجة وعمر أبو ريشة ولؤي كيالي ووليد إخلاصي وغيرهم لا يمكن لقطيع من التكفيريين مهما بلغ عديده وتسليحه، أن ينال منها، أو يهشم حضارتها.
وأكد أننا أثبتنا للعالم من حولنا شيئاً مهماً مفاده أن هذه الحرب الكونية التي تشن منذ سبع سنوات على سورية لن تفل من عزيمتنا ولا من قدرتنا على تذوق الجمال وصنعه، وأنا لا أملّ من التكرار في كل مناسبة أن الفعل الثقافي هو فعل مقاوم للموت والخراب، وهو وقفة في وجه الفكر التكفيري الأسود الذي يسعى لجرنا إلى الوراء قروناً طويلة.
وأشار إلى أن مأثرة تحرير حلب، وتحرير المدن الأخرى، تقول لنا بالفم الملآن: لا خيار آخر لسورية، جيشها الباسل البطل سيظل يقاتل الإرهابيين المسلحين، ومثقفوها العقلانيون الوطنيون سيظلون يقاتلون كل أشكال الفكر الرجعي الظلامي، وقوانين التاريخ تؤكد أننا لمنتصرون، وأنا أؤمن بقوانين التاريخ.
وتضمن حفل الافتتاح عرض فيلم قصير عن مدينة حلب وتكريم قامات أدبية كبيرة من مدينة حلب وهم فايز الداية وعبد الهادي نصري ومحمود حريتاني والأديب محمد أبو معتوق والموسيقي سمير كويفاتي، والأديبة سلمى محجوب، والمخرج المسرحي كريكور كلش والفنان التشكيلي وحيد مغاربة.
وتلاه حفل فني للسيدة ميادة بسيليس بمجموعة من أشهر أغانيها إضافة إلى مجموعة أغان تراثية برفقة الفرقة الموسيقية بقيادة سمير كويفاتي.
ويشهد المهرجان إقامة معارض فنية وتشكيلية ومعرضاً للكتاب من إصدارات الهيئة العامة السورية للكتاب يتخلله حفل توقيع 3 كتب صادرة عن الهيئة وندوات ثقافية وأمسيات شعرية.
وعلى هامش المهرجان ستقام عدة فعاليات خاصة بالأطفال واليافعين منها يوم مفتوح للأطفال في حديقة السبيل ورسوم على الجدران وحفل فني بعنوان مهارات الحياة وعرض مسرحي بعنوان حكايا جحا ومعرض من إنتاج الأطفال واليافعين في الورشات الفنية.