بعد تغيير الإدارة.. مديرية المباني تتنصل من وعود المديرية العامة للآثار
| السويداء –عبير صيموعة
أربعة أعوام وأكثر مضت على مطالبة أهالي مدينة شهبا الأثرية بتعديل قرار تسجيل المدينة القديمة الذي جاء بناء على اقتراح دائرة آثار السويداء بالتنسيق مع مجلس المدينة حيث جرى تشكيل لجان مختصة للعمل ضمن ذلك الاقتراح إضافة إلى وعود المدير العام للآثار السابق مأمون عبد الكريم لأهالي شهبا بتعديل قرار التسجيل الذي تم إعداده من لجان تم تشكيلها لهذه الغاية إلا أن الآمال تبددت مع تعيين إدارة جديد لمديرية المباني في الإدارة العامة منذ مطلع العام الحالي والتي قامت باستبعاد عمل عدة لجان متتالية لتخرج بقرار إعادة دراسة المنطقة الأثرية في شهبا من جديد.
وليبرز التناقض واضحاً بين وعود الإدارة العامة وبين عمل مديرية المباني وخاصة أن مدير الآثار السابق صرح لـ«الوطن» قبل انتهاء مهمته بأيام قليلة أن القرارات لا يمكن أن تتغير بتغير الإدارات لأن العمل عمل مؤسساتي، موضحاً أن مديرية الآثار حريصة كل الحرص على مصلحة الأهالي وأن المديرية عند وعدها الذي قطعته أمام المواطنين في شهبا لأنه لا يمكن أن يحمي الآثار إلا أهلها وبالتالي أي قرار في القضية سيكون لمصلحة الأهالي ولا ضرر من اطلاع مدير إدارة المباني على الأضابير ودراستها أما إعادة دراسة العقارات فهذا طرح غير وارد! (وطبعاً ما حدث يلغي تصريحات الإدارة السابقة جملة وتفصيلاً).
رئيس مجلس مدينة شهبا عماد الطويل أكد أن إعادة الدراسة أو تعديل أي مقترح في عمل اللجان غير منطقي وغير مبرر وخاصة أن تلك اللجان جرى تشكيلها من مجلس المدينة ودائرة آثار السويداء وجرت دراسة المنطقة المذكورة منزلاً منزلاً وكانت الأهالي المتضررة قد قدمت اعتراضات تمت دراسة كل حالة منفردة والتي تجاوز عددها 260 اعتراضاً وجرى رفع المقترحات إلى المجلس الأعلى للآثار الذي طالب بتوصيات ومقترحات لحل الإشكالية ورغم وعود المدير العام للآثار بحل القضية خلال ثلاثة أشهر بعد لقائه الأهالي إلا أن تغيير الإدارة في مديرية المباني العامة أدى إلى تجميد القضية ومن ثم أفقد الأهالي الثقة بوعود دائرة آثار السويداء مضيفاً: هل يعقل مع تغيير كل إدارة أن يتم توقيف أو نسف القرارات السابقة علما أن وعود المدير العام للآثار كانت السبب بحماية المنطقة الأثرية في المدينة من التعديات والتجاوزات حيث التزم الأهالي هناك بشروط دائرة آثار السويداء بالبناء والترميم والتوسع.
وبالتواصل هاتفياً مع مديرية المباني في المديرية العامة للآثار أشار مديرها أحمد ذيب إلى أن قضية تعديل الصفة الأثرية لمدينة شهبا القديمة اقتضت بالضرورة دراسة جديدة لوجود مقترحات ضمن عمل تلك اللجان غير محقة في قرار تعديل التسجيل (على حد قوله) لذلك تم تشكيل لجنة لدراسة مدينتي شهبا والسويداء وانتهت أعمالها منذ 20 يوماً تقريباً وسيتم طرحها على المجلس الأعلى للآثار مضيفاً إن من انتظر أربع وخمس سنوات لحل القضية يمكن أن ينتظر القرارات التي سيتم نقاشها أمام المجلس الأعلى للآثار حين يتم انعقاده؟